أبرزت الصحف الخليجية، اليوم الأحد، العديد من القضايا في الشأن اليمني، على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والإنسانية وغيرها.
وتحت عنوان “توجهات الحوثي تحبط جهود السلام” قالت صحيفة “عكاظ” السعودية إن رئيس التوجيه المعنوي في الجيش اليمني اللواء ركن محسن خصروف، قلل من إمكانية التوصل إلى السلام في ظل عدم التزام مليشيا الحوثي بتعهداتها بوقف الحرب في الحديدة ومواصلة استفزازاتها لقوات الشرعية من خلال استهداف المنشآت الحيوية وتنفيذ حملات اختطاف واعتقالات.
وقال خصروف إن الحوثيين يفتقدون النوايا الحقيقية للتوجه نحو السلام، مضيفا أن تصرفاتهم خلال اليومين الماضيين تؤكد ذلك، إذ استهدفوا عددا من المصانع ومخازن المواد الإغاثية في مدينة الحديدة، وحولوا صوامع الغلال التي تحتوي على أكثر من خمسة ملايين كيس قمح إلى ثكنات عسكرية واعتقلوا المئات من المدنيين واستمروا في التخندق وضرب المؤسسات المدنية والاستعداد لجولة قتالية جديدة. وأكد خصروف أن هذه الخروقات تقتل جهود السلام وتحبط الآمال والجهود الكبيرة الساعية إلى استثمار أي فرصة للمساعدة على تحقيق الاستقرار ورفع المعاناة.
وأعرب عن أسفه أن المجتمع الدولي يقف في صف المليشيا الحوثية ويعمل من أجل إنقاذها بل ويساعدها في التقاط أنفاسها، معتبرا أن هذا التوجه ليس مستغربا، إذ عرف اليمنيون هذا الدور المشبوه منذ ما قبل الانقلاب، موضحا بأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يريدون فرض الحوثي كأمر واقع ولذا نأمل من القيادة الشرعية أن لا تلتزم بتلك الضغوطات الدولية. ولفت القيادي العسكري إلى أن جولات التشاور السابقة وما يدور حاليا يثبت أن الحوثيين يرفضون التحول إلى منظمة مجتمع مدني ويرون أن السلطة حق من حقوقهم المشروعة، ونحن في الجيش اليمني نرى أن فرض سلطة الدولة واستعادة العاصمة صنعاء ومؤسساتها السيادية حق مشروع لن نتراجع عنه وسنضحي من أجله.
من جانبها أبرزت صحيفة “البيان” الإماراتية إقدام ميليشيا الحوثي الموالية لإيران على إحراق مصانع «إخوان ثابت» في الحديدة، وزرع كميات كبيرة من الألغام الأرضية على الطرق الرئيسية داخل المدينة، وتفخيخ منازل المواطنين اليمنيين والمباني الحكومية، وذلك استمراراً لجرائمها وأعمالها التخريبية في انتهاك خطير للأعراف والقوانين الدولية، التي تجرم استهداف المنشآت المدنية في أوقات الحروب، في وقت قامت الميليشيا بقصف العديد من الأحياء السكنية بالصواريخ والمدفعية.
وأفادت أن ميليشيا الحوثي الإجرامية تواصل أعمالها التخريبية واتباع سياسة الأرض المحروقة وتدمير مقدرات الشعب اليمني عقب هزائمها المتلاحقة بجبهة الحديدة في محاولات يائسة من عناصرها لإعاقة تقدم قوات المقاومة اليمنية، التي باتت تسيطر على مواقع استراتيجية داخل المدينة.
ووفقا للصحيفة تشهد مدينة الحديدة حالة من الغليان الشعبي ضد ميليشيا الحوثي الموالية لإيران جراء ممارساتها الإرهابية واستهداف مسلحيها المدنيين الأبرياء والبنى التحتية داخل المدينة وسط رفض شعبي قاطع لهذه الممارسات الإجرامية، ما ينذر بانتفاضة شعبية في وجه عناصر الميليشيا والذي من شأنه أن يزيد من وتيرة انتهاكات الحوثيين بحق سكان الحديدة.
واهتمت صحيفة “العربي الجديد” بالحديث عن تنظيم “مؤسسة بيسمنت الثقافية” في صنعاء، أول أمس الخميس، معرضاً تشكيلياً إلى جانب فعالية بعنوان “احكي قصتك”، عرضت خلالها قصص عشرين امرأة يمنية فاعلة في المجتمع خلال فترة الحرب.
ووفقا للصحيفة القصص تضمنت عشرة ترويها صاحباتها مباشرة على المنصة، والعشرة الأخرى يجسدها الفنانون في الأعمال التي حضرت في المعرض.
وبينت أن أعمال هؤلاء النساء تعددت في اهتماماتها الثقافية والاجتماعية والإنسانية، منهم من قامت بتأسيس أندية نسوية للقراءة، أو إنشاء مؤسسات طوعية لرعاية الطفولة، ومشاريع لكفالة الأيتام الذين فقدوا أباءهم بسبب الحرب، إضافة إلى تنظيم مبادرات لتقديم العون النفسي للنساء المعنفات، حيث شملت أعمالهن عدة محافظات يمنية.
الفنان التشكيلي نزار السنباني من المشاركين في التظاهرة، وقد جسد قصة الناشطة اليمنية منال الأشول في لوحة فنية، حيث يشير إلى تكريس جهودها لدعم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة منطلقة من تجربتها الشخصية في الصمم، يقول عن هذه التجربة في حديث لـ “العربي الجديد”: “كانت الإعاقة بالنسبة إلى منال هي وسيلة تحفيز دفعتها إلى إنشاء مؤسسة لرعاية المعاقين في تعز عام 2015”.
يضيف “إنها قصة إنسانية ملهمة وثرية، وهي جديرة بأن تتحول إلى فن، لأنها شكلت فارقاً مهماً في واقع الحرب، حيث ينكفئ الجميع على أنفسهم ولا يكترثون لأحد، في هذه الحالة يصبح الفن ضرورة للوقوف عند هذه الاستثناءات، وهو إنما يستمد معناه من هذه القصص، لا العكس”.
وفي ما يخص أهمية الفن في فترات الصراع والجوع والحرب، ترى جهاد بابريك، المشرفة على المعرض أننا “اليوم أحوج ما نكون إلى الفن، حيث يكمن الدور الحقيقي له في هذا الظرف بالذات، لأن الفن هو دعوة إلى السلام والتعايش، إضافة إلى كونه يمنح عزاء للمجتمع من حيث أنه يحول المعاناة إلى إبداع”. تضيف: “الواقع أضيق من أن نعيش فيه، لجأنا للفعل الثقافي تفادياً لاحتقان الوضع، ومن أجل الحصول على قدر من العزاء الذي يمنحه الفن، وكذلك تعزيز القيم الإنسانية في المجتمع”.
بينما تقول شيماء جمال، المديرة التنفيذية لـ “بيسمنت”، إن “المرأة اليمنية مدت يدها لمساعدة الآخرين لتجاوز الأزمة الراهنة، ومن خلال هذا المعرض أردنا أن نسلط الضوء على قصص النساء المؤثرات في مجتمعاتهن، واتخذنا الفن وسيلة للتعبير عن تلك القصص”.
يأتي هذا المعرض في ظل فراغ ثقافي تشهده اليمن بفعل الحرب، حيث تراجعت الاهتمامات بالأنشطة الفنية المختلفة، من ضمنها النشاط التشكيلي، وهو ما انعكس سلباً على واقع الثقافة في السنوات الأخيرة.