أثارت تصريحات صحفية لوزير الخارجية اليمني الجديد، خالد اليماني، أمس السبت، عن استعداد الحوثيين للسلام، انتقادات عديدة من قبل معلقين يمنيين اعتبروا أنها تشويش على الانتصارات المتتالية في معركة الساحل الغربي.
وقال الوزير اليمني في أولى خرجاته الإعلامية، بعد تعيينه، وقبل أدائه اليمين “إن الأمم المتحدة تلقت رسائل من الحوثيين، تفيد بأنهم باتوا جاهزين لعملية السلام والانسحاب من المدن وتسليم السلاح إلى الدولة”.
التصريحات المثيرة، التي لا تدعمها معطيات على أرض الواقع، رأى فيها مراقبون، ونشطاء يمنيون، “محاولة للفت الانتباه عن المعركة التي تخوضها المقاومة اليمنية، والتحالف العربي في الساحل الغربي”.
ويرصد المراقبون مجموعة من الدلائل تشير إلى أن الوزير الجديد “وقع في مصيدة الإخوان من خلال ذراعهم السياسية، حزب الإصلاح، الذي يتمتع بتأثير قوي على قرار السلطات الشرعية، عن طريق نائب هادي، علي محسن الأحمر، وشخصيات أخرى في الظل”.
ويشير هؤلاء، إلى “تماهي حديث خالد اليماني مع الخطوط العريضة لسياسات حزب الإصلاح، التي لا تنظر إلى الحوثيين، باعتبارهم عدو الجماعة الأول، بل تتوجس أكثر من انتصارات المقاومة الوطنية، التي قد تنافسها في ملء الفراغ السياسي والأمني بعد تحرير الشمال”.
ويوضح المراقبون أن اليماني بتصريحاته “يعبر عن تيار الإخوان المتغلغل في الشرعية، والذي يحاول الحفاظ على موازين القوى في الساحة اليمنية بوضعها الحالي، وهو ما يهدد بحرب استنزاف، المستفيد الوحيد منها الحوثيون وحزب الإصلاح”.
بدورهم انتقد نشطاء يمنيون على موقع التواصل الاجتماعي، التصريحات، التي رأوا فيها “مهادنة غير مبررة للجماعة التي تحارب الشرعية، وتهدد الأمن الإقليمي، بدعم مباشر من النظام الإيراني”.
المحلل السياسي اليمني، حسين لقور، قرأ التصريحات على أنها صادرة من الحوثيين، وكأن الوزير يمثلهم، في مشهد مليء بالمفارقات، التي يصعب فهمها من خلال السياق الطبيعي للأحداث السياسية في البلاد.
وقال “لقور” في تغريدة، عبر حسابه بموقع التوصل الاجتماعي تويتر “اليماني أنت لست وزير خارجية الحوثيين حتى تعلن باسمهم أنهم مستعدون لتسليم السلاح هذه أول هدية منك لهم”.
وأضاف السياسي “حسين لقور”، “حتى وإن تلقيت إشارات منهم تدل على استعدادهم لذلك دعهم يعلنوا موقفهم بأنفسهم.. هم الآن ينتظرون ردود الفعل فإن جازت لهم سيصمتون وإن لا سينكرون أنهم وافقوا.. لماذا الاستعجال وأنت لم تؤد القسم بعد؟”.
بدوره رأى الناشط محمد الكندي، أن تصريحات الوزير اليماني، تعكس تفاهمات سرية بين أطراف في الشرعية والحوثيين، “قبل الحسم العسكري الذي دَنا منهم، لأنهم يعلمون أن الحسم العسكري سيخرجهم من المشهد”.
من جهته اعتبر الصحفي اليمني عبدالله دوبله أن “هذا التصريح يفترض أن يصدر عن الحوثيين أو الأمم المتحدة وليس اليماني”.