“سبتمبرنت”
حققت قوات ألوية العمالقة في الجيش الوطني والمقاومة التهامية الباسلة في معركة الساحل الغربي وبإسناد ومشاركة من قوات التحالف العربي انتصارات ساحقة وتحرز تقدما كبيرا من خلال سير العمليات الحربية والانتصارات المتسارعة في جبهة الساحل الغربي والحديدة على وجه الخصوص.
جاءت معركة تحرير مدينة وميناء الحديدة بعد فشل كل المحاولات الدولية ومساعي المبعوث الأممي مارتن جريفيث الرامية الى ايجاد تسوية سياسية تجنب المدنيين المعاناة وويلات الحرب وفقا للأهداف المعلنة للشرعية الدولية المرتكزة على المرجعيات الثلاث إلا أن تلك المحاولات قوبلت برفض وتعنت مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران واصرارها على خيار الحرب والدمار.
و كشفت معركة تحرير المطار والقاعدة الجوية ومعسكر الدفاع الجوي مدى الضعف والانهيار الذي وصلت إليه مليشيا الحوثي التي باتت تعيش مراحلها الأخيرة نتيجة الانهاك الشديد والاستنزاف الطويل على مدى أكثر من ثلاث سنوات من الحرب في مختلف الجبهات حيث فقدت معظم كتائبها المدربة في الجبهات و فقدت القدرة على التحشيد في النكف بعد رفض القبائل إرسال أبنائها إلى محارق الموت في الجبهات في معارك خاسرة، وسط سخط وتذمر شعبي واسع، وفقدت الحاضن الاجتماعي حتى في صعدة معقل قياداتها، وأصبحت تعيش مكشوفة عسكريا وإجتماعيا إلا ممن تبقى معها من العقائديين.
تسارعت وتيرة العمليات العسكرية خلال الأيام الماضية حيث تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة التهامية بإسناد من قوات التحالف العربي في السيطرة على الساحل الغربي وصولا إلى الحديدة وسط انهيارات كبيرة ومتتالية في دفاعات مليشيا الحوثي التي تكبدت خسائر فادحة في الارواح الآليات والعتاد وفقدت مئات القتلى والجرحى ووقوع العشرات في قبضة الجيش الوطني أسرى.
في المعارك المفتوحة انكشف حجم المليشيا وقدراتها التي وصلت إلى مرحلة من الضعف والانهيار، فجاءت معركة المطار معلنة بداية النهاية لهذه الانتفاشية الحوثية المصنوعة في جسد الأمة.
وكانت قوات الجيش الوطني قد نفذت عملية اقتحام المطار الأكثر تحصينا من الجهة الغربية والجنوبية وخلال ساعات تم إنتزاع مطار الحديدة والقاعدة الجوية ومعسكرات الدفاع الجوي ودوار الحديدة (مدخل المدينة) وكيلو 16 الطريق الرابط بين صنعاء والحديدة من قبضة المليشيا الحوثية المدعومة من إيران.
قائد جبهة الساحل الغربي العميد أبو زرعة المحرمي أكد في تصريحات صحفية ان قوات الجيش الوطني والمقاومة تخوض المعارك على الكرنيش حيث أصبحت على بعد3 كيلومتر من الميناء.
وفي معركة المطار تؤكد بعض المصادر أن مليشيا الحوثي تكبدت خسائر فادحة: 600 قتيل ومئات الجرحى وأكثر من 120 أسيرا ودمرت 40 دبابة و15 عربة كاتيوشا و20 عربة BMB وعشرات الأطقم محملة رشاشات عيار 12/7 وعيار 23، و12 مدفع، كما تمكنت الفرق الهندسية من إنتزاع أكثر من 15 ألف لغم مختلفة الأحجام والمهام. وباتت تحركات المليشيا مكشوفة، مما دفعها إلى الفرار إلى داخل أحياء المدينة وحفر الخنادق وإقامة السواتر الخراسانية واستخدام المواطنين دروع بشرية دون أي التزام بقوانين وأخلاقيات الحرب.
الأهمية الاستراتيجية لتحرير المطار
وتأتي الأهمية الاستراتيجية والعسكرية لتحرير المطار والقاعدة الجوية ومعسكرات الدفاع الجوي بأنها مواقع حاكمة تضم مركز القيادة والسيطرة والتحكم للمليشيا في جبهات الساحل الغربي والمدينة والميناء التي كان يديرها خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني، كما انها تضم مركز الاتصالات اللاسلكية، وهذه المواقع المهمة هي الأكثر تحصينا وتحوي غرف عمليات تحت الأرض مجهزة ومحصنة تحصينا جيدا، كما تضم هذه المواقع مخازن الأسلحة المختلفة الثقيلة والمتوسطة والذخائر، وبها مخابئ عشرات الدبابات والعربات المدرعة وراجمات الصواريخ ومعمل صناعة الألغام المختلفة الأحجام ومتعددة المهام.
وبالسيطرة على المطار وخط كيلو16 فقد تم قطع جميع طرق امدادات المليشيا من صنعاء وصعدة وحجة وعمران،كما أنها باتت محاصرة حتى من داخل احياء مدينة الحديدة من مجتمع ساخط يرفض تواجدها ويعيش مرحلة غليان قابل للانفجار في أي لحظة، ولعل اقدام المليشيا على فرض حالة الطوارئ في احياء المدينة، وفرضها على المواطنين البقاء في منازلهم وعدم المغادرة متخذة منهم دروعا بشرية، ونشرها القناصين على أسطح المباني وقيامها بحفر الخنادق في الشوارع، دليل على اناه تعيش مرحلة رعب كبير ناتج عن التقدم السريع للجيش الوطني، مخاوفهم المتزايدة من انتفاضة شعبية ضدهم فعمدوا إلى قطع المياه عن حارة اليمن بتهمة انخراط سكانها في المقاومة التهامية.
ويبدأ الجيش الوطني معركة تحرير المدينة والميناء باستخدام خطط تكتيكية حديثة في العمليات القتالية ، يخوض المواجهات من الجهة الشمالية والجنوبية لميناء الحديدة ووصولا إلى الكورنيش وجامعة الحديدة التي تبعد عن ميناء الحديدة ثلاثة كيلومتر فقط .
وتحرير ميناء ومدينة الحديدة سوف يعجل من نهاية مليشيا الحوثي وعزلها عن العالم الخارجي وحرمانها من المنفذ الوحيد لإمدادها بالأسلحة والصواريخ البالستية الإيرانية وتدفق الخبراء والمقاتلين من إيران ومن حزب الله اللبناني، كما أن تحرير ميناء ومدينة الحديدة سوف يحرم المليشيا من مبالغ طائلة تصل إلى 3 مليارات دولار سنوية تستخدمها في الاستمرار بحروبها العبثية ويطيل من معاناة الشعب.
تحرير الميناء .. سيوقف التهديدات الحوثية الإيرانية الجدية لأمن وسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر ويسحب البساط من مليشيا الانقلاب التي تصدر نفسها كسلطة أمر واقع من خلال التحكم بالمساعدات الإغاثية لأكثر من 8 ملايين نسمة، وتستخدم جزءا من هذه المساعدات في شراء الولاءات والتجنيد، والجزء الأكبر تتاجر به في السوق السوداء بنفس أسلوب المتاجرة بالغاز والمشتقات النفطية، من هنا تأتي الأهمية الاستراتيجية والعسكرية والاجتماعية والإنسانية في تحرير مدينة وميناء الحديدة.