تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة غد /الجمعة/ بذكرى اليوم الوطني الـ 45 وسط انجازات حضارية عملاقة ومتواصلة نحو مزيد من التقدم والازدهار والنماء لتتبوأ بين أمم الأرض أعلى المراتب وتسهم في خدمة الإنسانية بقيادة رشيدة تعمل بجد وتفان وتسير بخطى حثيثة نحو غد أفضل لشعبها وللأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع .
ويستعيد أبناء الإمارات ذكرى اتحاد بلادهم على يد المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان وهم يعيشون واقعا جديدا خطط له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” حافلا بالمشروعات الإصلاحية بدءا بالتركيز على بناء الإنسان وإصلاح التعليم والقضاء وتطوير البنى التحتية مرورا بالإصلاح الاقتصادي وصولا إلى بناء مجتمع متماسك عماده الوحدة الوطنية.
ومثلما يستلهم الإماراتيون من ذكرى الاتحاد همة وعزيمة لمواصلة العمل والعطاء للرقي وطنا وشعبا وأمة يقف العالم وقفة تأمل وإعجاب وشاهد على تاريخ هذا الكيان الشامخ والمجبول على تخطي الصعاب والعوائق والتغلب على كل التحديات بفضل الإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه .
وتحتفل الإمارات في الثاني من ديسمبر من كل عام باليوم الوطني لقيام الاتحاد وتأسيس الدولة التي قاد مسيرتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” مؤسس الدولة ومعه إخوانه حكام الإمارات السبع الذين أدركوا ببعد نظرهم أن قوتهم تكمن في اتحاد إماراتهم في كيان واحد يعود بالنفع والفائدة على أنحاء البلاد وسائر العباد وأن الاتحاد هو السبيل لحفظ أجيالهم وتطوير دولتهم وبه تشق الدولة طريقها نحو التقدم والرقى بخطى ثابتة فخطت الإمارات خطوات النجاح والازدهار بسياسات حكيمة انتهجها المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .
واستمرت هذه السياسة الحكيمة بعد وفاته ليستمر على نهجه ويسير على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” فكان خير خلف لخير سلف فاستمر على النهج القويم الذى رسمه وخطه المغفور له الشيخ المؤسس .. فكان القائد الذى يتطلع دائما لتقدم بلاده ورقي شعبه .
وبفضل تلك السياسات الناجحة أصبحت الإمارات من أوائل الدول التي يتمتع فيها الفرد بأعلى مستوى دخل سنوي وأصبحت قبلة الاستثمار التي يقصدها كل من أراد أن يشق طريقه نحو النجاح والتميز من كل أرجاء العالم وذلك بسبب السياسات والإجراءات الاقتصادية التي اعتمدتها الدولة والتي سهلت بدورها دخول المستثمرين السوق التجاري العالمي عبر بوابة الإمارات .
واليوم .. تحتفل الإمارات قيادة وشعبا بهذه المناسبة العزيزة ابتهاجا وفخرا بما سطره الآباء والأجداد ليعود بالنفع على الأحفاد والأجيال القادمة .
ويشارك المقيمون من أكثر 200 جنسية على أرض الإمارات الطيبة أهل الإمارات فرحتهم وتلهج ألسنتهم بالدعاء للإمارات وقيادتها ويقدمون تهنئة من القلب للإمارات قيادة وشعبا ويباركون لهم الاحتفال باليوم الوطني لقيام الاتحاد ويدعون الله أن يديم فرحتهم ويصون بلدهم وينعم بالأمن والأمان على ربوع إماراتهم .
ويعد الثاني من ديسمبر من أبرز الأيام في مسيرة نهضة الإمارات التي تنطلق بقوة وطموح نحو غاياتها المنشودة التي حددها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة /حفظه الله/ ويشرف عليها أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ويتابعها عن كثب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
ومن المؤكد أن يوم الثاني من ديسمبر عام 1971 أخذ مكانه في ذاكرة التاريخ الإماراتي إذ شهد خطوات عديدة وبالغة الأهمية على صعيد ترسيخ الدولة العصرية ومنه انطلقت مرحلة البناء الشامخة لنهضة الإمارات وكان عنوان ملحمة أشبه بالمعجزة قادها بحكمة واقتدار المؤسس الكبير الراحل الشيخ زايد الذي نذر نفسه وسخر كل الإمكانات المتاحة لتحقيق نهضة البلاد وتقدمها وتوفير الحياة الكريمة والعزة للمواطنين والمقيمين على حد سواء .
إن تجربة الإمارات في الاتحاد والتنمية والتطور في المجالات كافة باتت نموذجا يحتذى وملحمة تستلهم منها الشعوب النامية وسائل النجاح وتخطي الصعاب كما تنظر إليها الدول المتقدمة الكبرى في العالم كله نظرة احترام وتقدير وإعجاب .
لقد كان النهج الذي خطه القائد المؤسس الشيخ زايد مع إخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات هو التمسك بأن الاتحاد قوة وبأن شعب الإمارات يملك طاقات وكفاءات هائلة تحتاج إلى تكاتف وتعاضد وتماسك فيما بينهم .
الجدير بالذكر أن الإمارات حجزت مواقع ريادية في العديد من المؤشرات العالمية حيث تبوأت مؤخرا ريادة الدول العربية في مؤشر الجاهزية الشبكية ومؤشر الخدمات الحكومية الالكترونية كما تقدمت من المركز الـ 40 إلى المركز الـ38 في نطاق المستوى العلوي ومن المركز الـ50 إلى المركز الـ45 في النطاق العلوي لرمز الدولة وذلك ضمن مؤشر الابتكار العالمي نفسه .
الإمارات تحقق المركز الأول إقليميا والـ16 عالميا في التنافسية العالمية 2016** تشكلت هذه الدولة على يد الشيخ زايد “رحمه الله” ورؤيته الثاقبة لكنها ازدهرت بجهود العديد من ابناء الدولة الذين مضوا في نهجه لتصل إلى ما هي عليه اليوم .وفي أحدث تقرير للتنافسية العالمية 2016 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” حققت الإمارات المركز الأول إقليميا والـ16 عالميا في التنافسية العالمية .
وفي محور المؤسسات جاءت الإمارات في المركز الأول عالميا في مؤشر “غياب تأثير الجريمة والعنف على الأعمال” والمركز الثاني عالميا في كل من مؤشر “ثقة الشعب في القيادة” ومؤشر “قلة التبذير في الإنفاق الحكومي” والمركز الثالث عالميا في مؤشر “قلة عبء الإجراءات الحكومية” وهو ما يعكس نجاح إستراتيجية القيادة الرشيدة والخطوات الثابتة المتخذة نحو تحقيق الأداء العالي والكفاءة في العمل الحكومي على المستويين الاتحادي والمحلي بما يضمن سعادة ورفاه المواطنين والمقيمين على أرض الدولة الطيبة .
.
**الإمارات نموذج عالمي في التعددية**
وتعتبر اليوم الإمارات النموذج العالمي رقم “1” في مستوى الانفتاح الحضاري والتعددية حيث تتألف من وجوه أتت من مختلف بقاع الأرض وأحضرت معها كفاءات مميزة وثقافات متنوعة وشخصيات مختلفة تعيش مع بعضها البعض وبجوار بعضها البعض لكنها تعمل بروح واحدة لبناء الوطن والمضي قدما نحو قمة الازدهار والنمو .
وقد ترجمت الإمارات إيمانها هذا بالعمل على نشر ثقافة الانفتاح وإشاعة مفاهيم الصداقة وقبول واحترام حق الآخر بالحياة الآمنة التي توفر للشعوب فرص الانصراف إلى بناء الأوطان والمجتمعات وتأمين العيش الكريم .
ان دولة الامارات اليوم هي بلا شك قلب العالم الواقع في الشرق الاوسط ويتمثل ذلك في شعبها.. شعب الامارات الذي كان نجاحه ولا يزال اليوم وسيستمر في المستقبل بفضل روح الاتحاد والجهود الجماعية .
وبينما تعاني المنطقة العربية من هجرة الأدمغة كانت الإمارات سباقة في استقطاب واحتضان أفضل العقول من كافة أنحاء العالم .. ورسخت مفهوما جديدا أطلق عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” اسم “الهجرة المعاكسة للعقول” .
ومنذ تأسيس الإمارات وإلى هذا اليوم تضاعف عدد سكانها أكثر من 30 مرة وما زالت منفتحة وتستقبل المزيد فالإمارات هي مقصد للمبدعين والمتميزين من جميع أنحاء العالم .
الإمارات الأولى إقليميا والثالثة عالميا في مؤشر التسامح** ولطالما لعبت الإمارات دورا رائدا وعالميا في ميادين الحوار واحترام الثقافات والأديان دون تمييز إضافة إلى الدور الحيوي إقليميا ودوليا والذي تضطلع به في نبذ العنف والتطرف والكراهية والعصبية وازدراء الآخرين .
واحتلت الإمارات المركز الأول إقليميا والثالث عالميا في مؤشر التسامح المدرج ضمن منهجية تقرير الكتاب السنوي العالمي لعام 2016 الصادر عن معهد التنمية الإدارية بسويسرا بمناسبة اليوم العالمي للتسامح .
وهذا التصنيف العالمي يعكس مدى التسامح والتفاهم والانفتاح الذي ينعم به جميع من يعيش على أرض الإمارات الطيبة حيث إن تعايش أكثر من 200 جنسية في الدولة تنعم بالتفاهم والتقبل لفكر وثقافة الآخر والتقدير والاحترام في ما بينها جعل الدولة حاضنة وواحة أمان لعديد من الثقافات المختلفة التي لا ترغب إلا في العيش في سلام ورخاء .
كوكبة من الشهداء الأبطال**
وإذا كانت الإمارات بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي يحتفيان هذه الايام بذكرى اليوم الوطني فإنها لا تنسى من ضحى من اجلها وعزاءها انها تتطلع الى المستقبل بروح من الامل والتفاؤل يد تخطط ويد تبني بحيث تحولت البلاد الى خلية نحل من العمل على طريق تحقيق رؤية الإمارات التنموية ووضعت نصب عينيها مواطنها الذي عليه تعول في ورشة العمل والانجاز .
وقد ضحى ابناء الإمارات بأرواحهم الطاهرة وارتقوا إلى العلا في اليمن الشقيق ولم تهتز صلابة المواطنين الإماراتيين وايمانهم بالله وبوطنهم خلال استقبالهم خبر استشهاد ابنائهم.. بل أكدوا على استعدادهم لبذل المزيد من التضحيات في سبيل الوطن ودفاعا عن الحق والشرعية وتضامنهم مع قيادتهم وايمانهم بمواقفها التي وضعت الإنسان على الدوام على رأس سلم أولوياتها .
واستغرب العالم ذلك الموقف الرسمي والشعبي المنسجم والمتناغم والتلاحم المهيب الذي رافق استشهاد كوكبة من عشرات الجنود الإماراتيين الأشاوس خلال تأدية واجبهم الوطني في اليمن حيث تفاعلت الإمارات بكل مستوياتها الرسمية والشعبية مع هذا الحدث الكبير لتعطي من جديد صورة لأنموذج الدولة الوطنية الحضارية والتي تدرك جيدا ان قيمة الوطن من قيمة ابنائه وان تكريم شهداء الوطن بهذا الشكل والاهتمام بقضيتهم احد ابرز المهام السامية التي تقوم بها الدولة ويمثلها الشعب الإماراتي بكافة اطيافه وفئاته والذي اثبت مرة اخرى انه على مستوى المسؤولية الوطنية العالية بوقوفه خلف قيادته الحكيمة التي آلت على نفسها إلا ان تشارك في العمل الخليجي العربي المشترك لإعادة الشرعية الى اليمن واستئصال فئة المتمردين الضالة والمنحرفة .
.أخيرا والإمارات اليوم تحتفي بذكرى اليوم الوطني الـ 45 لاتحادها تتذكر جيدا ان زايد الخير لم يطلب من شعبه سوى أن يكونوا يدا واحدة تواجه التحديات.. تحديات الزمن ومصاعبه وتثبت أن في الاتحاد قوة لتحقيق المستحيل لم يطلب الشيخ زايد سوى التحلي بروح الاتحاد .
ان للإمارات تاريخا عريقا تمتد جذوره الى أكثر من 40 عاما فتاريخ هذه الدولة غني بالمواقف الرجولية والبطولات المتوارثة جيلا بعد جيل تحمل في معانيها روح الاتحاد وثقافة الاجداد وعراقة الماضي .
تلك المواقف والبطولات وما تحمله من معنويات عالية ستظل تروى فصولا تلو الاخرى لتخلق فصولا جديدة يضيفها شعب الامارات الى مسيرته.. مسيرة الخير والمجد والعز والكرامة.. فهنيئا لشعب هذه الملحمة التي أسسها وسطرها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”.