يرصد “الغد اليمني”، أبرز ما تناولته الصحف الخليجية، اليوم السبت، في الشأن اليمني، حيث ناقشت العديد من القضايا على كافة الأصعدة السياسية العسكرية والإنسانية وغيرها.
وتحت عنوان “مقابر المحويت تمتلئ بقتلى غرّرت بهم الميليشيات”، قالت صحيفة “البيان” الإماراتية إن تزايد أعداد القتلى من مقاتلي الميليشيا من محافظة المحويت، في جبهات حرض ميدي والساحل الغربي وغيرها، أدى إلى تحوَّلها إلى صالة كبيرة للعزاء، وإلى تدشين حملة تبرعات من التجار والمغتربين لافتتاح مقابر جديدة.
ووفقا للصحيفة، يتساقط أعداد كبيرة من المغرر بهم من أبناء المحافظة، حيث وصل تعدادهم خلال العام 2017 إلى نحو 224 قتيلاً في مختلف الجبهات؛ 132 منهم في جبهتي ميدي والساحل الغربي، والبقية موزعون على مختلف الجبهات (تعز، نهم، صنعاء، صرواح، شبوة، الجوف، البيضاء، الضالع، الحدود).
وأفادت الصحيفة: ويسقط الكثير من المقاتلين منذ مطلع العام الجاري من أبناء المحويت – صرعى في عددٍ من الجبهات، بُمعدَّل قتيل واحد كل يومين. ويقول الناشط اليمني علي عقبي لـ«البيان»: بلغ عدد القتلى الذين تمكَّنا من الحصول على أسمائهم 46 قتيلاً منذ بداية يناير، ناهيك عن الجرحى والأسرى والمفقودين في هذه المعارك، وهو ما يضاعف من نقمة المواطنين تجاه الميليشيا.
وبينت أن كثيراً من القتلى وقعوا ضحايا تغرير واحتيال، إذ أقنعهم المشرفون الحوثيون بأن تجنيدهم هدفه تأهيلهم ليكونوا أمنْيَّات للدفاع عن المحافظة وتأمينها لا إرسالهم إلى الجبهات، كما أن عدداً من هؤلاء استدرجتهم الميليشيا من خلال استدعائهم إلى إدارة أمن المحافظة بصنعاء بدعوى الحضور لتسلم نصف الراتب، ليُفاجؤوا بنقلهم إجبارياً إلى الحديدة من دون السماح لهم بالعودة لتوديع أُسَرهم.
من جانبها، قالت صحيفة “عكاظ” إن الجيش الوطني أحكم أمس الأول سيطرته على جبال الصخر والجبل الأحمر الإستراتيجية في مديرية نهم (شرقي صنعاء)، بحسب ما أفاد موقع «26 سبتمبر» أمس (الجمعة). ونقل الموقع عن المتحدث باسم المنطقة العسكرية السابعة العقيد عبدالله الشندقي أن قوات الجيش الوطني حررت تلك الجبال بعد معارك ضارية مع ميليشيا الحوثي الانقلابية، مشيرا إلى أن التقدم الذي حققته قوات الجيش الوطني جرى بإسناد من مقاتلات التحالف العربي.
وأفاد الشندقي بأن المعارك أسفرت عن سقوط أكثر من 18 قتيلا في صفوف الميليشيا وجرح العشرات، إضافة إلى إحراق مركبتين وتدمير عتاد قتالي متنوع، لافتا إلى أن المعارك لا تزال مستمرة حتى الآن وسط انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيا فرار لعناصرها.
واهتمت صحيفة “الشرق الأوسط” بالحديث عن محاولة صنعاء، المقاومة للحفاظ على هويتها من بطش الحوثيين االثقافي بطريقتها، وبالنكتة، فالرفض الذي يكاد يتدفق جحيما من أعين سكان العاصمة في أوج حالاته، على الرغم من امتلاك الجماعة لكل أدوات الإرهاب المادي والمعنوي، واستنادها إلى شتى وسائل القمع والتنكيل بحق معارضيها.
ووفقا للصحيفة، في الأماكن العامة، وفي الأسواق، في وسائل المواصلات، في طوابير الغاز، في المؤسسات الحكومية، في جلسات المقيل، وفي المدارس وفي صالات المناسبات، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل التطبيقات النصية، من خلال كل هذا لا يتوقف اليمنيون في صنعاء عن رفضهم الناعم للميليشيات الحوثية.
وأفادت: يتجلى هذا الرفض الذي يعبر عن روح المجتمع وثقافته التي اكتسبها خلال عقود، من خلال، أساليب التهكم من أفعال الميليشيا وتصرفاتها، وتحويل المفردات الحوثية والألقاب والمصطلحات التي تحاول الجماعة فرضها على المجتمع إلى مادة للتندر والسخرية اللاذعة.
وعلى الصعيد الإنساني: أفادت صحيفة “العربي الجديد”، أن آلاف المعلمين في اليمن يضطرون إلى مغادرة مناطقهم تاركين مدارسهم وتلاميذهم للفراغ أو لمعلمين جدد أغلبهم متطوعون من دون مؤهلات، استقدموا لسدّ الفراغ لا أكثر، مع استمرار الحرب في البلاد.
في هذا السياق، يقول عبد الخالق محمد، المعلّم في إحدى مدارس صنعاء، إنّه نزح إلى مدينة عدن (جنوب)، شأن غيره من التربويين لمتابعة صرف راتبه من قبل الحكومة الشرعية بعدما ضاق به الحال في صنعاء ولم يعد قادراً على توفير الاحتياجات الأساسية لأسرته.
يؤكد محمد أنّ وزارة التربية والتعليم التابعة للحوثيين والتي يديرها شقيق زعيمهم عبد الملك الحوثي، فشلت في توفير رواتب المعلمين منذ عام ونصف. ويلفت إلى أنّ “العملية التعليمية في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم توقفت تماماً بعدما امتهن كثير من المعلمين وظائف وأعمالاً أخرى، كما أنّ كثيرين من بينهم غادروا مناطقهم”. يضيف: “باتت الحياة صعبة علينا، ونحن لدينا أسر ومن الصعب أن تذهب إلى المدرسة وأنت لا تملك قيمة المواصلات أو ثمن وجبة إفطار لك أو لأطفالك”. ويطالب الحكومة الشرعية بصرف رواتب المعلمين ممن نزحوا إلى المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة والتخفيف من معاناتهم.
من جانبه، يهدد المعلم أمين حُميد، بالتصعيد ضد الحكومة الشرعية في مدينة عدن، مطالباً بمستحقاته. يقول لـ”العربي الجديد”: “نزحت وأسرتي إلى عدن منذ ثلاثة أشهر بعدما سمعت أنّ الحكومة تسلم رواتب الموظفين النازحين والملاحقين من الحوثيين”. يشير إلى أنّه حتى اليوم لم يتسلم رواتبه أسوة بالمعلمين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية. يوضح حميد أنّ البقاء في صنعاء بات مستحيلاً لأسباب كثيرة، على رأسها عدم توفر سبل العيش وتراجع هامش الحرية وخوفه على أبنائه. يضيف أنّه يبحث عن عمل في مدارس خاصة أو مغادرة اليمن.