ريمبو (السويد) (رويترز) – قال مسؤولان يمنيان يوم الجمعة إن الحكومة اقترحت إعادة فتح المطار الذي يسيطر عليه الحوثيون في العاصمة صنعاء بشرط تفتيش الطائرات أولا في مطار عدن أو سيئون الخاضعين لسيطرتها.
ورفض الحوثيون الاقتراح الذي طُرح خلال محادثات السلام اليمنية التي بدأت يوم الخميس في السويد برعاية الأمم المتحدة بهدف اتخاذ إجراءات لبناء الثقة قد تؤدي في النهاية لوقف لإطلاق النار ووقف الضربات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية في اليمن وتسببت في مقتل آلاف المدنيين ووقف هجمات الحوثيين الصاروخية صوب مدن سعودية.
لكن وبالنظر إلى أن يوم الجمعة هو الثاني فقط في المحادثات التي تستمر حتى 13 ديسمبر كانون الأول، وفي ضوء الضغوط التي يتعرض لها الجانبان لاتخاذ خطوات بسبب الثمن الإنساني الباهظ للحرب، فقد تكون هناك مساحة لتقديم بعض التنازلات.
واتفق الطرفان المتحاربان في اليمن يوم الخميس على إطلاق سراح آلاف الأسرى فيما وصفه مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث بأنه بداية مبشرة لأول محادثات سلام منذ سنوات لإنهاء الحرب التي دفعت ملايين اليمنيين إلى شفا المجاعة.
ويسعى جريفيث للاتفاق على إعادة فتح مطار صنعاء ودعم البنك المركزي وضمان هدنة في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين والذي أصبح محور الاهتمام في الحرب بعد أن شن التحالف حملة لانتزاع السيطرة عليه هذا العام.
ويقع مطار صنعاء، الذي تعرض للقصف عدة مرات، في منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين لكن هناك قيودا على الوصول إليه يفرضها التحالف بقيادة السعودية الذي يسيطر على المجال الجوي.
وقال مروان دماج وزير الثقافة في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا لرويترز ”نحن مع فتح مطار صنعاء وإنهاء معاناة المواطنين كاملة فيما يتعلق بالتنقل ونقلهم“.
وتابع قائلا ”مطار صنعاء مقترحنا واضح وعملي إنه يتحول لمطار داخلي يتم فيه نقل المواطن من صنعاء إلى عدن ثم يغادر بأي اتجاه (دولي)“.
وقال حمزة الكمالي وهو عضو آخر في الوفد الحكومي إن الطائرات يجب أن تتوقف في عدن بالجنوب أو مدينة سيئون شرقي العاصمة للتفتيش قبل أن تغادر اليمن.
ورفضت حركة الحوثي في اليمن اقتراح الحكومة. وقال محمد عبد السلام رئيس وفد الحوثيين في محادثات السلام لقناة الجزيرة التلفزيونية ”يجب فتح مطار صنعاء وفقا للمعايير الدولية ولا نقبل التفتيش“.
* جمود
تحاول الأمم المتحدة تحاشي شن هجوم شامل على الحديدة منفذ دخول معظم البضائع التجارية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وعزز الجانبان مواقعهما بالمدينة المطلة على البحر الأحمر في معارك متفرقة بعد تهدئة في الشهر الماضي.
وقال الكمالي إن الحكومة اليمنية متمسكة بموقفها في ضرورة أن تكون الحديدة خاضعة لسيطرتها.
وأضاف ”قلنا تتشكل قوات شرطة من أبناء المدينة وليس من الحوثيين. نحن لا يمكن أن نقبل، لا يمكن لأحد (أن يقبل ذلك) بالمنطق وبالعقل، مثلما لم يقبل أحد بأن يشرعن وجود داعش في الموصل فلن يشرعن وجود الحوثي في الحديدة وفي بقية مناطق اليمن، هذا موقفنا الواضح“.
وقال عبد السلام إن ميناء الحديدة يجب ”تحييده عن النزاع العسكري“ وأضاف أنه لا بد من تشكيل حكومة أولا ”ثم يُسحب السلاح من جميع الأطراف“.
وشهدت الحرب، التي ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها حربا بالوكالة بين السعودية وإيران، جمودا عسكريا على مدى سنوات مما يهدد خطوط الإمداد التي يدخل عبرها الغذاء إلى سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليونا تقريبا.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وأغلب المراكز السكانية بينما تجد الحكومة التي تتخذ من مدينة عدن بالجنوب مقرا لها صعوبة في التقدم رغم مساعدة دول عربية لها.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وسببت ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وذلك منذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في 2015 لإعادة الحكومة التي أطاحت بها حركة الحوثي الموالية لإيران إلى السلطة.
ولم تجر محادثات منذ 2016 وفشلت أحدث محاولة في جنيف في سبتمبر أيلول الماضي بسبب عدم حضور الحوثيين.
وزادت المعاناة الإنسانية في إحدى أفقر دول العالم من الضغوط على الطرفين المتحاربين لإنهاء الصراع مع تراجع ثقة الحلفاء الغربيين في جهود التحالف الذي يقدمون له الدعم والسلاح.
كما أن الغضب الذي ولده مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأول قوض الدعم الغربي لأنشطة الرياض في المنطقة.