9:58 مساءً - 21 نوفمبر, 2024

الفيفا.. انتخابات مثيرة لعائلة سيئة السمعة

حالة غير مسبوقة من الترقب تسود أوساط أسرة كرة القدم العالمية في انتظار ما ستسفر عنه نتائج انتخابات الفيفا الرئاسية، وتحديد هوية من سيخلف جوزيف بلاتر في الجلوس على مقعده الساخن.

وعندما نقول أسرة كرة القدم، فنحن بذلك نتجاوز حالتي الانقسام والتشرذم اللتين وصلت إِليها هذه العائلة “المافيوزية” سيئة السمعة، التي انهارت إمبراطوريتها بسقوط قياداتها ورجالها -41 شخصية قيادية- ما بين موقوفين في السجون، أو معزولين في منازلهم في انتظار مثولهم أمام محاكم سويسرا والولايات المتحدة.

لذا فإن مسئولية الرئيس القادم ستكون أشبه بمسؤولية من تولى القيادة في أعقاب حطام الحرب العالمية الثانية.

جياني وسلمان وعلي.. ثلاثة أسماء سيكون أحدهم هو الرئيس الجديد، على اعتبار أن المرشحين الرابع والخامس طوكيو سيكسويل وجيروم شامبين كمالة عدد، سيغادران لا محالة إما بالانسحاب خلال الساعات المقبلة، أو بالإقصاء من الأدوار الأولى لعملية الاقتراع.

الوضع الحالي للمرشحين، أشبه بالمثلث المقلوب قاعدته إلى الأمام ورأسه إلى الخلف، جياني إنفانتينو والشيخ سلمان بن إبراهيم في المقدمة وخلفهما الأمير علي بن الحسين. المسألة لا تحتاج إلى جهد تحليلي كبير للوصول إلى هذه الحقيقة، لكن الجهد الحقيقي هو محاولة الوصول إلى الفارق الرقمي بين المتنافسين، وهو ما لا يمكن الوصول إليه إلا ليلة الانتخابات.

لا شك أن تجارب الانتخابات، والقدرة على المناورة والمفاجأة، تضع فريق الشيخ سلمان في المقدمة بقيادة الشيخ أحمد الفهد، وكذلك فريق الأمير علي بن الحسين الذي فاجأ العالم بحصده 73 صوتاً في الانتخابات الرئاسية السابقة في مواجهة بلاتر. لكن هناك اعتبارات ومتغيرات أخرى كثيرة ستحدد النتيجة النهائية لهذه الانتخابات الصعبة، يمكن أن نبلورها في النقاط التالية:

–          سلمان وإنفانتينو يمتلكان الأفضلية على الأمير علي بالكتلتين الانتخابيتين اللتين يرتكزان عليهما في آسيا وأوروبا. إلا أننا يجب أن نسلم بأن عمليات اختراقهما بنسبة محدودة متاحة.

–          القارة الإفريقية واتحاد الكونكاكاف رمانة الميزان في هذه الانتخابات، 89 صوتاً متاحة للمتنافسين الثلاثة. ويخطئ من يظن أن إفريفيا بأكملها مع سلمان كما أعلن عيسى حياتو، أو أن الكونكاكاف في جيب إنفانتينو.

–          فرصة الأمير علي في الفوز بالانتخابات -وإن تبدو شبه مستحيلة- يظل تحققها مرهون بأمرين: الأول مفاجآت اللحظات الأخيرة التي قد تنال من فرص منافسيه. والثاني قدرة الأمير على بلوغ الدور النهائي للاقتراع. فلو فعلها فقد يكون الأوفر حظاً في الفوز، وسيكون خصماً عنيداً سواء كان منافسه سلمان أو إنفانتينو.

–          ليس صحيحاً أن أصوات الأمير علي إذا ما خرج من الدور قبل النهائي ستذهب تلقائياً للشيخ سلمان، والمسألة لا تحتاج إلى ذكاء كبير للوصول إلى أسباب ذلك.

–          فوز سلمان سيتحقق لا محالة، لو نجح في الفوز بخمسة عشر صوتاً فقط من أصوات الأميركيتين البالغة 45 صوتاً. أما فوز إنفانتينو فسيتحقق لو حصل على 25 صوتاً إفريقياً. أما فوز الأمير علي فمقرون بمدى قدرته على تحقيق اختراق حقيقي لأصوات قارته الآسيوية، مع تحقيق اختراق أقل لأصوات القارة السمراء.

الحسبة معقدة، لذا فإن المتعة كبيرة ومثيرة لهواة لعبة الانتخابات وهم يحاولون فك شفرتها، التي ما زال البعض يظن أنها موجودة في مكاتب الـFBI.

المزيد من الأخبار

مرحبا بعودتك!

سجل الدخول إلى حسابك أدناه

استرداد كلمة المرور

الرجاء إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور.