تزامن إعلان تنظيم القاعدة الإرهابي، وعلى لسان نائب أيمن الظواهري قائد التنظيم في تسجيل صوتي، بأنه “يحل” جبهة النصرة من مبايعتها للتنظيم الذي تعمل تحت رايته منذ 2013 مع إعلان زعيم النصرة أبو محمد الجولاني تغيير اسم تنظيمه الإرهابي إلى “فتح الشام”. وكشف الجولاني وجهه للمرة الأولى على فضائيتين إحداهما مقربة منه وسبق أن أجرت حوارا معه من قبل.
وجاء هذا الاتفاق “التكتيكي” بين التنظيمين الإرهابيين بعد أيام من الإعلان عن اتفاق أميركي/روسي على التعاون في مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق كمرحلة أولى على أن يكون مستقبل شكل النظام في سوريا مرحلة لاحقة.
كذلك اتفاق فك الارتباط بين الظواهري والجولاني مع بوادر تقارب روسي/تركي قد يمهد لتعاون في “محاربة الإرهاب” في سوريا، وتعزز ذلك بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا التي يلقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤوليتها على غريمه فتح الله غولن.
ومع ما يشاع عن علاقة غولن بجبهة النصرة، مقابل علاقة أردوغان بداعش، يتوقع كثيرون ألا يتردد النظام التركي في مجاراة روسيا في ضرب النصرة في سوريا.
ثم هناك أيضا أن الاتفاق الروسي الأميركي يتضمن تركيز العمليات المشتركة في غرفة العمليات في العاصمة الأردنية عمان على حساب غرفة العمليات الأخرى لتحالف مكافحة الإرهاب الموجودة في تركيا.
وموقف الأردن من جبهة النصرة معروف، ولا يختلف كثيرا عن موقفها من داعش. وكانت قائمة التنظيمات الإرهابية في سوريا التي أعدها الأردن من قبل واضحة في عدم التفريق بين التنظيمين الإرهابيين.
ولا يغفل بعض المحللين أن اتفاقا روسيا أميركيا، واحتمال موالاة تركياـ أردوغان له، يضر بشدة بالمعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد. وبالتالي يرون أن قرار النصرة تغيير اسمها وفك ارتباطها بالقاعدة هو محاولة لدعم المعارضة السورية وحصر هدف الإرهاب في تنظيم داعش (غريم النصرة التقليدي).
بدا ذلك واضحا في كلمة الجولاني التي ذكر فيها أن تنظيمه لا يستهدف السيطرة والحكم إنما “الخدمة” و”الحماية”، وذلك لطمأنة بقية فصائل المعارضة السورية التي تقاتل تحت شعارات دينية ويستهدف الجولاني تجميعها.
ولطالما طلبت تلك الفصائل من النصرة الابتعاد عن القاعدة كشرط للتعاون.
لكن الخطوة، رغم التهليل الإعلامي لها عبر منافذ الإرهابيين على الإنترنت وحتى شاشات الفضائيات، لم تقنع أحدا من الأطراف المعنية بالصراع في سوريا.
بل على العكس يراها كثير من المحللين الأميركيين المعنيين بالحركات المتطرفة والإرهابية خطوة لتعزيز تواجد الجماعات الإرهابية في سوريا حتى في حال إضعاف تنظيم داعش بضربات التحالف.