حصدت أزمة جفاف المياه في جنوب اليمن، مؤخراً، أرواح ستة أطفال، ما ضاعف معاناة آلاف الأسر التي اضطر بعضها إلى النزوح من مناطقها وقراها في عدد من المديريات والمحافظات في الضالع، ولحج، وأبين، ويافع، بحثاً عن الماء وظروف حياة آمنة ومستقرة، فيما بقيت بعض الأسر رهن حصار الجفاف.
وشهدت الضالع، وتحديداً مديرية الحصين التي تقطنها نحو ألف أسرة، فاجعة كبيرة بفقدان ستة أطفال في حوادث منفصلة لقوا حتفهم بعدما سقطوا وسط آبار بحثاً عن الماء لأسرهم، ويبدو أن تلك الفاجعة لم تكن كفيلة بوضع الجهات المختصة في الدولة، الحلول التي من شأنها توفير المياه للسكان، لكون معاناتهم ما زالت مستمرة.
وفي وقت سابق، أطلق سكان مديرية جحاف ذات الطبيعة التضاريسية الجبلية الريفية في الضالع، نداء استغاثة لكل الجهات الحكومية لتحمل مسؤولياتها والمنظمات الدولية العاملة في مجالات الإغاثة وحقوق الإنسان للمساهمة العاجلة من أجل إنقاذ جحاف وسكانها من كابوس جاثم عليهم «أزمة جفاف المياه».
وبات كابوس الجفاف همّاً يؤرق أولئك السكان البسطاء الذين لا حول ولا قوة لهم، وأبناءهم الطلاب الذين اضطر البعض منهم لترك تعليمهم بحثاً عن شربة ماء لهم ولذويهم، لكون تلك الأزمة أدخلتهم وسط دوامة ترتب عليها تردي الأوضاع الصحية والاقتصادية والتعليمية، وكبدتهم معاناة شاقة خلال رحلة البحث عن الماء، كما فرض ذلك الكابوس على السكان سيناريوهات مؤلمة وضبابية في آن واحد، ووضعهم أمام خيارين كل واحد منهما أشد مرارة من الآخر، فإما البقاء رهن حصار الجفاف وتحمل تبعاته، أو الرحيل إلى المجهول وترقب الأقدار.
من جانبها لجأت الحكومة اليمنية الشرعية التي يرأسها أحمد عبيد بن دغر، إلى الاستنجاد بالمنظمات الدولية العاملة في البلاد للمساهمة في حل أزمة جفاف المياه بعدد من المحافظات الجنوبية.
ودعا نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي نزار باصهيب، المنظمات الدولية إلى التدخل الإنساني العاجل للمساهمة في وضع الحلول الكفيلة بحل مشكلة جفاف المياه في عدد من المحافظات والمديريات، خصوصاً في مديريتي الحصين والأزارق بمحافظة الضالع، جاء ذلك خلال لقاء عُقد في العاصمة المؤقتة عدن، جمع باصهيب بممثلي المنظمات الدولية.
وأكد باصهيب، حاجة عدد من المحافظات والمديريات، بينها أبين ولحج ويافع للمياه، وأن مديريتي الحصين والأزارق في الضالع تعتبر أشد احتياجاً للمياه، وتعاني كثيراً نتيجة عدم توفر المياه والجفاف الحاد وعدم وجود مراكز صحية، وأن الأمر بات بحاجة ماسة لتكاتف جهود الجميع من أجل انتشال تلك المناطق من وسط المعاناة وتوفير احتياجاتها الطارئة.
وسلط اللقاء الضوء على حجم المأساة والمعاناة الكبيرة بين أوساط مختلف شرائح وفئات المجتمع، بسبب الجفاف وعدم توفر مصادر للمياه، وكذا توفر بعض مصادر المياه ولكنها في الأغلب غير صالحة للاستخدام لكونها ليست نظيفة، وتتسبب بعدد من الأمراض منها الكوليرا، كما تطرق إلى حجم الاحتياج في قطاع المياه، ونتائج المسوحات الميدانية التي تم إجراؤها وأبرز الصعوبات وكيفية معالجتها.