تنتزع الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني وتحالف دعم الشرعية في اليمن، يوميا مئات الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية برا وبحرا في الساحل الغربي، في محاولة يائسة لعرقلة تقدم قوات الشرعية.
ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة لعدد الالغام التي تم انتزاعها وضحاياها حتى الآن، غير أن الصور التي تنشرها القوات اليمنية تظهر كميات مهولة من الألغام والعبوات الناسفة بأشكال وأحجام مختلفة، فضلاً عن مخازن ألغام بينها “إيرانية الصنع” تم ضبطها عقب دحر الميليشيات من مناطق في الساحل الغربي.
يقول أحد العاملين في الفرق الهندسية لنزع الألغام، إن الميليشيات لم تترك منطقة دون توزيع أدوات الموت فيها، موضحاً أن فرق الجيش وبمشاركة من التحالف، تبذل جهود كبيرة لنزع مئات الالاف من الألغام المزروعة في الساحل الغربي.
ويؤكد أن الساحل الغربي أكثر المناطق التي زرعتها الميليشيات بالألغام والعبوات الناسفة ذات الأشكال المموهة بعضها محلية وأخرى إيرانية الصنع، لافتاً إلى أن الألغام تتنوع بين فردية ومضادة للدبابات وبحرية، وتم نشرها بشكل عشوائي بما فيها المنازل والمرافق العامة والطرقات.
وغطت ميليشيات الحوثي ممرات الطرق والمزارع والمسارات الترابية بحقول الألغام، وزرعت أطراف الطرق المعبّدة بالأجهزة المتفجّرة المرتجلة، من بينها قذائف الاختراق وألغام “كلايمور” المموّهة بألواح رغوية مطلية لكي تشبه الصخور، وفقا لتقرير حديث نشره “معهد واشنطن للدراسات”.
ولفت إلى استخدام الحوثيون على نطاق واسع تكتيكات عشوائية لنشر الألغام البحرية، موضحا أن التحالف ضبط عدد منها بالقرب من ميناء المخا، وقال إنها “تشبه كثيراً نموذجاً إيرانياً عرضه الحرس الثوري الإيراني في عام 2015 باعتباره لغماً من الألومنيوم المركب يبلغ وزنه 42 كيلوغراماً”.
واعتبر محافظ الحديدة، الحسن طاهر، ألغام الحوثيين البحرية في المياه المحلية والاقليمية “جريمة ضد الإنسانية”، وتهدد حياة الصيادين والسفن التجارية في البحر الأحمر، مشيراً إلى الخطر الكارثي للألغام البحرية “إذا ما جرفتها الأمواج صوب تلك السفن في ممر الملاحة الدولية”.
وحصدت الألغام الأرضية والبحرية في منطقة الساحل الغربي أرواح مئات المدنيين من الصيادين والمزارعين والأطفال والنساء، ودمرت الممتلكات العامة والخاصة، وتهدد الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، لترسم الوجه الأبشع للميليشيات الاجرامية.
وخلال عامي 2015 و2016 فقط، انتزع الجيش الوطني أكثر من 300 ألف لغم زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية في المناطق المحررة، بحسب إحصاءات البرنامج الوطني لمكافحة الألغام.
مدير البرنامج العميد الركن أمين العقيلي اكد أن اليمن تعرض لأكبر عملية زرع ألغام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مقدراً زراعة ميليشيات الحوثي أكثر من نصف مليون لغم. وفقا لما نقله موقع “العربية نت”
وتتعمد ميليشيات الحوثي زراعة الألغام المحرمة دولياً بشكل عشوائي وكثيف في المناطق التي يتم طردها منها، حتى في المنازل والطرق والمرافق العامة، وسط تقديرات غير رسمية بسقوط 3000 مدني غالبيتهم من النساء والأطفال ضحايا لهذه الألغام.