سخّرت مليشيا الحوثي الانقلابية، أذرعتها الإعلامية، المروّجة لسياساتها الإرهابية، للهجوم على مؤتمر وارسو، الذي انعقد في العاصمة البولندية؛ بعدما فضح جرائمها سياسيًا وعسكريًّا في حق الشعب.
المليشيات ادعت أنّها تقوم على مبادئ دينية تخدم الدين الإسلامي، زاعمةً أنّ المؤتمر مثّل مؤامرة على الأمة العربية لمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بجانب تمثيل عربي لافت.
في الوقت نفسه، وبينما يضيق الخناق على المليشيات وتتصاعد الغضبة الشعبية والقبلية ضد انتهاكاتهم، ظهر قائد الانقلابيين عبد الملك الحوثي، ململماً جراحه لاستقطاب مقاتلين جدد، سواء للزج بهم في ساحة القتال، أو محاولة صناعة شرعية “زائفة”.
الحوثي أصدر بياناً أوردته وسائل إعلام ناطقة بلسان المليشيات، دعا فيه إلى الانضمام إلى معسكر الانقلاب، زاعماً أنّ سياساتهم قائمة على مبادئ إيمانية، متناسياً آلاف الجرائم التي ارتكبتها عناصره ضد المواطنين وهو ما ضاعف الأزمة الإنسانية في البلاد.
لعب الحوثي على “الكارت” الذي تجيد مليشياته التمثيل به جيداً، مدعياً أنّ دعوته (للحشد وضم العناصر) قائمة على آليات إيمانية وأخلاقية وإنسانية، في وقتٍ تسبّب فيه الانقلابيون في إثارة أكبر أزمة إنسانية في تاريخ البلاد.
على الأرض، تترنح المليشيات بشكل كبير وتزداد حالة السخط ضدها جرائم الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها، في أكبر مثال على ذلك ما يحدث مؤخراً من انتفاضة للقبائل في محافظات حجة وعمران وأطراف الضالع، والتي مثّلت تحوّلاً مهماً في وجه الانقلابيين.
في “مؤتمر وارسو”، الذي دعت إليه الولايات المتحدة، صبّ الحاضرون جام غضبهم على إيران بسبب دعمهم للمليشيات الحوثية في اليمن سياسياً وعسكرياً، وهو ما يضاعف الأزمة الإنسانية في البلاد.
وكثيراً ما يعترف الانقلابيون باستخدامهم أسلحة إيرانية في الحرب التي أشعلوها منذ صيف 2014، وأكثر الأسلحة شيوعاً هو صاروخ “زلزال 1″، وصاروخ مدفعي ثقيل إيراني الصنع ذو مدى مقدر بحوالى 150 كيلو متراً.
لا يقتصر الدعم الإيراني على “زلزال 1″، فهناك أدلة كثيرة على التسليح الإيراني للحوثيين، بينها ما عرضته الولايات المتحدة قبل أشهر من بقايا أسلحة إيرانية زودت طهران المليشيات، لتؤكد بأنها دليل حاسم على أن إيران تنتهك القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، في إطار مشروعها القائم على ضرب استقرار دول المنطقة عبر أذرعها الطائفية.
وشملت تلك الأدلة بقايا متفحمة، وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنّها من صواريخ باليستية قصيرة المدى إيرانية الصنع أطلقت من اليمن في الرابع من نوفمبر 2017، على مطار الملك خالد الدولي خارج العاصمة السعودية الرياض، إضافة إلى طائرة بدون طيار وذخيرة مضادة للدبابات.
وآنذاك، عبّرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، عن ثقتها في أن طهران تتحمل مسؤولية نقل تلك الأسلحة للحوثيين في اليمن، وقالت – في مؤتمر صحفي في قاعدة عسكرية على مشارف واشنطن: “هذه الأسلحة إيرانية الصنع.. وأرسلتها إيران.. ومنحتها إيران”.
كما عرضت الوزارة شرحًا مفصلًا بكل الأسباب التي دفعتها للاعتقاد بقدوم الأسلحة من إيران، لافتةً إلى علامات تجارية إيرانية على أجزاء أسلحة والطبيعة المميزة لتصميم الأسلحة الإيرانية، وشمل ذلك تصميمات صواريخ “قيام” البالستية قصيرة المدى، حيث حصلت على أجزاء لصاروخين من هذا الطراز أطلق أحدهما يوم الرابع من نوفمبر على المطار وأطلق الآخر يوم 22 يوليو.
واستشهدت بوجود علامات تجارية قالت إنها مطابقة لعلامات شركات دفاع إيرانية على أجزاء تستخدم في توجيه محركات الصواريخ وعلى لوحة دوائر كهربائية تستخدم في نظام توجيهها.
وفي مسار آخر، تحدّثت مجلة “جاينز” البريطانية عن تقارير أمنية في محافظة مأرب، أشارت إلى ضبط طائرات بدون طيار كانت في طريقها إلى الحوثيين يتم تخزينها بشكل جيد في مواد حساسة إلكترونية وغيرها، وأفادت مصادر عسكرية بأنّ الحوثيين يحصلون على الطائرات كقطع غيار ثمَّ يعاد تركيبها داخل الأراضي اليمنية.
وذكر تقريرٌ صدر عن لجنة خبراء الأمم المتحدة أنّ الطائرات بدون طيار تمّ تجميعها من مكونات مصدرها خارجي (طهران) وتم شحنها إلى اليمن، وأنّ طراز “قاصف” أو “المهاجم” متطابق تقريبًا في التصميم والأبعاد والقدرات التي تتمتع بها أبابيل-T ، التي تصنعها شركة إيران لصناعة الطائرات. وفي دليل آخر على التورط الإيراني، كشفت مجموعة “أبحاث التسلح في الصراع”، بعد فحص طائرات بدون طيار استخدمها الحوثيون وحلفاؤهم لتحطيم بطاريات صواريخ باتريوت في المملكة العربية السعودية، أنّ أحد الأرقام ينتمي لطائرة مماثلة تملكها الميليشيات الإيرانية في العراق. تفضح هذه الجرائم عديد الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإيرانية وهو ما يستدعي ردعًا عاجلًا من قبل المنظمات الدولية، تجاه ما بات يُوصف بالعبث الانقلابي في البلاد.