حرب خفية تدار،في ظل وجود المليشيات الحوثيه ولكن للإضرار بأقوات البسطاء الذين يسعون لتأمين لقمة عيشهم.في الساحل الغربي يحكي الأهالي قصصا بشعة ارتكبتها الميليشيات أثناء سيطرتهم على المناطق والمدن والقرى هناك، تهجير قسري ونهب للممتلكات واختطافات وأعمال قتل وتدمير المزارع وتفخيخ البر والبحر، وصولاً إلى استخدام الأهالي دروعاً بشرية.
في حيس، يروي المواطنون معاناتهم قبل تحريرهم من قبل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بإسناد من قوات التحالف العربي في مقدمتها القوات المسلحة الإماراتية، يقولون: «قامت الميليشيات بنشر عناصرها المسلحة أمام باب كل منزل من منازل المواطنين ووجهوا فوهات البنادق إلى نوافذ وشرفات المنازل كعلامة لإخلاء المناطق بالكامل من السكان بثيابهم فقط دون السماح لهم بأخذ أي غرض من منازلهم، ومن ثم تم تحويل بعض المنازل إلى معامل لتصنيع الألغام الفردية والآلية والعبوات الناسفة وصناعة المتفجرات، كما قامت بحفر أرضية بعض المنازل لتخزين تلك المتفجرات والألغام والعبوات التي تنتجها في المعامل التي يشرف عليها خبراء من إيران، كما استخدمت منازل أخرى في عقد الاجتماعات السرية للقيادات البارزة والميدانية خوفاً من استهدافهم من قبل مقاتلات التحالف العربي».
وأقدمت هذه العناصر الإرهابية على اعتقال العشرات من ملاك الأراضي الزراعية في الساحل الغربي وطرد العاملين فيها وضربهم بأعقاب البنادق، وتهديدهم بعدم العودة إلى العمل في هذه المزارع وإلا مصيرهم السجون المخفية، فيما توفي سبعة من ملاك هذه المزارع إثر تعذيبهم أثناء التحقيق في سجون الحوثيين بحجة التخابر مع الـ «دواعش»، وتلفيق التهم الباطلة لهم.
إحراق التربة الزراعية
ونفذت مليشيات الحوثي الانقلابية مخططاتها المرسومة بدقة في زراعة الألغام الآلية والفردية والعبوات الناسفة بعد أن أحرقت جميع المحاصيل الزراعية واقتلاع الأشجار وائتلاف كميات كبيرة جداً من الخضراوات وزراعة الألغام بدلاً عن تلك المحاصيل، ومن ثم رش مواد كيماوية حارقة فوق التربة للقضاء عليها وتفخيخ الخطوط الرئيسة الرابط بين محافظة الحديدة ومدينة المخا، وصولاً إلى مديرية الخوخة ومديرية حيس وتدعيم هذه الشبكات الخطيرة بكميات كبيرة من متفجرات «تي أن تي» لاستهداف الآليات القتالية والمدرعة.
دموع القهر
وشكا المواطن عامر حسن المنصوب من أبناء مديرية حيس غرب اليمن الخراب والدمار الكبير الذي أحدثته العناصر الانقلابية بمزارع البصل التي يملكها في الساحل الغربي، حيث قال لـ «الاتحاد»: «منذ أن تم اعتقالي قبل سنتين وطرد جميع العمال بقوة السلاح الذين يعملون في المزارع الخاصة بي، تم إحراق المحاصيل الزراعية وإتلاف كميات كبيرة جداً من محصول البصل، وبدأت عناصر الحوثي بتفخيخ وتلغيم مزرعتي وإحراق التربة بمواد سامة وكيماوية خطيرة، مما يجعلها غير صالحة للزراعة، كما قامت بردم الآبار التي كانت تغذي المزارع بالمياه، وتم كسر منابع الماء من داخل هذه الآبار ولم تكتفِ بهذا وحسب، بل قامت بسرقة (المواتير) التي نستخدمها في إطلاق الماء من الآبار إلى المزارع».
وأضاف: بعد تحرير مدينة حيس من قبل مقاومة حيس بقيادة الشيخ حسن دوبلة مسنودة بقوات التحالف العربي، دخلت أنا وخمسة من عمالي لتفقد مزارعي، ورغم حذرنا الشديد عند المشي في المزارع انفجر لغم فردي بأحد العمال أسفر هذا الانفجار عن بتر قدمه اليمنى وأصبت بحالة خوف شديدة، وتوقفت مكاني وتواصلت برجال المقاومة لإخراجنا من بين هذه الألغام المتفجرة، حيث نزلت فرق مختصة بالتعامل مع الألغام، وتم إخراجنا من المزرعة وتفكيك شبكات الألغام التي زرعتها ميليشيات الحقد والكراهية في مزارعنا.
وأشاد المواطن عامر الدور بالكبير الذي قامت به دولة الإمارات في انتزاع الألغام من بلادنا وتفكيك شبكات «ال تي أن تي»، وتطهير مزارعنا كاملة من سرطان الحوثي الذي انتشر وأصاب الكثير بشروره وأحقاده في ربوع اليمن.
وأضاف عامر: كل الشكر والامتنان لـ «أولاد الشيخ زايد».. لأننا في اليمن لم نجد منكم إلا الخير، لقد سطرتم أروع معاني الأخوة والجوار في إنقاذ بلادنا من هذه العصابات التي دمرت ديارنا وأحرقت مزارعنا.
453 لغماً وعبوه ناسفة
وتحدث المواطن سالم عبده ثابت صاحب إحدى المزارع لـ «الاتحاد» قائلاً: بعد نزول الفريق الهندسي المختص بنزع الألغام من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، تم إخراج شبكات الألغام وإعطاب العبوات الناسفة من مزرعتي والتي بلغ عددها نحو 453 بين لغم وعبوه ناسفة، ولكن المزرعة أصبحت غير صالحة لزراعة أي شي، خاصة بعد استخدام الحوثيين مواد حارقة للتربة، مما جعلها غير مؤهلة للزراعة.
وقال رئيس مقاومة حيس الشيخ حسن علي دوبلة في تصريح خاص لـ «الاتحاد»: «تم تحرير مدينة حيس التابعة لمحافظة الحديدة غربي البلاد، وتطهير المزارع الواسعة بعد معارك عنيفة وبطولات سطرتها قوات تحرير الساحل الغربي مسنودة بمقاومة حيس وبدعم من القوات المسلحة الإماراتية، وفي أثناء ذلك تم العثور على مخازن كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة والمواد المتفجرة داخل منازل المواطنين الذين نزحوا من منازلهم بقوة السلاح».
وأوضح الشيخ دوبلة أنه قبل تحرير مدينة حيس بأسابيع تم مداهمة أوكار العناصر الحوثية في منطقة النجيبة وعزله الجمعة لتطهيرها من أذناب إيران وتفاجئنا عند دخولنا المجمع الصحي للمنطقة بوجود كميات هائلة من الألغام والمتفجرات وعبوات بأشكال جديدة مصنعة من مادة الفيبر جلاس يوجد في داخلها عدسة تنفجر عند اقتراب ضوء السيارة أو المدرعة.
وأشار دوبلة إلى الخراب الذي خلفته مليشيا إيران في الساحل الغربي من تفخيخ وتفجير الجسور والعبارات المائية وتلغيم الطرقات الرئيسية لإعاقة قواتنا من التقدم والهجوم، مؤكداً أن هذه الجرائم أكبر دليل على ضعف وانهيار العدو، وثمن قائد مقاومة حيس التضحيات التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً.
وفي بيحان، لا ينسى أبناؤها يوم 27 مارس في عام 2015م، حين سقطت مدينة العليا، عاصمة مديرية بيحان، بمحافظة شبوة في قبضة المليشيات الانقلابية، وكانت السيطرة عليها مقصودة وذات أولوية لجماعات الحوثي المدعومة من إيران، لما تمثله المديرية من أهمية استراتيجية وعسكرية، كونها إحدى البوابات الحدودية بين شمال اليمن وجنوبه، إذ ينساب وادي بيحان من سلسلة جبال محافظة البيضاء، إضافة إلى البوابة الشمالية لمأرب مروراً بحريب القريبة من بيحان.
ومنذ ذاك التاريخ وحتى تحريرها نهاية شهر ديسمبر الماضي، تعرضت بيحان وأخواتها لحرب ضروس من الجوانب كافة، وكأنها تدفع ضريبة وقوعها كمنطقة حدودية رفضت الانصياع لأوامر سيد الكهف. وعانى سكان مديريات بيحان الثلاث «العليا، وعسيلان، وعين» من ظروف مأساوية أثناء سيطرة المليشيات عليها، وهي مديريات يقطنها قرابة 120 ألف نسمة، وانعكست أضرار تلك الحرب على شتى مناحي الحياة في ظل غياب وتهميش الجانب الإعلامي ونقل الصورة الحقيقية عن معاناة المواطنين، فقد تضرر الجانب التعليمي وأغلقت العديد من المدارس وشردت آلاف الأسر إلى مناطق مختلفة.
يقول اللواء علي بن راشد الحارثي، محافظ شبوة لـ «الاتحاد»، إن أبناء مديريتي بيحان وعسيلان، عاشوا وضعاً إنسانياً صعباً في ظل حرب المليشيات عليهم، مشيراً إلى أنه منذ بداية الحرب لم يزرها أي وفد أممي، وظلت محرومة من دعم المنظمات الدولية «اليونيسيف والصحة العالمية والغذاء العالمي»، وكذلك الصليب الأحمر الدولي، وغيرها من المنظمات الأخرى، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن نصف سكان مديرية عسيلان منذ مارس 2016م، بشكل كامل، وحرمان المواطنين من التيار الكهربائي، مما أدى إلى أضرار بالغة للمرضى والسكان وقطاع التجارة.
وثمّن محافظ شبوة علي بن راشد الحارثي تضحيات أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف جبهات القتال في مديريات بيحان في وجه جحافل المليشيات الانقلابية ودحرهم بلا رجعة.
وأكد عبدربه هشلة ناصر، الأمين العام للمجلس المحلي بشبوة، أن صور المعاناة الإنسانية في بيحان – غربي محافظة شبوة الجنوبية – كانت مرعبة وبشكل لا يحتمل في ظل ذلك الحصار الخانق والحرب الضروس التي شنتها مليشيات الإجرام الحوثية عليها. مشيداً ببسالة المقاتلين وإصرارهم على القضاء على تلك المليشيات الباغية وتفوقهم في ميدان القتال وانتصاراتهم المتلاحقة وتحرير ما تبقى من محافظة شبوة، وهو ما كان لهم في الـ 27 من شهر ديسمبر العام المنصرم، عندما أعلن محافظ شبوة تحرير بيحان من سيطرة المليشيات الانقلابية.
وخلال أكثر من عامين ونصف على اجتياح بيحان، قامت المليشيا الانقلابية بتهجير سكان أكثر من 25 قرية من منازلهم ودمرت عشرات المنازل والمحال وعدد من المدارس والمؤسسات، كما تضررت معظم المنازل في مدينة عسيلان ومناطق المواجهات الأخرى، وتسببت حرب الميليشيا على المديريتين في زيادة معاناة المواطنين من خلال إغلاق الطرق ومحاصرتها، ومنعت دخول المواد الغذائية والمحروقات والأدوية وغيرها إلى بيحان وعسيلان.
ودعا المحافظ دول التحالف العربي الداعمة للشرعية في اليمن، لتقديم أوجه الدعم العاجل لمختلف القطاعات الخدمية في مديريات بيحان الثلاث بعد تحريرها من سيطرة المليشيات الانقلابية وعودتها إلى حضن الشرعية الدستورية، من أجل التغلب على الصعاب الموجودة، وإعادة تطبيع الحياة لها بعد أكثر من 34 شهراً من المعاناة والحصار الذي طال البشر، ولم تسلم من شرور المليشيات حتى الحيوانات، مما اضطر المواطنين لسلوك طرق بعيده جدا ووعرة والعبور عبر محافظتين أو ثلاث كي يتمكن سكان عسيلان من الانتقال من قرية إلى أخرى.
بيحان.. جروح غائرة
ينوّه علي الحجري الحارثي، مدير عام مديرية عسيلان، بحجم الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها المديرية جراء الحرب التي قامت بها المليشيات وتسببت في تدمير البنية والمشروعات الأساسية الخدمية، وبالأخص في مجال الصحة والكهرباء والمياه وحولتها إلى أشلاء.
يوضح د. ناصر المرزقي، مدير عام مكتب الصحة بمحافظة شبوة، أن الحديث عن الوضع الإنساني في بيحان أثناء سيطرة المليشيات عليها حديثاً مليء بالأسى والحزن، لأن في دواخله معاناة وقصص إنسانية وحصار خانق أنتفت معه الإنسانية، والمح إلى تدهور الحالة الصحية هناك الفاقدة لكل المعاني والإمكانات، مستشهداً «فالمستشفى الوحيد استقبل يومياً العديد من الحالات المختلفة في ظل إمكانات معدومة، وترد في الخدمات الأساسية، وشبه انهيار للوضع الصحي وبسببه انتشرت كثير من الأمراض والأوبئة، منها: حمى الضنك التي فتكت بالمئات وقبضت على أرواح كثيرين من الأبرياء، وحدوث وفيات لعدم توفر الإسعافات الأولية أو نقل الحالات المرضية الحرجة إلى مراكز خارج المديرية في ظل عدم توفر الأدوية نتيجة الحصار الخانق عليها. وفي تصريح لمصدر طبي في مكتب الصحة والسكان بمديريات بيحان أوضح أن الوضع الصحي في المديريات كان كارثياً، بعد عودة انتشار وباء حمى الضنك، وظهور حالات كثيرة مصابة بالملاريا، وحالات كثيرة مصابة بالسرطان، وانتشار الكوليرا، ولفت إلى النقص الحاد في الأدوية بشكل كامل، ونقص في الموازنة التشغيلية، ونقص في الكادر التخصصي واهمها الولادة والعظام والانف والأذن والحنجرة والمسالك البولية، ونقص في مادة الأكسجين، وطالب عبر «الاتحاد» هيئة الهلال الأحمر الإماراتية – الذراع الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة من مد يد العون والمساعدة لمختلف القطاعات، خاصة القطاع الصحي المنهار كلياً.
اختطاف الأطفال
من جهته، قال الناشط الحقوقي ناصر سالمين، إن سكان بيحان وعسيلان عانوا من القمع والاختطاف من قبل المليشيات من دون أي تهمة والزج بهم في سجون محافظة ذمار لأشهر وربما سنوات من دون أي محاكمة وإنهاك ذويهم بالمتابعة والدفع بالمال مقابل الإفراج عنهم، مؤكداً تجاهل المنظمات الإغاثية لمعاناة أبناء عسيلان، وعدم زيارات المنظمات الدولية والحقوقية لها، والاطلاع على الوضع الإنساني المتردي ورفع معاناتهم إلى المجتمع الدولي وتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، وكشف بن سالمين أن المليشيات ذهبت في إجرامها إلى حد اختطاف الأطفال وتجنيدهم التي تمثل انتهاكاً صارخاً لطفولتهم وجرائم حرب لا غبار عليها.
وقد بلغ عدد الأطفال المختطفين في بيحان من قبل مليشيات الانقلاب عشرين طفلاً، وهي إجراءات وتصرفات خارجة على قانون الإنسانية، وتجريمها من قبل المنظمات الحقوقية الدولية.
قالت تقارير صحفية إن أهالي الأطفال في بيحان دعوا المنظمات الإنسانية والحقوقية للتدخل ومساعدتهم في إطلاق سراح أطفالهم من سجون المليشيات، منددين بجرائم اختطافهم واعتقالهم وتعريضهم لتعذيب في سجون سرية وانفرادية في محافظة ذمار، مشيرين إلى الانعكاسات السلبية لهذا النوع من المعاملات السيئة على نفسيات الأطفال.
ويلخّص أحد الناشطين معاناة المواطن في بيحان، إذ يقول: «المواطن البيحاني في الجحيم الحوثي، صار مثل عمود (الشاورما)، وجهه للنار وظهره للسكين!! فالمعاناة شريك أساسي في حياته اليومية طوال فترة السيطرة الحوثية»!.
ويؤكد طالب باصليب، على تلك المعاناة جراﺀ صمود بيحان في وجه الطغاة الذين قاموا بمحاصرتها وإيقاف الجميع عن أعمالهم، لأنهم يرفضون احتلال أرضهم من قبل هذه المليشيات القادمة من كهوف مران، منبهاً: «إن معاناة سكان بيحان لا يوصفها حبر القلم ولا تستطيع الدفاتر شرح الأوضاع المأساوية التي عاشها سكانها».
في مديرية عسيلان أنموذجاً، حيث يوجد مئات من الأسر النازحة والمتضررة بسبب الحرب، إضافة لعشرات الأسر المستضيفة لنازحين من أقاربهم مما يزيد من معاناة تلك الأسر بحكم تفاقم وتردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية أصلاً، يضاف إلى ذلك حدوث موجات نزوح جماعي لسكان القرى الواقعة تحت خط النار وضمن خطوط التماس.
من صور المعاناة
يبيّن الإعلامي صالح البيحاني، عدد من صنوف المعاناة التي عاشتها بيحان، ويبدأ من ارتفاع الأسعار التي زادت بمتوسط نسبته 40% عن المناطق القريبة الأخرى خاصة في المواد الغذائية والأدوية، أما المحروقات، فيؤكد البيحاني أن الفارق وصل إلى أكثر من 50% تقريباً، وعن أجور النقل والمواصلات، فيشير إلى أنها بلغت أرقام تفوق الخيال، ويفترض تدوينها بموسوعة جينس للأرقام القياسية – حد قوله – حيث بلغت أجرة الانتقال لمسافة 5 كيلو متر 10000 ريال على الراكب الواحد، وأجرة انتقال الطالب من بيحان إلى عاصمة المحافظة «عتق» بلغت 15000 ريال، وتستمر الرحلة لمدة 8 ساعات على الأقل، بينما المسافة الطبيعية 160 كيلومتر وإيجار الراكب 3000 ريال سابقاً، وليست هذه المعاناة وحدها، بل يضيف البيحاني إليها لما عاناه أبناء بيحان وعسيلان الذين كانوا يسلكون الطريق المتجه صوب محافظة البيضاء ودفعهم للميليشيات مبالغ باهظة كضريبة تصل إلى الملايين أحياناً.
بعد إغلاق كافة الطرقات الرئيسة التي تربط بيحان بعاصمة المحافظة «عتق»، وبقية المحافظات الشمالية المجاورة لجاء أبناء بيحان للطريق الصحراوي من على أطراف الربع الخالي ومعه ازدادت المعاناة كثيراً، لوعورتها.
تدمير وتشريد وانهيار
يحكي المواطن محمد عبدالله، معاناته جراء حرب الميليشيات على بيحان، فقد تعرض منزله للتدمير، وحتى «الأغنام» طالها القصف، في صورة تجسد مدى الإجرام، والحقد، لرفضهم تواجد الانقلابيين في مديريتهم. كثيرة هي صور المعاناة التي عاشها المواطن في مديريات بيحان الثلاث «بيحان، وعسيلان، والعليا» – بمحافظة شبوة، جنوبي اليمن، طوال سيطرة ميليشيات الإجرام عليها لأكثر من 34 شهراً، وتعددت تلك الصور من الحصار الخانق عليها، وإغلاق الطرق، وإجبار المواطنين على السفر عبر طرق وعرة، إضافة إلى التدهور المريع في المرافق الخدمية للمواطنين، كالذي حصل للقطاع الصحي الذي شهد تدهوراً كبيراً في خدماته، وعجزه عن تقديم أقل الخدمات للمواطنين، إلى جانب تعرض التيار الكهربائي للانقطاع، وحرمان الأطفال من مدارسهم، وخطف الكثير منهم.
نقلا عن جريدة الاتحاد الاماراتيه