رابط أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهات مترامية الأطراف في محافظة تعز ويخوضون مواجهات ضد المليشيات الإنقلابية التي لاتزال تفرض حصارا على المدينة من إتجاهات عدة وتقصف المدنيين. إلا ان الابطال يصنعون انتصارات كبيرة والتي كان اخرها تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية الثلاثاء في جبهة مقبنة.
تنفذ الوحدات الخاصة التابعة للألوية العسكرية في محور تعز عمليات نوعية ضد المليشيات كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والآليات العسكرية, ناهيك عن البطولات الخالدة التي يسطرها الأبطال سواء في عمليات الهجوم والاقتحام والسيطرة على مواقع تحصن العدو, أو في عمليات التصدي لزحف المليشيا بتجاه مناطق تحصن الجيش الوطني.
“سبتمبر نت” نفذ جولة استطلاعية لعدد من الجبهات في تعز ونقل أراء بعض قادة الجبهات والمقاتلين والمرابطين في خطوط المقدمة بمناطق مختلفة حول الوضع القتالي الحالي وماهي المعوقات التي تحول دون إستمرار العمليات العسكرية؟ وعن قدرات العدو وإمكانياته؟ وكيف تبدو معنويات أبطال الجيش الوطني ؟ وعن آخر العمليات في شهر رمضان.
مقبنة تصنع الانتصارات
البداية مع قائد جبهة مقبنه حميد الخليدي الذي قال : “يخوض الجيش الوطني في مقبنة معارك من وقت لآخر ضد مليشيات الحوثي التي تستخدم أنواع الأسلحة والقذائف وتحاول تحقيق تقدم في مديرية مقبنة لكن الأبطال في دفاع مستمر وثابتين في المواقع , كما أن الأبطال ينفذون هجمات استباقية ضد المليشيات وتمكنوا من السيطرة على عدد من المواقع المهمة كانت تتمركز فيها المليشيات ونسعى بعون الله خلال هذه الأيام المباركة في شهر رمضان إلى السيطرة على العويد أهم مواقع العدو والذي ستفتح مجالا للتقدم أكثر”.
وأضاف الخليدي: “يستطيع أبطال الجيش في مقبنة تحقيق انتصارات كبيرة جدا متى ما توفرت لهم الإمكانات المناسبة لذلك, وكل توقف لأي عملية عسكرية يكون سببها الدعم”.
وعن الإمكانيات العسكرية للعدو قال الخليدي : “لاتزال المليشيات تمتلك أسلحة وذخائر وعتاد عسكري لكنها فقدت الإرادة والمعنوية وانهارت قواها خاصة بعد تحقيق إنتصارات الجيش الوطني والتقدم إلى اسفل منطقة البرح وتحرير مديرية الوازعية , في المقابل معنويات أبطال الجيش الوطني مرتفعة وتزداد كل يوم صلابة رغم قلة الإمكانات وتوقف الدعم”.
وختم قائد جبهة مقبنة حديثه برسالة للمرابطين قال فيها ” أوجه رسالة إلى أبنائي واخواني أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المرابطين على الثغور في قمم الجبال بين الحر والشمس والبرد والريح والمطر أقول لهم ونحن في شهر رمضان المبارك شهر الإنتصارات مزيدا من الثبات والرباط فالنصر قريب وأصبح قاب قوسين أو أدنى فنحن في الأيام أو المرحلة الأخيرة لإنهاء تمرد الإنقلابيين وتثبيت دعائم الشرعية في كل شبر من وطننا الغالي”.
محمد الحميري يرابط في جبهة مقبنه التي تشهد هذه الأيام إشعالا كبيرا للمعارك قال : “صمودنا أرهق المليشيات التي حاولت في مرات عدة التقدم والسيطرة على مناطق سواء في القحيفة أو عزلة اليمن وقد كبدناهم خسائر كبيرة , ودمرنا كثير من آلياتهم العسكرية أثناء محاولتهم تركيع مديرية مقبنه وأبنائها الذين مرغوا أنف الحوثي ومليشياتة”.
يضيف الحميري : “بفصل الله حققنا تقدم ميداني على العدو خلال أيام شهر رمضان المبارك ولازلنا في وضعية هجوم ومعنويات الأبطال عالية , في المقابل أصبح عناصر مليشيات الحوثي الإنقلابية مهزومين معنويا ومهزومين ميدانيا خاصة بعد تقدم قوات الشرعية في جبهة الساحل الغربي إضافة إلى الانهيار الكبير في بعض مديريات الحديدة “.
أما خالد سعيد من منطقة الأشروح احد ابطال الجيش في جبل حبشي فيقول” أن الأبطال المرابطين في مواقع الأشروح وقرية القوز والمناطق المجاورة معنوياتهم مرتفعة, وقد صد هؤلاء الرجال كل محاولات مليشيات الحوثي في الهجوم والتسلل”.
ويرى خالد “أن المليشيات لم تعد تملك تلك الترسانة العسكرية التي كانت تمتلكها من قبل, وأصبحت تعيش مرحلة إنهيار خاصة بعد أن تمكنت ألوية العمالقة من قطع خطوط الإمداد في منطقة العقمة “.
راسن جبهة تأمين
القائد الميداني في جبهة راسن المتاخمة لمديرية الشمايتين أحمد بجاش قال: “أن المنطقة شهدت في الأيام القليلة الماضية فرار لمجاميع حوثية كانت تتحصن في بعض المناطق وذلك بعد قطع خط الشريان الرئيسي وطرق الإمداد الرابط بين مديرية الوازعية ومنطقة البرح مما أجبر عناصر المليشيا الإنسحاب إلى منطقة الكدحه ومديرية مقبنه”.
وأضاف: “أن تواجد قوات الجيش في راسن وجبال جرداد مهم جدا لتأمين الخط الرئيسي الرابط بين مديرية المضاربة التابعة لمحافظة لحج ومديرية الوازعية, كما تنتشر وحدات من الجيش على طول الخط الرابط بين مدريتي الوازعية والشمايتين وهذه المناطق مهمة ولطالما استمات العدو للحصول عليها”.
وحول معنويات المرابطين في تلك المناطق بالجبال الشاهقة قال “أن معنويات المقاتلين مرتبطة بالتضاريس التي يعيشون فيها جبال شاهقة تلامس عنان السماء ومعنوياتهم كذلك”.
الضباب.. عمليات تمتد الى عمق العدو
فؤاد حسان قائد جبهة الضباب “يقول أن المواجهات التي يخوضها المرابطين في الجبهة ضد مليشيات الحوثي تقتصر على القصف المدفعي وعمليات القنص, وإطلاق نار في الخطوط الامامية تمتد الى عمق مواقع العدو في حذران والربيعي”.
وأضاف: “أن العدو يعاني من ضعف في المرحلة الحالية بعد أن خسر مواقعة في الوازعية وموزع وجبهة الساحل الغربي , ويدفع بتعزيزات كبيرة إلى مواقعه في جبهة مقبنه وإلى المدخل الغربي للمدينة في الربيعي والمطار القديم , ومهما عمل العدو من حشد وعزز فإنه منكسر منكسر طال الوقت أو قصر”.
وأرجع فؤاد حسان سبب توقف العمليات العسكرية إلى عدم توفر الدعم الكافي وشحة الامكانيات, وأردف قائلا : “الأبطال تزداد معنوياتهم يوم تلو الآخر, وهم ثابتين في المواقع تحت كل الظروف وتقلبات الطبيعة “.
اما رسالة فؤاد حسان إلى القيادة السياسية هي :”توحيد الجهود لدعم الجبهات والعمل وفق غرفة عمليات موحدة من أجل التخلص من هذا المرض الخبيث الذي جثم على الشعب وأنهاء الإنقلاب, وإلى القيادة العسكرية في المحافظة قال: ” عليهم توحيد الصف والبعد عن النعرات الحزبية فحزبنا هي مدينتنا ولا داعي للمشاكل الحزبية وخاصة أن المرحلة تستدعي توحيد الصف ضد العدو المعتدي علي هذه المدينة المسالمة, والعمل على بذل الجهد لتأمين المواطن داخل المدينة والسيطرة علي الوضع الأمني , غم أن الاختلالات الأمنية التي تحصل طبيعي , فهذا حال اي دولة يحصل فيها حروب ولكن يجب العمل لإنهاء وتقليص الاختلال الامني بالمحافظة “.
ثبات الابطال في الجبهات
أما محمد المخلافي أحد أبطال الجيش المرابطين في الجبهة الشرقية للمدينة قال : “نحن ثابتين في مواقعنا رغم القصف المستمر من قبل العناصر الإجرامية ولن يستطيعوا التقدم شبر واحد ونحن موجودين , والحمد لله المعنويات عالية مهما كانت الظروف ولا يهمنا كان رمضان أو عيد فنحن أصحاب قضية وأبناء هذه المحافظة التي تألمت كثيرا بسبب الحرب والقصف والحصار الذي فرضته مليشيات الحوثي وواجب علينا أن نضحي ونرابط حتى التحرير أن شاء الله “.
المخلافي يضيف : “المليشيات تمر بفترة ضعف وانهزام نفسي كبير واذا توفرت لنا الإمكانات الكافية سوف نحقق تقدم وسنحرر اجزاء واسعة من المدينة وخاصة في الجهة الشرقية واتجاه الحوبان , واذا جاءت الأوامر بالهجوم الابطال موجودون وعلى أتم الإستعداد والحماس للتحرك”.
الصلو قاهرة المليشيا
مختار القدسي أحد الأبطال المرابطين في أطراف مديرية الصلو يقول : “أن الرجال لقنوا مليشيات الحوثي أقسى الدروس في الحرب في مديرية الصلو وقتل عدد من القادة الميدانيين في صفوفهم وعشرات القتلى والجرحى أيضا سقطوا في كل المواقع في الصلو التي أجبروا على تركها تحت نيران وبسالة أبطال الجيش”.
وأضاف القدسي : “في الفترة الحالية تتركز العمليات العسكرية في نقيل الصلو ومناطق متقدمة في عمق العدو بتجاه دمنة خدير التي ستكون ضمن المناطق المحررة”.