دعا رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي إلى حوار جنوبي-جنوبي، يجمع المكونات السياسية الجنوبية، على طاولة الحوار، مؤكدًا أن الجنوبيين تحملوا “طيش الشرعية” كثيرًا لأنهم دعاة سلام.
وقال الزبيدي في كلمته في الاحتفال بذكرى تأسيس المجلس وإعلان عدن “التاريخي” إن الحوار الذي يدعو إليه يهدف لجمع الجنوبيين إلى طاولة حوار وطنية، أشخاصًا أكانوا أم مكوناتٍ سياسيةً لتوحيد صف الجنوبيين.
وأكد رئيس المجلس “ضرورة المشاركة الفاعلة، لشركاء القضية الجنوبية ضماناً لمستقبل قضيتنا وشعبنا”، معلنًا أنه سيتم لاحقًا توضيح آلية هذا الحوار وتوقيته وكل التفاصيل المتعلقة بذلك، وسيتكفل المجلس الانتقالي الجنوبي بالوسائل والتسهيلات المتعلقة به كافة.
“طيش الشرعية”
وأضاف الزبيدي “تحملنا كثيرًا طيش حكومة الشرعية، وراقبنا تفاصيل إصرارها على التنكيل بالجنوب وأهله، وبذلنا في هذا الملف ما نراه يخدم قضيتنا ويحقق لنا الخلاص من هذا الطيش، وهذا التعذيب الممنهج. وسنرى جميعًا أن هذا الصبر كان صائبًا رغم مرارته، وسنذكر أنفسنا أننا كنا على حق حينما صارحناكم بذلك، وهذا كله لا يعفينا من تحمل مسؤوليتنا تجاه هذه التصرفات، وليكن هذا الخطاب تحذيرًا كامل الأركان لمن يسمعه أو يقرأه، ونحن في عدن ولسنا ببعيد، ولسنا شعبًا أعزل من الإرادة”.
وأضاف الزبيدي، “أننا نتطلع للانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل السياسي خاصة وأننا أصبحنا نعمل في الداخل والخارج من خلال مؤسساتنا الموجودة في كل محافظات الجنوب بالإضافة إلى مكاتبنا الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي والتي ستمتد إلى باقي الدول المؤثرة في مسار الأزمة السياسية في بلادنا”.
وحول ما أنجزه المجلس بعد عام قال الزبيدي “لقد كسرنا العزلة المفروضة على قضيتنا ولقد أسمعنا العالم صوتنا الذي لا يلين، وها نحن معًا نقود الحدث ونصنع الواقع السياسي الجديد نحو مستقبل مرسوم وبخطط محكمة وبخطوات ثابته ثبوت الجبال. ومن يتجاهل معطيات واقعنا الجديد فندعوه إلى مراجعة نفسه والتاريخ علّه يجد كيف أن الجنوب لم يُهزم ولن تكون الهزيمة من نصيبه مهما كلفنا الأمر”.
وتابع عيدروس الزبيدي، “لقد عملنا طيلة العام دون كلل أو ملل، بهدف استكمال بناء هيئات ودوائر ومؤسسات المجلس الانتقالي الجنوبي. وأنجزنا في هذا الصدد العديد من الأمور المهمة بدءًا بالجمعية الوطنية الجنوبية التي مثلت شرائح المجتمع الجنوبي كافة، ومرورًا بالمؤسسات والدوائر الأخرى التي عملنا جاهدين على أن تقوم بدورها على أكمل وجه من خلال توفير الوسائل والإمكانيات اللازمة لذلك”.
و”قد بنينا في هذا العام أفرعًا وطنية للمجلس على مستوى محافظات الوطن الجنوبي الغالي، وكذا على مستوى مديريات المحافظات في خطوة تنظيمية تهدف إلى إشراك الجميع في العمل الوطني خاصة وأن الشراكة مبدأنا الذي لن نحيد عنه. ولقد بذلنا جهدًا كبيرًا في متابعة هذه الملفات بكل تفاصيلها حرصًا منا على سلامة البناء واستمراره”.
واعتبر رئيس المجلس الانتقالي أن “المرحلة السياسية الجديدة المقبلة تتطلب وعيًا شعبيًا ودعمًا جماهيريًا مستمرًا، سنفرض من خلالها خياراتنا السياسية مستندين إلى عدالة القضية الجنوبية وإلى إرادة الشعب الجنوبي الحر، وإلى العالم الذي لا شك أنه يدرك تمامًا تطلعاتنا المشروعة ومواقفنا الواضحة تجاه كل الملفات والقضايا الشائكة في المنطقة”.
السلام في الشمال والجنوب
وأضاف الزبيدي “أننا ندرك الوضع المعقد جدًا الذي يواجه عملية السلام في الشمال قبل الجنوب، ونحن لسنا ببعيد عن هذا الوضع، وقُربنا منه يحتم علينا السير بوعي وإدراك وتوازن نضمن من خلاله انتقال ناجح يعزز من مكانتنا السياسية ويضمن تقدّمنا إلى الأمام في سلام كامل، دون تنازل عن أهدافنا وتطلعاتنا المنشودة”.
وجدد الزبيدي تأكيد “عمق متانة الشراكة بين الجنوبيين بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ودول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، العلاقة المعمّدة بدمائنا الطاهرة وتضحياتنا المشتركة والتي لا تزال مستمرة وستبقى حتى تحقيق أهدافنا المشتركة والمتمثلة في قطع يد إيران المتمثلة في جماعة الحوثي من المنطقة، والقضاء على خطر فكر جماعة الإخوان المسلمين الذي ولدّ الإرهاب والتطرف”.
ومضى إلى القول “إننا قد عملنا على الارتقاء بهذه العلاقة الإستراتيجية نحو ضمان أمن واستقرار المنطقة واستعادة شعب الجنوب لسيادته على أرضه كعامل أساس في الحفاظ على الأمن القومي العربي. وننتهز هذه الفرصة لتجديد الشكر والعرفان لجهود التحالف العربي العظيمة في بلادنا”.
وبدأت صباح اليوم الخميس، الاحتفالات بالذكرى الأولى لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، بمهرجان كرنفالي في أحد ملاعب العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
وشهد ملعب شمسان بالمعلا في عدن حضورًا جماهيريًا لافتًا للاحتفال بالذكرى الأولى لإعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو العام الماضي، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد ذلك بأيام.
وكان الزبيدي أطلق في الـ8 من سبتمبر / أيلول 2016 دعوة لتأسيس كيان سياسي جنوبي يمثل القضية الجنوبية في المحافل المحلية والدولية، أيام كان يتولى منصب محافظ عدن.