تعيش مليشيا الحوثي الانقلابية حالة من الرعب غير المسبوق لاسيما لدى قيادتها التي توارت عن الظهور بعد التقدمات المتوالية التي أحرزتها قوات الجيش الوطني في عدد من الجبهات المشتعلة في ربوع البلاد.
وبعد الضربات الجوية الأخيرة التي شنتها مقاتلات التحالف العربي مستهدفة اجتماعا لقاداتها في مبنى مكتب الرئاسة وسط العاصمة صنعاء، جعلت تحركاتها محدودة داخل العاصمة صنعاء ويحيط بها المزيد من السرية والتكتم في دليل واضح عن حالة الضعف والرعب اللذين تعيشهما المليشيا في هذه المرحلة.
وتقول مصادر مطلعة ان المليشيا الحوثية وصلت في الفترة الاخيرة إلى حالة الشك وعدم الثقة بالكثير من الموالين لها خصوصا من قيادات حزب المؤتمر الشعبي.
وتؤكد المصادر ان المليشيا قررت عزلهم عن الاجتماعات الرسمية التي تعقدها، وخصوصاً بعد مقتل رئيس مجلسها السياسي صالح الصماد، بعد أن شعرت بوجود اختراقات في صفوفها من شأنها تسهيل اصطياد قاداتها من قبل مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
ويرى مراقبون أن المليشيا تسعى للحفاظ على قيادتها بطرق مختلفة؛ تلافياً لحالة الانهزام لدى مقاتليها، فضلاً عن حالة الذعر لدى قياداتها، حيث قررت اخفاء الرئيس الجديد لما يسمى بالمجلس السياسي مهدي المشّاط، وتجنيبه الظهور العلني كونه من السلالة الحوثية وصهر زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، وفوضت مدير مكتبه المدعو أحمد حامد للقيام بمهامه ولقاءاته مع قيادات المليشيا، وذلك خشية أن يلقى مصير سلفه صالح الصماد الذي لقى مصرعه الشهر الماضي في ضربة محكمة نفذتها مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية أثناء وجوده في محافظة الحديدة غربي البلاد، مما سبب حالة من الذعر في أوساط المليشيا أجبرتهم على التواري وتجنب الظهور العلني، وخصوصا المدرجين منهم ضمن قائمة المطلوبين لتحالف دعم الشرعية في اليمن.
وذكرت المصادر ذاتها أن المشاط رفض خلال الأيام الماضية استقبال عدد من القيادات الموالية لجماعته، كما ألغى عقد اجتماعات عدة كانت مقررة، بسبب حالة الخوف من انكشاف مكانه واستهدافه بضربة جوية شبيهة بالتي أودت بالصماد، وأوعز إلى القيادي البارز في المليشيا أحمد حامد والمكنى أبو محفوظ للنيابة عنه في لقاء القيادات الموالية للمليشيا، وفي عقد الاجتماعات الرسمية الثانوية، معتمداً على ولائه السلالي الشديد وقربه من زعيم المليشيا.
وفي سياق المخاوف المتصاعدة من الاستهداف الجوي لقيادات الصف الأول في المليشيا، وتصاعد شكوكهم في وجود اختراقات أمنية، ذكرت المصادر أن المشاط، أمر بعدم ترتيب أي لقاء رسمي له مع القيادات المحسوبين على حزب المؤتمر الشعبي بمن فيهم المعينون في مناصب وزارية في حكومة الانقلاب، كما نصح القادة البارزين في جماعته باتخاذ الإجراء ذاته، حرصا على سلامتهم.
وبناء على الصلاحيات، التي منحها المشاط لمدير مكتبه (أبو محفوظ)، اوضحت المصادر أن الأخير صار الحاكم الفعلي لمجلس حكم المليشيا الانقلابية في صنعاء وللحكومة التي يترأسها شكليا عبد العزيز بن حبتور، والذي بات في الآونة الأخيرة ضمن دائرة الشبهات إثر تصاعد شكوك المليشيا في قيامه بالترتيب مع مسؤولين في الحكومة الشرعية من أجل مساعدته في الانشقاق عن المليشيا والهروب من صنعاء.
كما زاد من تصاعد المخاوف لدى المليشيا وجعلتها تعيش حالة من الرعب والهلع التقدمات الكبيرة والنوعية الذي تحرزه قوات الجيش الوطني في جبهات حرض وميدي وحيران، الامر الذي دفعها لاستدعاء مشرفيها للتوجه للقتال في تلك الجبهات.
وأكدت مصادر محلية لـ”سبتمبرنت” أن قيادات المليشيا استدعت مشرفيها وفرضت عليهم التحرك باتجاه حرض بعد الهلع من التقدمات الكبيرة لقوات الجيش في الوطني هناك والخسائر الفادحة التي لحقت بعناصرها وعتادها.
وأضافت المصادر أن الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش الوطني في محور حرض وميدي وحيران، ومؤخرا مديرية الملاحيط أدت إلى ضغط كبير على قيادات المليشيا الحوثية ومشرفيها، وخصوصاً مع رفض القبائل الزج بأبنائها إلى محارق الموت بعد أن قدمت آلاف المجندين وقتلوا في معارك المليشيا العبثية في العديد من الجبهات، وسط طلب المليشيا مزيداً من المجندين.
وتعاني المليشيا من تخبط وارتباك ملحوظين بعد مقتل صالح الصماد في ظل غموض كبير يكتنف مصير قياداتها، ممن كانوا متواجدين في مكتب رئاسة الجمهورية أثناء القصف الذي استهدف المبنى حيث لم تكشف عن قتلاها حتى اللحظة.