محمد جميح
الحوثي عورة اليمنيين جميعاً، ولا يجوز أن نُعيِّر به منطقة أو قبيلة دون غيرها.
لا تجعلوا مقاومته قائمة على أسس مناطقية، هناك من تحوث من مأرب وتعز وعدن والبيضاء والجوف، وهي المحافظات الباسلة التي قاومته، وهناك متحوثون في صنعاء وذمار وعمران وصعدة، وهناك في جبهات المقاومة الكثير من هذه المحافظات.
لا يجعلكم الانقلابيون تنساقون وراء تصنيف المعركة في أطر مناطقية أو طائفية، بدلاً من وضعها في مساقها الصحيح، وهو وجود مقاومة وطنية ضد انقلاب سلالي.
أغلبية المحافظات التي يسيطر عليها الحوثي لا تقر بأفعاله، حتى وإن كان أغلبية مقاتليه من هذه المحافظات. قد ترون في ذلك تناقضاً، ولكن ليس في الأمر أي تناقض، ذلك أن نسبة من يقاتل مع الحوثي من أبناء هذه المحافظات إلى نسبة من لا يقاتل معه، ولزم بيته من أبنائها لا تذكر.
ولو قدرنا مقاتلي الحوثي من هذه المحافظات بمئة ألف، وهم أقل من ذلك، لكانت هذه النسبة بسيطة جداً ضمن ملايين اليمنيين الذين يعيشون في تلك المناطق والذين لزموا بيوتهم.
المعركة ليست عسكرية وحسب، المعركة سياسية وإعلامية ونفسية واجتماعية وثقافية وروحية في الآن ذاته. ومن ثوابت المعركة ألا نضع الكل في سلة واحدة.
لا يجوز التعرض للقبائل اليمنية في عمومها لمجرد أن بعض أبنائها يقاتل مع الحوثي، هذا لا يخدم القضية الوطنية، ولا التلاحم الاجتماعي، ولا حتى هدف الدولة المدنية التي نريدها أن تحتوي المجتمع بكل فئاته.
معركتنا مع الحوثية كفكرة ثيوقراطية لا كأشخاص يشاركوننا الوطن، معركتنا مع الحوثية كفكرة تؤمن بالحق الإلهي، وبالعنف للحصول على هذا الحق في السلطة والثروة، وما معركتنا مع الحوثيين كأشخاص، إلا لأنهم ينفذون هذه الفكرة المسخ التي ترفضها فطرتنا السليمة، ونخوتنا العربية، وكبرياؤنا الوطني.
معركتنا معركة وطن ضد انقلاب، لا معركة تعز ضد حاشد، ولا مأرب ضد صعدة، ولا البيضاء ضد ذمار، ولا عدن ضد “الدحابيش”، واحذروا أن تجعلوها معركة الشوافع ضد الزيود.
مهم ضبط البوصلة الوطنية حتى لا نتحرف المعركة. مهم جداً.