د/ كمال البعداني :
ما أن صعد باراك أوباما إلى البيت الأبيض قبل ثمان سنوات حتى سارع العرب إلى إعلان الأفراح والليالي الملاح وماذاك إلا أنه من أصول اسلامية ( رغم أن اباه ارتد عن الإسلام وأعلن الإلحاد ) ويا ويلك ياسرائيل حتى أن الرئيس القذافي قال إن لقبه الأصل هو أبو عمامة ولكن تم تحريفها إلى اوباما ولم يكن يعلم المسكين أن نهايته ستكون على يد أبو عمامة.. واجتهد العرب في تعقب أفراد أسرته حتى اكتشفوا أن له جده إسمها زهراء وقيل سارا وانها مسلمة وكم كانت فرحتهم بذلك حتى أنها عندما ذهبت إلى الحج كان العرب في وسائل الإعلام لا يتابعون خطبة عرفة ولا المبيت بمزدلفة ولكن أين باتت جدة اوباما واين كان مخيمها وهل رجمت الشيطان بنفسها أم لا .المهم انتهت فترة أوباما ونحن مشغولون بجدته مثلما ستنتهي فترة ترامب ونحن مشغولون بإبنته والمضحك أن الحكام العرب فرحوا بإصول أوباما الإسلامية بينما يحاربون في بلادهم أي توجهات اسلامية ولقد اكتشفنا في الأخير انه فعل بنا مالم يفعله زعيم أمريكي من قبل بإستثناء جورج بوش الابن الذي غزا العراق لقد جعل المنطقة العربية تعيش فوق صفيح ساخن وشجع الفوضى في كل مكان .في الصباح مع الشعوب وفي الليل مع الحكام أعلن وقوفه مع الشارع المصري ضد مبارك وأشاد بإنتخاب مرسي ثم شجع على الإطاحة بمرسي أعلن وقوفه مع الثورة في سوريا ثم منع عنهم الأسلحة النوعية وأحيانا يتم قصفهم اذا تقدموا وأخيرا اقتسم النفوذ مع روسيا والعرب يقولون إنها باتنفجر الحرب الكبرى بين أمريكا وروسيا . سلم المنطقة لإيران ويبدوا أن الشيطان الأكبر لم يكن شيطان إلا على العرب أما إيران فقد كان لها الأب الرحيم . استطاع تأمين إسرائيل من كافة الجوانب . الدولة الوحيدة التي افلتت منه وسيرحل وفي قلبه غصة بسببها هي تركيا . جعل العرب يعيشون في دائرة مغلقة وفي صراع داخلي يدورون حول انفسهم وهاهو اليوم وزير خارجيته كيري يعلن حرصه على اليمن وحل مشكلتها محددا اليوم والتاريخ لنهايتها من وجهة نظره . أليس امريكا هي من لعبت على كافة الحبال في اليمن من عام 2011م حتى يومنا هذا أليست امريكا وطوال السنوات الماضية واليمن تعيش في قتل وقتال وتدمير بينما سفيرها يصرح في الرياض بتصريح فينقضه في مسقط بتصريح آخر ويقول في صنعاء يجب وقف القتال فيقابله مسؤل أمريكي آخر بتصريح من مكان آخر أن الوقت لا زال مبكرا للحديث عن السلام في اليمن. يصوتون في مجلس الأمن على قرار ثم يبحثون بعدها عن قرار آخر ينقضه لقد جعل الأمريكان من قضيتنا ووضعنا مادة خصبة للابتزاز في المنطقة فلا يهمهم اليمن ولا السعودية ولا المنطقة بل همهم الأول مصالحهم . وهاهو كيري يصرح اليوم بهذا التصريح بينما إدارته تستعد لتسليم مفاتيح البيت الأبيض ..
أتت وحياض الموت بيني وبينها .
وجادت بوصل حين لا ينفع الوصل .
وبالمناسبة نحمد الله أن الرئيس ترامب كان واضحا من أول شي بموقفه من العرب والمسلمين ونسأل الله أن لا نكتشف له جدة مسلمة أو بنت خال حتى لا نعلق عليها الامال .. وسبحان القائل.( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .) …. . #كمال_البعداني