«الجحملية» أحد أكثر المناطق الشعبية اكتظاظاً بالسكان في تعز تعاني من تداعيات إنسانية كارثية فرضتها ميليشيات الحوثي وصالح عبر استهداف متعمد بمختلف أنواع القذائف للأحياء والمنازل الآمنة،
استمر القصف على امتداد 21 شهراً تحولت خلالها المنطقة إلى ساحات متقاربة ومتداخلة تتوزع في أنحائها أكوام متهالكة من الأنقاض والركام.
واعتبر الناشط الحقوقي في منطقة «الجحملية» عز الدين أحمد ناصر العلوي في تصريح ل جريده «الخليج» الامارتيه أن مظاهر الخراب والدمار الذي تعرضت له «الجحملية» يكشف فدح الجرم الذي اقترفته الميلشيا الانقلابية التي انطلقت في عدوانها المبيت من نزعة قاتمة من الحقد الأسود.
وأشار العلوي إلى أن العديد من المنازل والمنشآت والمتاجر في منطقة «الجحملية» التي تعرضت لأضرار جزئية تم السطو على محتوياتها من قبل الميليشيات الإنقلابية التي سيطرت لعدة أشهر على «الجحملية» قبيل أن تتمكن قوات الشرعية والمقاومة من تحريرها مؤخراً.
اندحار الحوثيين وقوات صالح القسري من منطقة «الجحملية» واستعادة قوات الجيش الوطني السيطرة عليها حفز العديد من السكان على العودة إلى منازلهم لتتكشف لهم فدح وجسامة الدمار الذي تعرضت له أحياء وشوارع المنطقة التي كانت وإلى ما قبل تمدد الميليشيا المشؤوم إلى تعز تعد من أكثر المناطق الشعبية اكتظاظاً بمظاهر الحياة اليومية والصخب والزحام الجميل.
وأكدت نورية أحمد فضل القدسي رئيس جمعية «ايواء» الناشئة حديثاً، والتي تعد من أبرز منظمات المجتمع المدني المحلية الناشطة في المجال الإغاثي والإنساني في تصريح ل«الخليج» أن خريطة الدمار والخراب الواسعة التي تعرضت لها منطقة «الجحملية» ليست سوى نموذج متكرر للحالة التي تتسم بها معظم المناطق الشعبية بعاصمة المحافظة.
وقالت القدسي: الكثير من العائلات النازحة التي تمكنت من العودة إلى أحيائها ومنازلها في عاصمة المحافظة فوجئت بحجم الدمار الذي تعرضت له الأخيرة واستشعروا في الغالب أن الحوثيين وقوات صالح دمروا تعز لمجرد التدمير والحاق الضرر بسكانها المسالمين كنوع من الانتقام الأسود لمواقف المدينة وسكانها التي سارعت إلى التمسك بخيار دعم وتأييد الشرعية والتحالف العربي ومناهضة ورفض الانقلاب.
من جهتها أكدت إشراق المقطري عضو «اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان» أن عدد الممتلكات الخاصة والعامة التي دمرت في منطقة «الجحملية» بلغ عددها 195، مشيرة إلى أن هذه الممتلكات تقع في مساحة ما نسبته 70% من مساحة المنطقة التي لايزال 30% منها مزروعة بالألغام ولم يسمح لها وفريقها بدخوله.
وأفادت المقطري أن عدد المنازل المدمرة بلغ وحدها 124 منزلا، بينها 109 منازل دمرت بواسطة قصفها بالقذائف، و15 منزلاً تم تفخيخها وتفجيرها، فيما بلغ عدد المحلات التجارية المدمرة 21 محلاً تجارياً إلى جانب تدمير أربع مدارس حكومية، وخمسة مساجد، إضافة إلى تدمير خمس مؤسسات إعلامية وأمنية وخدمية تتبع الحكومة.