الحكومة والتحالف يضعان في الحسبان حماية المدنيين عند استخدام الحل العسكري الشامل
حديث الحوثي عن الضمانات للحوار حجة واهية
نعمل مع الأشقاء في مصر على زيادة المنح العلاجية المقدمة لليمنيين
إيران تمكنت من اختراق المنظمات الدولية لتشوية صورة التحالف وعبد الملك الحوثي لعبة في أيديهم ..
أبناء الجالية اليمنية يعيشون في بلدهم الثاني مصر ..
أنها اليمن السعيد، أو ربما كانت أرض الاحلام والطموحات والشعر والأدب والحضارات، وقد أثنى الرسول صلي الله عليه وسلم على أهلها وقال “أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً ، وَأَلْيَنُ قُلُوبًا ؛ الإِيمَانُ يَمَانٍ ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ. رواه البخاري ومسلم
“الوضع الآن يسير نحو الهلاك”، هكذا لخص تقرير للامم المتحدة الحال في اليمن، فبعد ثورة اليمنية مارس 2011، التي أطاحت بنظام استبد لأكثر من 30 عامًا، كانت هناك تطلعات وأحلام بأن تعود اليمن إلى سابق عهدها لكن كل هذا تحول إلى كوابيس، فعاث الحوثيين وداعش في أرض فسادًا.
القتل في كل مكان حتى أنه يقتل طفل كل 10 دقائق، ناهيك عن أن التعليم أصبح منعدم، وأضطر أساتذة الجامعة والصحفيين لبيع آثاث البيت، الحرب دائرة في كل شبر، والموت أصبح صديق غير حميم لكل سكان اليمن التعيس.
«الغد اليمني» حاورت الدكتور محمد علي مأرم، السفير اليمنى بالقاهرة، للوقوف على المستجدات الأوضاع، وموقف الدول العربية من الأزمة، ودور إيران فى تمويل الحوثيين.
وإلي نص الحوار …
في البداية.. متي يعود اليمن السعيد للخير كما كان؟
اليمن عريقة بشعبها وتاريخها الطويل، ومهما عصفت بها الأزمات سوف تعود كما كانت من خلال ثقافة شعبها وتاريخها وحضارتها ، ولكن هناك مصاعب كثيرة تمر بها بلادنا أساسها ينقسم إلي جزئين، وهما« الحوثيين وإيران من طرف، والقاعدة وداعش من طرف آخري»، ومع ذلك يسعي الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الشرعية برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، علي توفير كل السبل لدعم القضية اليمنية إقليميا ودوليا، واستعادة الدولة ومؤسساتها ليعود اليمن كما كان سعيداً ..
وما تقيمك للموجهات العسكرية الدائرة في عدد من المحافظات اليمنية بين قوات التحالف العربي من ناحية وميليشيات الحوثي من جهة أخرى؟
الأوضاع العسكرية على الأرض تسير لصالح الجيش الوطني المدعوم بقوات التحالف العربي ، وخلال الفترة الاخيرة حقق الجيش اليمني وشباب المقاومة نجاحات كبيرة تصل إلي 85% علي أرض الواقع، ولديهم القدرة علي إنهاء عبث الحوثيون بشكل نهائي؛ ولكن الحكومة الشرعية والتحالف العربي يضعون الجانب الإنساني وحماية المدنيين في الاعتبار دوماً ،وحتي لا يتضرر المدنيين من العمليات العسكرية ويسقط ضحايا جدد ليس لهم ذنب فيما يحدث، ومن جانب آخر السلطات اليمنية تراعي الجانب الدولي في أن يكون له أدواته في الضغط للوصول إلي حلول أخري تحقن الدم اليمني.
ويسعي الحوثيون في الوقت الحالي بعد فشلهم عسكريًا في اسقاط الدولة بخطة جديدة عن طريق انهيار العملة اليمنية، وهي وسيلة جديدة للحرب، لكن الحكومة تعمل من خلال عدد من الإجراءات والاليات الاقتصادية للحفاظ علي قيمة العملة، وبالإضافة إلي الحفاظ علي المشتقات البترولية واستغلالها.
وهل تري أن هذه الناجحات تبشر بإنهاء الانتهاكات باليمن؟
انفراج الأزمات اليمنية تعود بدرجة كبيرة إلي أن يكون العالم الدولي بنفس قوة التحالف العربي مع الشرعية اليمنية من ناحية، ومن ناحية آخري خوف رئيس الجمهورية وحكومته علي المدنيين العالقين في باقي الأماكن المسيطرة عليها المليشيات، ولذلك نسعي في الوصول إلي حل دون إلحاق الضرر بالمواطنين، والآن نحن نطمح بالوصول إلي مخرجات الحوار الوطني ومرحلة انتقالية من ثم تكون بداية الانتخابات التي يقرها الدستور، نظرًا لفشل المفاوضات مع الحوثيين بجنيف.
وماذا عن اجتماعات جنيف للوصول لحل للأزمة اليمنية؟
الرئيس وحكومته مدوا أيديهم للسلام منذ البداية بناء علي مخرجات الحوار والمرجعيات الاساسية، ولكن الانقلابيين تثبت في كل مرة إنها مجموعة فاشلة لا تحمل رؤية واضحة، ويتضح أنهم لا يمتلكون الرغبة في الجلوس على طاولة المفاوضات، وغير قادرين على اختيار من لديهم القدرة بينهم على الجلوس للحوار، وليسوا قادرين حتى على التعبير عن ماذا يريدون.
والحديث عن قولهم بأنهم لم يحصلوا على ضمانات للعودة إلى صنعاء، ليس سوى حجة واهية، فالمجتمع الدولي والأمم المتحدة هم من يوفرون هذه الضمانات ، فضلًا عن توفير قوات التحالف المشتركة التصاريح لخروج ودخول طائرتهم إلى صنعاء، وبالتالي فالأمور باتت واضحة للغاية بأن الحوثيين ليس لديهم رغبة الحل السلمي، وأن هناك من يتحكم بهم ويحركهم كما يشاء، وعلي مجلس الأمن أن يقوم بدوره بالضغط عليهم دوليًا وإقليميًا.
وهل لديكم دليل علي دعم إيران للحوثيين؟
بالفعل هناك العديد من الواقع التي تثبت تورط إيران في دعم للمليشيات الحوثية، وأن الميليشيات وقادته وعلي رأسهم عبد الملك الحوثي ليسوا سوى مجرد دمى تحركك ايران ، وتسعي من خلالهم للتدخل في بلدان المنطقة ، ولذلك تقدم الدعم المادي والخبراء لتدريب الحوثيين علي الأسلحة العسكرية المتطورة، وويتضح ذلك من خلال الصواريخ المنتشرة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، التي يدعي بعضهم أن الحوثيين من يقوم بتصنيعها، وهذا غير صحيح.
وماذا فعلت الحكومة اليمنية للتصدي لدعم إيران للمليشيات؟
بالفعل قوات الجيش الوطني المدعومة بقوات التحالف نجحت في السيطرة علي العديد من المداخل البحر الأحمر، وأخرها الوصول الى مشارف مدينة الحديدة، التي تستخدمها إيران في توصيل الصواريخ البالستية والأسلحة الخفيفة إلي الحوثيين، باعتبارها المنفذ البحري الأهم والأقرب الى مناطق سيطرة الميليشيات .
وما رؤيتكم لإشارة خبراء أمميون بارتكاب أطراف النزاع داخل اليمن جرائم حرب محتملة؟
موقف الحكومة اليمنية والتحالف العربي ثابت تجاه الحرص على اتخاذ كافة التدابير التي تقلل من أي آثار تمس المدنيين، ويظهر لدينا عدم حيادية المفوض السامي لحقوق الإنسان، وإغفاله لذكر جرائم الحوثيين ابتداء من الانقلاب على الشرعية وصولا إلى انتهاكات حقوق الإنسان وإطلاق الصواريخ المقذوفات والصواريخ الباليستية على المدن اليمنية ودول الجوار، بالإضافة إلي إغفال دور إيران وحزب الله في دعم إنقلاب الميليشيات الحوثية عسكريًا وسياسيًا، وتزرع إيران أشخاص داخل المنظمات الدولية للتأثر علي المعلومات الحقيقة لدي الأمم المتحدة.
رغم التعاون الكامل الذي قدمته الحكومة والتحالف للفريق، خرج الخبراء عن الإطار القانوني والمعرفي المتعارف عليهما في عمل الأمم المتحدة والمنظمات التابعة له، واعتمدوا على مصادر معلومات غير موثوقة، وواقعة تحت وطأة تهديد الميليشيات الانقلابية.
وصف الأمم المتحدة بأن اليمن قريب من الهلاك الجماعي.. ماذا عن الوضع الإنساني؟
رفض الحوثيين للحل السياسي يطيل الأزمة الإنسانية التي نتجت عن انقلابهم على الدولة اليمنية وقرارات مجلس الأمن وما اتفق عليه اليمنيون، حتى تدهور الوضع وأصبح خطير للغاية، وتستحق اهتماما ومساعدة دولية وعربية، ولذلك نحن هنا علي الأراضي المصرية نأمل في زيادة المنح العلاجية لليمنيين خاصة فى ظل زيادة أعداد المرضى اليمنيين فى مصر والعلاقات المتميزة التى تربط اليمن بمصر.
ومن مصر.. حديثنا عن العلاقات المصرية اليمنية؟
اللقاء الماضي بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعبد ربه منصور هادي، كان ناجحًا ومثمرًا، وجاء لتعزيز العلاقات الثنائية المتينة بالأساس منذ قديم الزمن، ولتقديم الشكر والامتنان لمصر على مواقفها بمساندة الشرعية في اليمن ووقوفها ضد الانقلاب، ولا يمكن لأي يمني أن ينكر حجم الجهود التي دائما تبذلها من أجل دعم اليمن علي مختلف المستويات التعليمية والطبية والسياسية وغيرها من المجالات، وفي مختلف الفترات خصوصًا في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا.
وايضًا موقف مصر قوي ويتضح من خلال مشاركتها في التحالف العربي، والدعم في مجلس الأمم المتحدة، واحتضان العدد الأغلب من النازحين الذين خرجوا من الجمهورية اليمنية، وتقدمنا بالشكر لمصر وللرئاسة والأمن الوطني على تذليل كل الصعاب للمواطن اليمني الذي يعيش في مصر، وهنا يعيش أعداد كبيرة بسبب النزوح ويشعرون بأنهم في موطنهم بعد أن جعلتهم مثلهم مثل أي مصري، وهناك قضايا بسيطة والرئيس السيسي رحب بالنظر في كل منها.
وما الصعوبات التي تواجهكم بالسفارة؟
الأمور مستقرة مع اليمنيين بمصر، ولكن هناك بعض المشاكل الإجرائية البسيطة التي تواجه أبناء الجالية ، ومن هنا ننشد رجال الأعمال اليمنيين لتقديم المزيد من العطاء لإخوانهم اليمنيين، كما ننشد المنظمات الدولية المختلفة لبذل المزيد من الجهود لمساعدة الجالية اليمنية في مصر والاسهام في توفير احتياجاتها .