روى الناشط اليمني جمال المعمري، الذي افرجت عنه ميليشيا الحوثي الانقلابية قبل ايام، بعد اصابته بالشلل التام جراء التعذيب الوحشي، تفاصيل مرعبة عن ما تعرض له.
وكشف المعمري، الخميس، في جلسة استماع حقوقية بمدينة مأرب، التي وصل اليها بعد الافراج عنه في صفقة تبادل اسرى، عن تعذيب اشخاص حتى الموت في معتقلات الحوثي.
أكثر من ثلاث سنوات قضاها، في سجون الحوثيين بصنعاء ذاق خلالها صنوفاً من التعذيب انتهت بتحويله إلى كتلة لحم غير قادر على تدبر شؤونه، ومن خلال الاستماع إلى ما مر به، هي أكثر 1100 يوم بل أكثر من (26400) ساعة ألم وقهر وتعذيب مرت عليه كوابيس ثقيلة ومرعبة، بحسب ما حكاه في مقابلة طويلة مع “المصدر اونلاين”.
واشار الى ما تعرض له من تعذيب بعد اختطافه على مدى ثمانية ايام متتالية، دخل خلالها في حالات اغماء “نتيجة الضرب على مؤخرة الرأس وعلى العمود الفقري، وبعدها استمر الضرب بأسلاك الكهرباء «الكيبلات» وإحراق لبعض الأعضاء من جسمي”.
كما احرقوا قدمه اليسرى حتى تناثر لحمها، وثقب فخذه ثقبين بـ “دريل” (آلة كهربائية تستخدم في النجارة)، والتعذيب بـ “المدكى” والتي يوضحها المعمري، بانها “وضع المدكى في حضنك، ويشد يديك للنهاية، ويربط رجلك للخلف، ويضعك بوضعية تشبه الحلزون، وضعية تصيب العمود الفقري، وبعدها خذ نصيبك من الركل والضرب، ومعظم الضرب على مؤخرة الرأس”.
وأوضح، ان الشلل النصفي الذي اصيب به، حدث في ساعات التعذيب الثمان الأولى.
واضاف “كنت أعيش الى ما قبل 5 أشهر حالات غيبوبة بشكل يومي تستمر لـ5 أو 6 ساعات، نتيجة للتعذيب. وشاهد ذلك أطباء كثر كانوا مختطفين”.
وأكد ان هذه الوحشية في التعذيب تستخدم مع الجميع، لافتا إلى أن التهم التي وجهت إليه متخطبة ومتنوعة بينها ان له علاقة في الإبلاغ عن السفينتين الإيرانيتين «جيهان 1/ جيهان2» (ضبطتها السلطات اليمنية قبل الانقلاب وتحمل أسلحة مهربة للحوثيين).
وبحسب المعمري فان تعذيبه استمر 13 يوماً إلى أن جاءت عاصفة الحزم، حيث تركه الحوثيين مقيداً وهربوا، وهو لا يدري ما يحدث، حتى أخبره محقق حوثي اليوم التالي ان “أمريكا وإسرائيل يقصفون اليمن”، وذكر انهم بعدها “تركوني في غرفة بالبدروم، لا تصلها الشمس.. ثم جاؤوا بمضاد الطيران ليضرب من جوار النافذة”، وقال “أصواتها لا تتوقف كانت أياماً أسوأ من أيام التعذيب”.
ومن بين القصص المرعبة التي رواها، حين استخدمهم الحوثيين دروعا بشرية بنقلهم الى سجن للأمن القومي وبجواره مباني لتدريب ميليشياتهم وكتائبهم، لافتا الى ان طيران التحالف لم “يتنبه لها الا بعد شهرين الى ثلاثة أشهر، فقام بضرب المباني كلها الا السجن”.
واضاف “قام الحوثيون بتلغيم السجن وحاولوا تفجيره ليتهموا الطيران، لكن شخصاً من محافظة ذمار كان يعمل محامياً، وكان معنا بالسجن، وكان بعض السجناء قد كسروا باب المخزن فوجدوا هناك في المخزن هاتفاً أرضياً واتصلوا بأصدقاء لهم، والأخيرين اتصلوا بمنظمات من بينها الصليب الأحمر وقنوات فضائية، الأمر الذي منع الحوثيين من تفجير السجن. لكنهم استهدفونا بطريقة أخرى”.
وتابع ” قاموا بنزع الألغام وأمروا كل الناس بالخروج للصالة، وأغلقوا الأبواب، وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع في مكان لا نافذة فيه، عانينا الاختناق كثيرا، وفي ضحايا كثر سقطوا”.
وأكد سقوط حالات إغماء كثيرة وحالات وفاة، حيث أنهم بعد ذلك أمروا من لم يغمى عليه من المختطفين بنزع الملابس والجلوس في الصالة، وقام المسلحون بإطلاق النار الى داخل السجن من جميع الاتجاهات، وقتل كثير من المعتقلين.
وأفاد المعمري، انه بعد ذلك تم نقله إلى مبنى الأمن السياسي، ليتواصل مسلسل التعذيب على مدى سنة وسبعة أشهر اخرى، وتفاصيل كثيرة سردها في شهادته على بشاعة ما يجري في سجون الحوثيين.