انتهت مشاورات السويد حول الأزمة اليمنية، اليوم الخميس، بتمكين مارتن غريفيث، المبعوث الأممي إلى اليمن، من التوصل إلى وقف إطلاق النار في الجبهات، وخاصة في الحديدة وتعز، في وقت حقق فيه طرفي النزاع خطوات ملموسة بشأن تبادل الأسرى.
وجاء ذلك بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في أعمال اليوم الختامي لجولة المشاورات من أجل إعطاء دفع لوفدي الحكومة المعترف بها والمتمردين الحوثيين لمواصلة المحادثات التي قد تعود إلى الكويت مجددا.
تعز والحديدة
وفي ختام المحادثات، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، التوصل إلي اتفاق حول مدينة وميناء الحديده في مشاورات السويد.
وأكد في مؤتمر صحفي، على أن المشاورات هي بداية لإنهاء الأزمة اليمنية، موضحًا بأن اتفاق الحديدة هو اصعب الأمور في المفاوضات.
وأضاف “غوتيريش”، أن اليمنين يستحقون كل الجهود التي يستحقها المجتمع الدولي، مؤكدًا أن الاتفاق حول الحديدة سيكون له تأثير كبير علي الوضع الإنساني والأمني في اليمن.
كما أشار “غوتيريش” إلى أن طرفي الأزمة اتفقا أيضاً على تسهيل الظروف في تعز وإيصال المساعدات لسكانها، إضافة إلى اتفاق حول الأسرى، معتبراً أن ما تم التوصل إليه يعد خطوة هامة بالنسبة للشعب اليمني.
وأضاف: “لدينا فرصة هامة وأعتقد أن الأطراف حققت تقدماً حقيقياً في مشاورات السويد”، موضحاً أن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، عبر عن دعمه الكامل لما تم التوصل إليه في المحادثات.
وشدد غوتيريس بالقول: “سنبذل كافة الجهود لمساعدة اليمنيين على حل مشاكلهم”، لافتاً إلى أن الجولة المقبلة من المشاورات اليمنية ستعقد في كانون الثاني/يناير المقبل.
ويأتي هذا الإعلان عقب تعثر التوصل لاتفاق في عدد من القضايا الأخرى، منها فتح مطار صنعاء، بسبب ما أبداه الوفد الحوثي من تعنت أمام مقترحات هذا الملف.
أهم بنود اتفاق الحديدة
_ إعادة انتشار للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ.
– إزالة جميع المظاهر العسكرية المسلحة في المدينة.
– أنشاء لجنة تنسيق إعادة انتشار مشتركة ومتفق عليها برئاسة الأمم المتحدة وتضم على سبيل المثال لا الحصر أعضاء من الطرفين لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار.
– ستشرف لجنة تنسيق إعادة الانتشار على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة وستشرف على عملية إزالة الألغام من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة.
– تودع جميع إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في البنك المركزي اليمني من خلال فرعة الموجود في الحديدة للمساهمة في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية في محافظة الحديدة وجميع أنحاء اليمن.
وجاء هذا الاتفاق بعدما أرجأت الأمم المتحدة موعد اختتام المحادثات لعدة ساعات، وذلك لإتاحة الفرصة أمام وفد الحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين للتوصل إلى اتفاقات حول مطار صنعاء وميناء الحديدة.
وكان من المفترض أن تعقد جلسة ختامية عند الساعة 10,00 بتوقيت غرينيتش يحضرها الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش ويليها مؤتمر صحافي، لكنها تأجّلت لساعتين.
الحكومة تتصافح مع الحوثيين
وعقب انتهاء الجلسة الختامية، صافح وزير الخارجية اليمني الذي يترأس وفد الشرعية في محادثات السلام بالسويد، اليوم الخميس، رئيس وفد الحوثيين، بعد الاتفاق على بنود وقف إطلاق النار بالحديدة، والانسحاب من مدينة تعز.
وصافح الوزير خالد اليماني رئيس الحوثيين، محمد عبدالسلام، وسط تصفيق حاد في ختام محادثات السلام التي عقدت في السويد بوساطة الأمم المتحدة، أمام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والمبعوث الأممي مارتن غريفيث.
المليشيا تضرب باتفاقيات السويد عرض الحائط
بالرغم من محادثات السلام التي تجريها أطراف النزاع في اليمن، والتوصل إلى عدة اتفاقيات تشمل تبادل الأسرى، تظهر عمليات خرق للعلن من جانب المليشيات الحوثية.
وقال وزير الشباب والرياضة، في حكومة الانقلابيين، حسن زيد، في تغريدة له، عبر موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، إن الأسرى السودانيين لا يدخلون ضمن اتفاق تبادل الأسرى.
وطالب الوزير الحوثي، بإحراق الأسرى السودانيين وهم أحياء، حتى لا يدخلوا ضمن اتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين بالسويد، وحتى يوصلوا رسالة لرئيس السودان عمر حسن البشير وأهالي الأسرى.
المليشيا تستبق انتهاء جولة المشاورات في السويد بالاستعداد للقتال
كما أطلقت ميليشيا الحوثي، أمس الأربعاء، حملة تعبئة جديدة وتجهيز للحرب في مدينة الحديدة، بحضور وزير الصحة في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، طه المتوكل، ورئيس مصلحة خفر السواحل المعين من الحوثيين، عبدالرزاق الأشول.
وأقرت فعالية خاصة عقدتها ميليشيات الحوثي لمسؤولي مكاتب الأوقاف والإرشاد والمساجد في الحديدة، التعبئة وتوظيف المساجد وملحقاتها ومساكن الأئمة والخطباء في حملة التجنيد والتحشيد لما سمّياه “الجهاد” والهادف إلى تحشيد مقاتلين جدد وتدريبهم.
وذكرت مصادر محلية أن اجتماعاً مغلقاً آخر عقد على هامش الفعالية، بحضور قيادات عسكرية ومشرفين حوثيين، أعقبه حملة واسعة شنتها الميليشيا باتجاه بقية المساجد وملحقاتها في أحياء المدينة.
إلى ذلك استمرت ميليشيا الحوثي في استهداف المدنيين ومنازلهم بالقذائف العشوائية، في مدينة الحديدة، وتسببت بأضرار كبيرة في المنازل.
وعاودت ميليشيات الحوثي الانقلابية، مساء الأربعاء، قصف مستشفى 22 مايو وسط مدينة الحديدة غرب اليمن، عشية انتهاء مشاوراتالسلام الجارية برعاية الأمم المتحدة في العاصمة السويدية.
وذكرت مصادر ميدانية أن ميليشيات الحوثي، قصفت بقذائف الهاون مستشفى 22 مايو، الكائن بشارع الخمسين وسط الحديدة، وألحقت به مزيداً من الأضرار، بعد قصفه في وقت سابق وإلحاق أضرار جسيمة في منشآت المستشفى وملحقاته.
ختتام مشاورات ستوكهولم
ينشر “الغد اليمني”، أبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي المشترك للأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص لليمن:
– هناك وقف لإطلاق النار في مدينة الحديدة وسيكون هناك دور رقابي في الميناء وفقا للقانون اليمني وبالنسبة للمناطق الاخرى لم نصل لإتفاق.
-نعتبر أن ملف الحديدة أحرز تقدما كبيرا لأنها محور المشاكل
– هناك العديد من الدول التي عرضت خدماتها ليتم التأكد من تنفيذ الاتفاقية بفعالية لأن تقاعس احد الاطراف يعني قتل الإتفاقية.
– لم نصل إلى حل في القضايا المتعلقة الخاصة بالمطار والملف الاقتصادي وركزنا على الحديدة لأهميتها الاستراتيجية ولرمزيتها.
– لدينا العديد من الزملاء في الكواليس يقومون بإعداد الكثير حول الاتفاقات المعلقة ومن غير السليم أن نطلعكم عليها.
– سيكون للأمم المتحدة دور في اليمن وهذا يحدث لأول مرة هناك.
– لا نعرف متى سيكون تنفيذ الإتفاق لكننا سنحاول أن يكون في أقرب وقت.
– هذه المفاوضات تخوضها اليمن وللبلدان المجاورة أهميتها وأنا ممتن للدور البنّاء لها.
– هناك مرفق للإتفاقية سيعرض على مجلس الأمن لا استطيع الحديث عنه وننتظر قرار المجلس بشأنه
– ستكون هناك اتفاقات موقعة مع مرور الوقت.
– هناك تفهم حول تعز واتفاق تام بين الطرفين.
– الكثير يُطرح على بساط البحث و نحن نشعر بأهمية أن يستلم الناس المرتبات وهي أمور تحتاج الى وقت للوصول الى صيغة يتفق عليها الطرفان.
– سنجد سبيلا لفتح مطار صنعاء.
– هناك اتفاقية ملموسة في الحديده سيتم مراقبتها.
– توخينا الحذر بعدم إعطاء أي تفصيلات و كل شي سيعرض غدا في مجلس الأمن.
اتصالات محمومة لإنقاذ مشاورات السويد من الفشل
وشهدت اللحظات الأخيرة لنهاية جولة المشاورات اليمنية في السويد اتصلات محمومة بين مسئولي الأمم المتحدة وزراء خارجيه الدول الراعية للمفاوضات مع أطراف الأزمة لإيجاد حلول للملفات العالقة وانقاذ المشاورات من الفشل.
الرئيس هادي
فقد تلقي رئيس الجمهوريه عبد ربه منصور هادي اتصالين من الأمين العام للأمم المتحدة وزير الدوله البريطاني لشئون الشرق الأقصي الذي التقي بدوره في السويد مع خالد اليماني، وزير الخارجية، لبحث إنهاء الملفات العالقة في المفاوضات وهما ملف الحديدة وفك الحصار عن مدينة تعز.
وكان الرئيس هادي قد أكد في اتصال هاتفي مع “انطونيو جيرنتش”، الأمين العام للأمم المتحدة، على موقفة الدائم والثابت من السلام المرتكز على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفِي مقدمتها القرار 2216م.
ومن المقرر، إعلان نتائج مشاورات السويد أمام مجلس الأمن الدولي غداً الجمعة.