اعلن وزير حقوق الإنسان ، محمد عسكر،اليوم الخميس، إن الحكومة اليمنية تعدّ رداً رسمياً على التقرير الأممي، مضيفاً: “ندرس عدم التمديد للفريق الأممي بعدما أثبت عدم حياديته”، مؤكداً أن هدف التقرير الأممي “الضغط علينا للقبول بتسوية ما”. وقال عسكر، خلال مؤتمر صحافي من أبوظبي، إن التقرير لم يُشر إلى زراعة الحوثيين للألغام، كما لم يُشر إلى اتخاذ الحوثيين من المدنيين دروعاً بشرية. وأضاف أن التقرير الأممي لم يغطِ كل اليمن ولا الفترة الزمنية للحرب.
وأشار إلى أن التقرير الأممي لم يتحدث عن أي من تجاوزات الحوثيين، مضيفاً أن ميليشيات الحوثي نهبت أكثر من 5 مليارات دولار من البنك المركزي.ونوَّه عسكر إلى أن التظاهرات الشعبية بسبب الوضع المعيشي طبيعية، مضيفاً: “نحتاج إلى مزيد من الدعم للحكومة لمواجهة الأعباء الاقتصادية”.
وأشار إلى أنه “لا توجد حرب نظيفة وأخطاؤنا قليلة نسبياً”.وقال عسكر إن الحوثيين يضعون أسلحتهم ومراكزهم ضمن المواقع الأثرية، مؤكداً أنه سيصدر قريباً عن الحكومة تقرير انتهاكات حقوق الإنسان.
كشف معالي محمد عسكر وزير حقوق الإنسان اليمني أن إجمالي عدد القتلى والمصابين والمختطفين في اليمن خلال الفترة من سبتمبر 2014 حتى سبتمبر 2018 تجاوز 67 ألف شخص جراء انتهاكات مليشيات الحوثي .
وقال عسكر في إحاطة اعلامية عقدها اليوم في أبوظبي بحضور سعادة فهد سعيد المنهالي سفير الجمهورية اليمنية لدى الدولة.. إن عدد القتلى خلال تلك الفترة بلغ 14220 شخصا منهم 1500 طفل و865 امرأة فيما بلغ عدد المصابين 31127 منهم 4080 طفلا و4253 من النساء و إجمالي عدد المختطفين 21706 و هناك 86 قتلوا جراء التعذيب في سجون مليشيات الحوثي كما تم قتل 30 إعلاميا و لايزال 17 قيد الاعتقال.. كما أودت ألغام مليشيات الحوثي الموالية لإيران بحياة 1593 قتيلا وخلفت 1413 مصابا بينهم حالات إعاقة دائمة .
في غضون ذلك اعتبر الوزير عسكر التقرير الأممي حول حقوق الانسان في اليمن الذي صدرا مؤخرا غير حيادي ومرفوض وأن الحكومة اليمنية تعد ردا رسميا يتضمن تفنيدا لأهم ما جاء فيه كما أن الوزارة بصدد اصدارها تقريرها الثالث حول حقوق الانسان في اليمن الذي يتضمن توثيقا لجرائم مليشيات الحوثي .
و تفصيلا قال عسكر بخصوص التقرير الأممي حول حقوق الانسان في اليمن إن فريق الخبراء الذي تم تشكيله وفق قرار أممي .. تم تحديد مهامه في دراسة وضع حقوق الانسان إجمالا في اليمن و تقديم الدعم الفني للجنة الوطنية المعنية .. ” غير أننا فوجئنا أن تقرير فريق الخبراء تجاوز هذه المهمة بشكل كبير وتعسف في سرد الحقائق ووضع بعض التفاصيل في سياقات بعيدة تماما عن الدقة وبالتالي فإن هذا التقرير مرفوض لأنه غير دقيق وغير محايد وتجاوز المهمة الممنوحة لهذا الفريق”.
وأضاف : ” ما يدحض المعلومات الواردة في هذا التقرير أن زيارة الفريق الأممي للمناطق اليمنية لم تتجاوز الاسبوع رغم منحه تصاريح متعددة المهام لمدة 6 أشهر”.
و فند وزير حقوق الانسان اليمني بعضا مما ورد في التقرير الأممي وقال : ” إنه قام باختيار تعسفي لبعض الحوادث ولم يقم بعملية مقابلة لجرائم مليشيات الحوثي كما لم يشمل الجغرافيا اليمنية ..وقد تقدمنا بطلبات رسمية للفريق لزيارة المدن التي تعرضت للدمار مثل مدينة تعز ووعدنا الفريق بالقيام بذلك إلا أنه لم يوف بوعده”.
وأوضح أنه ” على سبيل المثال لم يشر التقرير ولو بكلمة واحدة إلى اجتياح المليشيات الحوثية الموالية لإيران للمدن اليمنية مثل عدن حيث استمرت المليشيات الإرهابية في عدن لنحو 3 أشهر وقمنا و عدد من المنظمات الأخرى بتوثيق جرائمها مثل القصف العشوائي وقصف النازحين وضرب الأماكن المكتظة بالسكان بقذائف الهاون والكاتيوشا وضرب محطات الكهرباء وابار المياه “.. و أكد أن جميع هذا الأمور لم يشر إليها التقرير من قريب أو بعيد.
وقال إن” التقرير أغفل أهم جريمة وهي زراعة الألغام فنحن وبدعم من التحالف قمنا بتفكيك ربع مليون لغم وتشير التقديرات إلى أن مليشيات الحوثي زرعت نحو 2 مليون لغم إلا أن التقرير أغفلها تماما كما أغفل جريمة استخدام المدنيين كدروع بشرية “.. مشيرا إلى أن الأمم المتحدة والمفوض السامي أصدرا عدة بيانات حول الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الحوثي سواء في تعز أو المخا أو الحديدة.
و أكد عسكر أن التقرير لم يشر بشكل متوازن إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها دول التحالف إذ أن خطة الاستجابة الإنسانية الأولى والثانية والتي وضعتها الأمم المتحدة قامت السعودية والإمارات بتمويل أكثر من نصفها فيما مولت باقي دول العالم مجتمعة البقية.. وأشار إلى أنه يتم دراسة الطريقة المثلى للتعاون مع هذا الفريق الأممي ومنها التقدم بطلب لوقف التمديد لهذا الفريق طالما أثبت عدم حياديته .
و أضاف عسكر إن ” المليشيات الحوثية الموالية لإيران نهبت أكثر من 5 مليارات دولار من البنك المركزي اليمني ما أدى لتدهور الاقتصاد اليمني كما أنها تستخدم المدنيين كدروع بشرية بالحديدة في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني” .. مشيرا إلى أن “المليشيات الحوثية تعمل على تدمير تراث اليمنيين عبر نشر الأسلحة في مدينة زبيد التاريخية”.
و أثنى عسكر على الدور الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن على مختلف الأصعدة .. مؤكدا أن هذا الدور لا ينكره إلا جاحد كما أن الإمارات لعبت دورا أساسيا في مكافحة الإرهاب والتصدي للقاعدة و داعش.
و قال إن اليمن دخلت في آتون حرب مدمرة أكلت الأخضر و اليابس وسببها انقلاب مليشيات مسلحة تدعمها إيران وبعض الأطراف حيث قامت المليشيات بالانقلاب على شرعية رئيس منتخب من 20 مليون يمني في عام 2012.
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي خلال احتلاها للعاصمة صنعاء عام 2014 و بعدها بقية المدن اليمنية قامت بالعديد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ومارست انتهاكات جسيمة في حق الأطفال والنساء والفئات الأكثر ضعفا.
و نوه إلى أن اليمن وعبر رئيسها المنتخب قامت بدعوة الأشقاء لنصرتها فكان تدخل التحالف العربي أخويا وصادقا وحاسما وشكل نقطة مضيئة في العمل العربي المشترك مشيرا إلى أن “عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل هي لنصرة اهل اليمن ومواجهة التمدد الحوثي المدعوم من أيران”.
و عن مشاورات السلام المزمع عقدها في جنيف .. قال عسكر إن الحكومة اليمنية تعاملت بشكل إيجابي مع كافة جهود السلام ومنها جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث وهناك وفد حكومي متواجد في جنيف منذ أمس إلا أن مليشيات الحوثي تثبت أنها لا تقيم وزنا لأية اعتبارات وجهود دولية لحل الأزمة فحتى الأن تتحجج بعدم الحصول على تصريح بخروجها رغم إعلاننا التصاريح الذي أصدرها التحالف.
و أكد أن هذه المليشيات باتت مفضوحة أمام المجتمع الدولي و أثبتت أنها لا تقيم أي اعتبار لجهود مجلس الأمن ورغم ذلك نجد من يتغاضى عن هذه التصرفات ما يساعدها على الاستمرار في ممارساتها وانتهاكاتها لحقوق الانسان في اليمن.