نظم المركز الثقافي بسفارة الجمهورية اليمنية في القاهرة، اليوم الأحد، بالتعاون مع مبادرة ألف كاتب، ملتقى القوى الناعمة للسلام ودعم الإنسانية في اليمن.
وفي الفعالية التي حضرها نخبة من الشخصيات العامة المؤثرة في مختلف المجالات الفنية والإعلامية والاجتماعية والسياسية، أكد وزير حقوق الإنسان أن القوى الناعمة هي محور السلام في العالم، مشيراً إلى أن تحقيق السلام يتطلب تعزيز حضور هذه القوي مجتمعياً وتوسيع نطاق انتشارها.
واشار الوزير عسكر إلى أن الثقافة والقيم هي من تشكل الوجدان، مثمناً دور مصر باعتبارها الرافعة الأساسية للقوى الناعمة في المنطقة، معبراً عن تقدير الحكومة اليمنية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، للدور الهام الذي تقوم به جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في دعم الشرعية الدستورية من خلال مشاركتها في التحالف العربي ومواقف مصر المعززة لجهود استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب في كافة المحافل الدولية.
من جانبه أعتبر سفير اليمن لدى جمهورية مصر العربية، الدكتور محمد مارم، أن هذه الفعالية تشكل فرصة لتقديم رسالة عن رؤية الشرعية الدستورية لبلادنا بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، حول السلام الدائم والعادل الذي يستحقه شعبنا اليمني الذي تعرض خلال السنوات الأربع الماضية من عمر الانقلاب الميليشاوي المدعوم من إيران إلى أبشع أنواع الانتهاكات.
واشار “مارم” إلى أن للقوى الناعمة دوراً كبيراً في خلق الوعي المجتمعي والمناخ الداعم لعملية السلام من خلال قدرتها على الوصول إلى مختلف شرائح وفئات المجتمع، مؤكداً ان الثقافة والفن والإعلام جميعها قادر على التأثير في الوعي المجتمعي من أجل التغيير الإيجابي وصناعة السلام.
وأشاد السفير مارم، بالدور الهام لجمهورية مصر العربية، من خلال مختلف المراحل التاريخية في صناعة القوى الناعمة وتعزيز دورها في كافة بلدان المنطقة من خلال البعثات التعليمية والإعلام والإنتاج الفني والموسيقي، مثمناً الدعم المستمر الذي تقدمه مصر حكومة وشعبا لبلادنا وشرعيته الدستورية.
وعبرت الأديبة المصرية فاطمة ناعوت عن دور الكلمة في تغيير الوعي المجتمعي نحو الأفضل..مشيدة بالارتباط الوجداني بين الشعبين اليمني والمصري، متمنية أن يحل السلام في اليمن وكافة بلدان المنطقة قريباً وأن تعود قيم الثقافة و الحوار إلى الواجهة بدلا عن لغة الحرب والدمار، مؤكدة أن اليمن أحد أقدم الحضارات في التاريخ وحيثما وليت فيه ستجد أثرا .
من جانبه أعتبر البرلماني والمخرج السينمائي خالد يوسف ان السينما واحدة من أهم أدوات التعبير الإنساني من خلال قدرتها على تجميع الناس حول فكرة معينة، ضارباً امثلة عديدة لذلك وكيف تمكنت السينما من تغيير بعض الأفكار السلبية التي كانت منتشرة لدى المجتمعات بأفكار أخرى إيجابية.
وأكد يوسف أن المبدعون يدركون تأثير السينما وبقية الفنون في صناعة السلام ومحاربة الإرهاب والتطرف من خلال تغيير عقلية الملتقي وتهذيبه، مؤكداً أن متذوق الفن لا يمكن أن يكون مجرماً أو إرهابياً، مشيراً إلى أن الدراسات أثبتت أن 95 بالمائة من مجرمي العالم غير متذوقين للفن.
وأشاد الناقد السينائي طارق الشناوي بالعلاقات التاريخية بين اليمن وجمهورية مصر العربية، معتبراً أن كل بلد هو امتداد وبعد قومي للبلد الأخر، مؤكداً أن اليمن تعني السعادة والحضارة وتستطيع اليمن أن تستعيد السعادة ليس لنفسها فحسب بل للعالم العربي.
وثمن “الشناوي” إبداع الشباب اليمني، مشيدا بتجربة فيلم ليس للكرامة جدران، الذي وصل إلى الأوسكار رغم الصعوبات التي تواجه الشعب اليمني نتيجة الحرب.
وأكد جميع المتداخلون على دور الفن وبقية الأدوات الناعمة في صناعة وتحقيق السلام واستعادة قيم الحوار التي لا يمكن أن تستقر بلداننا العربية إلا من خلال إعلائها وإعمالها.
حضر الفعالية عدد كبير من المثقفين والمهتمين بالشأن اليمني وحشد من أبناء الجالية اليمنية في مصر.