رغم استمرار المواجهات مع المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق في شمال وغرب اليمن، اتجهت قوات التحالف المرابط في شرق وجنوب البلاد لمواجهة “القاعدة”.
بعد أيام من تصريح المبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بأن عناصر تنظيمي “داعش” و”القاعدة” يتوحدان بقوة في محافظات جنوب وشرق اليمن، الخاضعة لسيطرة القوات الحكومة المعترف بها دوليا، هاجمت وحدات من القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي تدعمها قوات إماراتية مواقع لتنظيم “القاعدة” في محافظتي حضرموت وأبين.
ووفقا لما ذكرته الرواية التي أوردتها السلطات المحلية، قتل ستة من أعضاء تنظيم “القاعدة” واعتقل أربعة آخرون في عملية دهم قرية تقع غربَ مدينة المكلا المطلة على بحر العرب. فيما قامت وحدات أخرى بمهاجمة مواقع للتنظيم في مديرية زنجبار، عاصمة محافظة أبين مسقط رأس الرئيس هادي، وقتلت اثنين من أفراد التنظيم، وذلك بعد أسابيع من عمليات مماثلة نفذت في مدن ساحل حضرموت استهدفت منازل ومخابئ لعناصر في “القاعدة”.
هذه العمليات أتت أيضا بعد حملة اعتقالات شنتها قوات النخبة الحضرمية التي تساندها وحدات من القوات الاماراتية، واستهدفت مشتبها بانتمائهم إلى التنظيم الإرهابي أو التواطؤ معه أثناء سيطرته على تلك المدن عند بداية العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي ضد المسلحين الحوثيين في اليمن، وهي السيطرة التي استمرت أكثر من عام.
وكانت قوات التحالف، بمشاركة من وحدات عسكرية تدين بالولاء للحكومة اليمنية، قد تمكنت أيضا من طرد عناصر “القاعدة” من محافظة أبين التي كانت خاضعة لسيطرة هذه العناصر، لكن هذه العناصر لجأت الى محافظتي شبوة والبيضاء خصوصا، ولا سيما أن الأخيرة أصبحت مسرحا لمواجهات عنيفة ومتواصلة بين المسلحين الحوثيين وما يعرف باسم المقاومة المؤيدة للحكومة من جهة اخرى منذ بداية الحرب قبل نحو عامين.
ويواجه التحالف الذي تقوده السعودية نقدا داخليا وخارجيا بسبب وجود عناصر من “القاعدة” و”داعش” في المحافظات التي تم استعادتها من سيطرة الحوثيين وقوات الرئيس السابق. كما يُنتقد بسبب قبوله بمشاركة عناصر من هذين التنظيمين في القتال ضد الحوثيين بدوافع مذهبية، خصوصا في عدن والبيضاء وتعز، وهو امر جعل التحالف يجبر الحكومة على تشكيل وحدات نظامية تقاتل الحوثيين وتكون تحت إمرة رئاسة هيئة أركان الجيش.
ومنذ أن أجبر المسلحون الحوثيون وقوات الرئيس السابق على الخروج من محافظات عدن ولحج، نفذت “القاعدة” و”داعش” هجمات متعددة، ونفذت عمليات اغتيال طالت مسؤولين مدنيين وعسكريين في المحافظتين، وتم استهداف مقر إقامة الحكومة والرئيس هادي.كما تمكنت هذه العناصر من اغتيال محافظ عدن جعفر محمد سعيد، وحاولت اغتيال محافظ عدن الحالي عيدروس النقيب ومعه محافظ محافظة لحج ناصر الخبجي.
وتقول السلطات إن قوات التحالف والقوات الموالية الحكومة في عدن ولحج وأبين وحضرموت دخلت في مواجهة متواصلة مع هذه العناصر، تمكنت خلالها من الحد من قدرتها على تنفيذ هجمات مشابهة لكنْ ما زال هناك وجود لهذه العناصر، وهي مستمرة في ملاحقة هذه العناصر إلى حين القضاء على وجود التنظيم بشكل كامل.
ووفق مراقبين، فإن استمرار الحرب في اليمن واتخاذها منحى طائفيا، يغذي انتشار التطرف والجماعات الإرهابية ويوغر البيئة والمناخ الملائم للتوسع والحاضنة الاجتماعية، وإن وقف الحرب وإقامة حكومة قوية هما المدخل الصحيح لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية التي تتغذى على الصراعات المذهبية والطائفية في مختلف دول المنطقة.
ويراهن هؤلاء على إدراك العالم والإقليم خطورة هذه التنظيمات على الأمن والاستقرار في أهم منطقة لإنتاج النفط في العالم، والواقعة على أهم ممر بحري دولي في الضغط على أطراف الصراع في اليمن من أجل القبول بخطة السلام المقترحة من الأمم المتحدة لمنع الانهيار الشامل للدولة اليمنية واستنساخ التجربة الصومالية بتداعياتها الأمنية والإنسانية الكارثية.
المصدر روسيا اليوم