أصدرت اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وكتلته البرلمانية بيانا عن مخرجات الاجتماع الموسع الذي عقد خلال الفترة من 3 الى 4 فبراير/شباط 2019، جاء فيه:
في جو مفعم بالتفاؤل والأمل انعقد خلال الفترة من 3 إلى 4 فبراير اجتماعٌ موسعٌ ضم أعضاء اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وكتلته البرلمانية المتواجدتين خارج الوطن ناقش الأوضاع التنظيمية والشأن الوطني العام .
بدأ الإجتماع أولى جلساته بوقفة إكبارٍ قرأ خلالها الفاتحة ووجه خلالها التحية إلى ذكرى الشهيد الزعيم على عبد الله صالح ورفيقه الشهيد الأمين العام عارف الزوكا وإلى جميع الشهداء الذين قضوا في درب النضال وبذلوا الدماء فداءً لحرية الوطن وكرامة الشعب.
الإجتماع حيا ايضاً اعضاء المؤتمر القابضين على جمرة النضال خصوصاً أولئك الذين يتحدون القهر في سجون ومعتقلات المليشيات الحوثية .
لقد خيم في الاجتماع روح وإلهام الزعيم وحضرت لحظة استشهاده وإطلالته الأخيرة على الجماهير في الخطاب الذي أودع فيه وصاياه .
وإذ نستحضر تلك الوصايا فإننا نقطع العهد على الالتزام بها والاسترشاد بهديها لا نضل ولا ننحرف وفِي طليعتها :
اولاً _ الحفاظ على وحدة المؤتمر الشعبي العام الذي يعبر عن الإرادة السياسية لغالبية الشعب ولا يخامرنا أي شك في أن جميع المناضلين يشاركوننا هذا العزم بمن فيهم قادة وكوادر وأعضاء المؤتمر المتواجدين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات …وإننا لعلى يقين بأن لديهم من الصلابة والتصميم ما يكفي لمقاومة الضغوط التي تمارس عليهم لفرض قرارات واجراءات تهدد بشق كيان الحزب , ذلك أنهم جميعاً قطعةً حية من هذا التنظيم الرائد ومن التجربة الاصيلة التي شقها في المجرى العام للنضال الوطني .
ثانياً _ تأكيد استقلالية المؤتمر وسيادته على قراره التنظيمي والوطني ورفض أي تحالفات مع القوى التي لا تحتكم الى الدولة و نظامها الجمهوري وبالذات تلك التي تحمل مشروعاً هداماً تسعى من خلاله إلى أن تلوي عنق التاريخ وترتد بالبلاد إلى عهود الظلام والطغيان والإنحطاط التي عانى منها شعبنا طويلاً ثم ثار ضدها وانتصر عليها في 26 من سبتمبر ، وكذلك لأنها لا تملك قرارها ولا مصيرها وإنما من ملالي إيران تتلقى الأوامر، وفي خدمة أطماعهم في النفوذ تفتك بالشعب وتعبث بالمقدرات .
ثالثاً_ إن دخان الحرب لا ينبغي أن يحجب عنا رؤية معاناة الناس وإنهاكهم تحت وطأة الضائقة الاقتصادية ، وفي هذا يتوجب إدانة استئثار اَي جماعة أو قوى بنصيبٍ كبيرٍ من الموارد العامة وعلى وجه الخصوص الجماعات التي تسخر الموارد في حربها على الشعب مع حرمان الموظفين من المرتبات والحقوق , وكذلك نهب ارصدة المؤسسات العامة والصناديق المتخصصة وفرض الإتاوات على التجار والمواطنين والاستيلاء على مواد الإغاثة وغيرها من الممارسات التي تضاعف من معاناة الناس وآلامهم وعذابهم .
رابعاً – إن إحدى المهمات الرئيسية التي ترتكز أمامنا الآن هي تعزيز دور المؤتمر الشعبي العام في الحياة السياسية وتأكيد مكانته في طليعة العمل الوطني واتصاله بالجماهير وحرصه على التعاون والشراكة مع القوى السياسية المختلفة.. ذلك أن المؤتمر يمتلك خبرةً غنيةً في هذا الحقل وهو يستطيع أن يضم إليه القوى الحية في المجتمع لنمضي معاً في مسيرة شاقة لا مناص من أن نخوضها حتى نبلغ بشعبنا الغايات والمثل العليا التي تمثل جوهر عقيدتنا السياسية كما تضمنها الميثاق الوطني وقبل ذلك مبادئ الثورة الستة.
خامساً _ إن أغلى ما في عقيدتنا السياسية وأنبل ما انجزه حزبنا وزعيمنا وشعبنا هي الوحدة اليمنية، لذلك فإن الدفاع عن الوحدة يظل محور نضالنا ولسوف نتصدى مع شعبنا ونهزم أي انحراف أو رغبة أو ميل للعودة عنها .
ولا شك عندنا أن أي مشروع مبني على أسسٍ عقائدية او مذهبية أو مناطقية هو بالضرورة فعل انفصال بطبيعته لأنه مبني على أساس يناقض الحقيقة الوطنية، لذلك فإن واحداً من الدوافع لمناهضته ينطلق من الحرص على بقاء الوحدة وخلودها .
سادساً _إننا ننشد السلام وندافع عنه ونمقت الحرب ونقف ضدها , ونؤمن ايماناً مطلقاً بأن الدولة وحدها يجب أن تحتكر السلاح وأن تتحمل مسؤولية حماية الأفراد والأحزاب تحت مظلة القانون، ولهذا فإننا مع شعبنا وقواه الحية سنواصل النضال لاستعادة الدولة ومد نفوذها وسيطرتها على كامل الأرض اليمنية . وفي هذا السبيل نحرص تماماً على دعم المؤسسات الشرعية لتمكينها من القيام بواجباتها والنهوض بمسئولياتها على اكمل وجه , ولكي تقدم النموذج والدليل القاطع على الفارق الجوهري بين عدل الدولة وبطش العصابة . .
سابعاً _ إننا نعرب عن تقديرنا لدور ومساهمة دول التحالف العربي في التصدي للمشروع الايراني الذي تسلل إلى بلادنا ، ونعتقد أن هذا الدور حتمته مقتضيات الأمن القومي العربي وواجب الوفاء بالإلتزامات الواردة في معاهدة الدفاع العربي المشترك , وكذلك فإن الدول الشقيقة بهذا الاسهام إنما تدافع عن أمنها الوطني حيث تدرك أن اطماع ايران تشمل المحيط الجغرافي الواسع وأنها بالقوس الممتد من اليمن إلى لبنان تطوق الخليج وتطل على مصر والشمال الإفريقي .
وفِي إطار استعراض الاجتماع للأوضاع الأمنية في بلادنا تم الوقوف على الأوضاع في منطقة حجور محافظة حجة، وحيا مقاومة ابناء حجور وصمودهم في وجه العدوان الحوثي الذي يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى نجدة الشعب اليمني بشكل عام وإغاثة أبناء حجور واتخاذ القرارات لدرء الموت المحقق الذي يحصد أرواح الابرياء..ونستغرب بشدة عدم صدور أية إدانة من قبل مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفث لهذه الجرائم والاعتداء الآثم..
إننا ندعو الأمم المتحدة أن تقف في وجه الآلة الحربية التي تمارس القتل والدمار والخراب ووضع حد لهذه الأعمال الإجرامية وفك الحصار عن ابناء حجور.
ووقف الاجتماع أمام أثرين ترتبا على فشل انتفاضة 2 ديسمبر 2017 واستشهاد الزعيم ورفيقه وهما : نهب مقرات وممتلكات المؤتمر واعتقال بعض قادته وكوادره .
وإزاء القضية الأولى رأى المجتمعون ألا يمنحوا المسئولين عن هذه الجريمة شرف المطالبة بالكف عن الوصاية ورفع اليد عن الحقوق المصادرة وقرروا بدلاً عن ذلك أن يترك الأمر إلى أن تتبدد أوهامهم أمام ابهار الحقيقة حين يتأكد النصر وتستعيد الدولة سلطانها وسطوتها … لكن في نفس الوقت كان لابد من التحذير من التصرف أو العبث بالأموال المنهوبة والتأكيد على أن المؤتمر يحتفظ بحقه في الملاحقة القضائية للمسئولين واسترجاع ممتلكاته بما فيها استيفاء حقوق الانتفاع .
وعن القضية الثانية تم تكليف من يتواصل مع اللجنة المعنية بتبادل الأسرى لضمان أن يشمل المعتقلين من اعضاء المؤتمر.
في الختام لابد من القول أن قلوبنا مليئة بالثقة بأن خطوة هامة قطعت في هذا الاجتماع على طريق الاستمرار ومتابعة النضال بالإصرار والثبات والعزم على أن يبقى علم الجمهورية شامخاً وعلم المؤتمر عالياً كما كان دائماً رغم قوة العواصف , وأن تبقى سواعد رجاله ونسائه متماسكة قوية ترفع راية الوطن وتعلي هامة الشعب.