“سبتمبر نت”
خصص المجتمع الدولي ايام محددة للاحتفاء بالمرأة وتقديرا لها وحددت مناسبات عالمية تحتفل بالمرأة وتقدسها كعيد الأم ويوم المرأة العالمي, لتشعر المرأة بقيمتها, بينما ما يحدث في زمن المليشيا العكس تكابد اقسى انواع الظلم وابشع الانتهاكات.
وتحل يوم غد ذكرى عيد الأم الذي يحتفل العالم فيه في 21 مارس من كل عام, وتتفاعل الأمهات مع أبنائهن بهذه اليوم العالمي وتعيش الأسر أجواء فرائحية تعم السعادة المكان, بينما الأم في اليمن لا تجد الا ان تنتظر بفارغ الصبر أي خبر مؤلم يكدر صفوها وينغص حياتها بخبر موت احد أقربائها او اختطافه من قبل المليشيا.
وفي الأسبوع قبل الماضي احتفلت المرأة في العالم بعيد المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس كل عام, بينما تعيش المرأة في زمن المليشيا عكس نساء العالم فهي إما أرملة أو مشردة أو محرومة من ابسط حقوقها, او انها تحملت عبئ جديد بفقدان معيلها, او تجنيدها للحرب.
فالمرأة في اليمن بعد أن كانت لها مكانتها في المجتمع واستطاعت انتزاع حقوقها في مؤتمر الحوار الوطني لتحصل على نسبة 30% من المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية في اليمن, انتزعت المليشيا الانقلابية كل ما كان لها من قبل وأهدرت ما لها من كرامة.
طوابير النساء أمام محطات الغاز
ولم تراعي المليشيا الانقلابية الحالة التي وصل المواطن إليها فعملت على منع ابسط مقومات الحياة في المدينة والريف ومنعت الغاز المنزلي لتنشئ أسواق سوداء تمول بها حربها على الشعب اليمني وتنهب ما بقى للمواطن البسيط من قوت أولاده ومصروف حياته.
ودفعت أزمة الغاز المنزلي التي تعصف بالعاصمة صنعاء للأسبوع الثاني على التوالي، مئات النساء إلى البحث عن وسيلة اخرى بدلا من الغاز وذهبت تبحث عن الحطب الذي يكاد يكون معدوما في صنعاء.
وأفادت مصادر إعلامية في العاصمة صنعاء أن المليشيا الانقلابية قطعت الغاز المنزلي عن المواطنين وتقوم بتوزيعه ليلاً على أتباعها والموالين لها, في نهب واضح لحق المواطن ومتطلباته الأساسية.
أمهات المختطفين
شكلت أمهات المختطفين رابطة أسمتها ” رابطة أمهات المختطفين” لتطالب بالإفراج المختطفين والبحث عن مصيرهم وبالرغم من ذلك المليشيا لم تستجيب لعشرات الوقفات الاحتجاجية النسائية في صنعاء، بل واعتدت عليهن في اكثر من محافظة اثناء تنفيذ انشطتهن الاحتجاجية.
وما زالت رابطة أمهات المختطفين تناضل وترابط أمام سجون المليشيا وأمام المنظمات الدولية وتقارع جبروت المليشيا وأصدرت البيانات تنديدا بجرائم المليشيا بحق المختطفين, وفضحت انتهاكات المليشيا بحق المختطفين.
إنشاء مليشيا نسائية
بعد أن استنفذت المليشيا مخزونها البشري من الرجال في العاصمة صنعاء لجأت وفي عادة غريبة ودخيلة على المجتمع اليمني إلى تجنيد النساء والاستعراض بهن وسط العاصمة صنعاء.
وأكدت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة ابتهاج الكمال أن المليشيا قامت بإنشاء مليشيا عسكرية نسائية تحت مسميات طائفية كما قامت بتجنيد أكثر من 350 امرأة واستخدامهن في العمليات العسكرية واقتحام منازل المناوئين لها.
ودعت الوزيرة, المنظمات الدولية الخاصة بالمرأة إلى إلزام المليشيا بوقف كافة أشكال العنف والاستهداف الممنهج للمرأة اليمنية وتعريض حياتها للخطر.
وكشفت مصادر محلية في العاصمة صنعاء في “يناير الماضي” أن المليشيا قامت بافتتاح معسكرات جديدة للنساء في العاصمة صنعاء ومحافظات اخرى, وبدأت بتدريبهن على السلاح لتزج بهن في جبهات القتال, حسب ما صرح به مسئولين تابعين للمليشيا.
وتقوم المليشيا بانتهاكات مروعة بحق المرأة والنساء وسط صمت المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان وحقوق المرأة, كما أن المليشيا لم تراعي الأعراف والتقاليد اليمنية الأصيلة التي تراعي حرمة المرأة وحمايتها.
صنعاء.. اكبر نسبة انتهاكات بحق المرأة
وحصلت العاصمة صنعاء على أعلى نسبة من الاعتداءات وجرائم العنف ضد المرأة التي ارتكبتها المليشيا الانقلابية خلال ثلاث سنوات من انقلاب المليشيا، وفقاً لتقارير حقوقية.
وحققت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان, في 760 حالة انتهاكات وقعت ضد النساء في اليمن تضمنت 314 حالة قتل لنساء و400 حالة إصابة، إضافة إلى 16 حالة إصابة بالألغام الأرضية من النساء، وتعذيب 11 امرأة وحالة إخفاء قسري، والتي وقعت منذ بداية الحرب مطلع 2015 وحتى نهاية 2017.
20الف حالة انتهاك بحق المرأة
قالت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة ابتهاج الكمال إن “المليشيات الانقلابية قامت بقتل أكثر من 675 امرأة منذ انقلابها على الحكومة الشرعية, كما أن العام الماضي شهد مقتل 112 امرأة وجرح 236، وتسجيل أكثر من 4500 حالة عنف ضد المرأة في عدد من المحافظات.
وتطرقت إلى أن نحو 30 امرأة تعرضن لإعاقات دائمة بسبب الألغام التي زرعتها المليشيات في عدة محافظات, مشيرة إلى أن ما يقارب من مليون ونصف امرأة حامل محرومة من الخدمات الصحية في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا.
كما رصدت منظمة “رايتس رادار” أكثر من عشرين ألف حالة انتهاك من قبل المليشيا الانقلابية خلال ثلاث سنوات من انقلابها, توزعت بين القتل والإصابة والاعتداء الجسدي والعنف والتشريد والاعتقال.
وقالت رايتس رادار في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الخميس قبل الماضي، ان “المليشيا الحوثية مارست عمليات قمع وهدر لكرامة المرأة اليمنية وحرمانها من ابسط الحقوق، بالإضافة إلى ممارسة انتهاكات جسيمة ضد المرأة تمثلت في القتل والإصابة والعنف والاعتقال والتحرش الجنسي وتشريد الآلاف من النساء”.
ورصدت المنظمة خلال العام 2015م, نحو 105 حالة قتل للنساء بقذائف المليشيا, ونحو 248 حالة إصابة، بالقصف العشوائي على الأحياء السكنية في محافظتي عدن وتعز, وأكثر من 3230 حالة إصابة بحالات نفسية للنساء، منها حالات فقدان ذاكرة، و41 امرأة فقدت جنينها جراء القذائف المدفعية على الأحياء السكنية، بالإضافة الى حرمان 44884 فتاه من التعليم وسجلت 6 حالات اعتداء على ناشطات واقتحام منازل وتعرضت أكثر من 4893 امرأة للنزوح بسبب المواجهات المسلحة خلال 2015.
ومنعت المليشيا الحوثية أي فعالية نسائية في العاصمة صنعاء وفرقت المتظاهرات وقمعت النساء واختطفت العشرات خلال الأعوام السابقة.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية” الكمال” استناداً الى تقارير حقوقية ان ” ما يقارب 1.5 مليون امرأة حامل محرومة من الخدمات الصحية في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا إضافة الى نصف مليون امرأة تعاني من الأمراض المستعصية ويصعب توفير العلاجات اللازمة لها بسبب قيام المليشيات بفرض عراقيل أمام عمل 46 منظمة دولية.
ويرى مراقبون بأن المليشيا الانقلابية أهانت المرأة اليمنية بشكل غير مسبوق في تاريخ اليمن, ولم تتعرض له المرأة اليمنية للانتهاكات كما تتعرض له في زمن المليشيا, حيث ان المليشيا لم تستثنى احد من النساء.