تواصل المعارك الضارية التي يخوضها الجيش الوطني ضد مليشيا الحوثي الانقلابية في جبهة نهم منذ مطلع الأسبوع الماضي،
أقدمت مليشيا الحوثي على خطوات انتحارية أملا في استرداد بعض المواقع العسكرية في ميسرة وممينة الجبهة، ولكن أبطال الجيش الوطني كانوا لها بالمرصاد، وتمكنوا من استعادة السيطرة على جميع المواقع التي تمركزت فيها المليشيا.
وفي استطلاع لموقع الجيش الوطني “ستمبر نت” رصد حشدت المليشيا كل قواتها المتواجدة في صنعاء، والعديد من الأطفال، لإحراز نصر يعطي شيئا من المعنويات لأنصارها اليائسين بعد الهزائم المتلاحقة التي تلقتها في الفترة الأخيرة في مختلف جبهات القتال.
كتائب الموت تنتحر
وفي سبيل الانتحار الذي قد يكون الأخير أرسلت المليشيا آخر ما تبقى لديها من كتائب مدربة، والتي تسميها ب”كتائب الموت” التي خاضت معارك انتحارية في شارع صقر ضد حليفها السابق صالح، والتي انتهت بمقتله بعد مقتل المئات منها، وما تبقى منها بعد نشوة النصر على حلفائها في صنعاء، سعت إلى إبراز عضلاتها في شن الهجمات الفاشلة على مواقع الجيش الوطني في جبهة نهم التي خسرت فيها المليشيا آلاف الجنود منذ بداية الحرب، مما استدعى قيادة الجيش الوطني إلى استخدام تكتيكات عسكرية مناسبة أوقعت كتائب الموت في أفخاخ محكمة تكبدت فيها خسائر فادحة، وأضحت جثث أفرادها وقادتها ممزقة على ضواحي الجبال والمواقع ومرمية في المواقع التي جرت إليها.
تكتيك أوقع المليشيا في الفخ
وبعد أن كانت معركة الأرض المفتوحة قد بدأت استراتيجيتها وتأهبت للتكتيك، تداركت القيادة العسكرية ذلك بإنسحاب تكتيكي من موقعين جرت إليهما المليشيا، عندما قدمت جموعها للانتحار لعرقلة الجيش الوطني من التقدم المرتقب نحو العاصمة صنعاء، وهنا كان الحتف المحتوم للمليشيا، فلم تقتل كتائب الموت وحدها بل قتل العديد من المخدوعين بها من الأطفال والمغرر بهم، وبعد استعادة الجيش الوطني لكل المواقع التي تمركزت فيها المليشيا ومواصلة التقدم إلى ما بعدها، فضلا عن موت المعنويات لدى المليشيا وقيادتها بعد فقدانها لآخر ما تبقى لديها من قوة فعلية كانت قد أعدتها لخوض المعارك المستعصية والمهام الصعبة.
الجيش يتقدم والمليشيا تفر
ويواصل الجيش التقدم ويحرز السيطرة على مواقع جديدة من جميع الاتجاهات في جبهة نهم منذ مطلع الأسبوع الماضي وحتى كتابة التقرير، حيث يتقدم نحو منطقة مسورة شمال نهم، وصد هجمات للمليشيا في جبهة حريب نهم جنوب المديرية أجبرها على الفرار مخلفة ورائها العديد من القتلى والجرحى والأسرى والعتاد.
قادة الصفوف الأولى
وفي ميمنة جبهة نهم يخوض الجيش الوطني أشرس المعارك البطولية، وخصوصا بعد استعادته جبل النخش ومواصلة المعارك الضارية في جبل زلزال الذي تتمركز فيه قناصة ومدفعية المليشيا.
وفي تلك الجبهة استشهد قائد لواء حفظ السلام العميد الركن/ بكيل ظفر وعدد من أبطال اللواء، حيث يرابط أبطال اللواء في هذه الجبهة مع عدد من الألوية العسكرية التي تواصل تقدمها باتجاهين، الأول باتجاه مسورة وأرحب، والثاني باتجاه الجوف للالتقاء مع جبهة الجوف، وقد سيطر أبطال الجيش الوطني في ميمنة نهم على عدد من المواقع والتباب المهمة في معاركهم الأخيرة.
المليشيا لا تواجه
ويشارك في العمليات العسكرية عدد من القادة العسكريين الذين يتقدمون الصفوف في ميمنة الجبهة، ومن بينهم العقيد/محمد العشملي رئيس عمليات لواء حفظ السلام الذي تحدث لـ “26سبتمبر” عن سير المعارك، وقال :”المعارك تسير بعزيمة قتالية عالية من أبطالنا الذين يلقنون المليشيا دروسا قاسية، وجثثها شاهدة على هزائمها، حيث تركتها وفرت هاربة أمام ضربات الابطال، ولا تتمركز إلا في قمم الجبال معتمدة على القناصة والمدفعية ولا تستطيع المواجهة”.
هدفين متلازمين
وأضاف العشملي :”نحن لنا هدف وطني وشرعي، وسنلاحق المليشيا في كل ربوع الوطن، ولن نتركها تعبث بشعبنا ووطننا، ولن تتوقف معاركنا إلا بعد تحرير كل مناطق الوطن”.
وأكد العقيد العشملي على أن الجيش الوطني -أفراداً وقادة- يحمل هدفاً واحداً وهو تحرير الوطن واستعادة الشرعية، قائلا :”لو لم يكن هدفنا كبير لما كنا هنا، وأكبر دليل على ذلك هو استشهاد قائدنا العميد الركن/ بكيل ظفر، وعدد من القادة والضباط، أما الأفراد فلا نستطيع وصف تضحياتهم وبطولاتهم، فهم من يرفعون معنوياتنا، ونتشارك معهم التقدم والانتصار”.
جهود القيادة والأشقاء
وعبر العشملي عن شكره للقيادة السياسية والعسكرية والتحالف العربي، قائلا :”نشكر قيادتنا السياسية والعسكرية ممثلة برئيس الجمهورية المشير الركن/ عبدربه منصور هادي، وكل القيادة العسكرية على الجهود المبذولة في سبيل الانتصار للوطن والشعب في مواجهة المليشيا الانقلابية، وكذلك نشكر اخواننا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على دعمهم لنا من خلال مساندتنا جويا بالطيران، ودعمنا في كافة الجوانب، فمعركتنا واحدة وعدونا واحد، ومصيرنا مشترك”.
التوجيه في خط النار
وفي الصفوف الأولى من الجبهة وفي خط النار يتواجد العديد من الأفراد والضباط من عدد من الألوية العسكرية وإلى جانبهم التوجيه المعنوي والإعلام الحربي، حيث التقت “26سبتمبر” بالرائد الدكتور/ ياسين الشرجبي رئيس شعبة الدراسات والبحوث في دائرة التوجيه المعنوي، والذي تحدث عن المعارك الأخيرة في جبهة نهم، قائلا :”بفضل الله وبفضل أبطال الجيش الوطني تتلاحق الانتصارات على مليشيا الحوثي الانقلابية، حيث تمكنوا من صد هجمات المليشيا على بعض مواقع الجيش الوطني التي باءت بالفشل والانكسار”.
استجداء المعنويات
وعن هدف المليشيا ودوافعها من الانتحار في المعارك الأخيرة، قال الدكتور الشرجبي: “الحوثيون يظنون أنهم أصحاب الأرض وأن الوطن خاص بهم والناس مجرد عبيد لهم، فعندما توالت عليهم الهزائم شعروا بالإنهيار وطالبوا بالتسويات ولم يستجب لهم أحد دوليا ومحليا، فحاولوا إحراز نصر على الأرض من أجل تقوية مواقفهم في مجال التفاوض، وكذلك هم بحاجة إلى رفع معنويات أفرادهم بعد الهزائم التي تلقوها في تعز والحديدة والبيضاء وصعدة والجوف، ولذا يحاولون بكل الوسائل أن يحققوا نصرا كي يعززوا معنويات جنودهم مجددا، ولكنهم فشلوا وخابت ظنونهم”.
الجيش حامل القضية
وأضاف الشرجبي :”الجيش الوطني هو صاحب الحق الشرعي والوطني، وهو من يدافع عن الدين والوطن، ويواجه المليشيا الباغية المعتدية، وخير دليل على ذلك ما ترونه وتسمعوه من تضحيات القادة ووجودهم في الصفوف الأولى، خلافا للمليشيا الانقلابية التي تقاتل بالأطفال”.
معركة متكاملة
وكما أن المعارك والانتصارات لا تنجح إلا بتكامل الجوانب العسكرية واللوجستية والاعلامية وغيرها، حيث ان كل جانب من تلك الجوانب يكمل الآخر، وفي هذا الشأن واصل الدكتور الشرجبي حديثه، قائلا :”نشكر كل المساهمين في إحراز الانتصارات على المليشيا، وفي مقدمتهم رجال جيشنا الوطني أفرادا وضباطا، والشكر أيضا للجنود المجهولين من ناشطين وإعلاميين يعملون إلى جانب الأبطال ليل نهار”.
روح الأخوة ووحدة المصير
وعبر الدكتور الشرجبي عن شكره للتحالف العربي، قائلا :”نشكر أشقاءنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودي، التي تساند بمقاتلاتها رجال الجيش الوطني في مختلف الجبهات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على روح الأخوة ووحدة المصير، فالمليشيا لم تقاتل الشعب اليمني فقط، بل هددت وتهدد جيراننا في المملكة بالقصف الصاروخي على أراضيها، وتهديد الأخوة بيننا وبين المملكة، حيث أقامت المناورات في حدودهها بداية سيطرتها على صنعاء، ةالهدف من ذلك هو تنفيذ المشروع الايراني في المنطقة، وهذا ما جعل أشقاؤنا في المملكة ودول التحالف يقفون معنا جنبا إلى جنب منذ ذلك الحين وإلى اليوم”.
ماء الوجه لن يعود
من جانبه المقدم/ محمد مبخوت العرشاني رئيس شعبة الإعداد المعنوي في دائرة التوجيه المعنوي، الذي كان بجانب مقاتلي الصف الأول في ميمنة نهم، قال :”لقد لقن أبطال الجيش الوطني المليشيا الانقلابية دروسا لن تنسى في معاركهم معها، ومعنوياتهم عالية فهم جبال فوق الجبال، فقد شاهدنا جثث عناصر المليشيا منتشرة على قمم جبال نهم بعد محاولتهم إعادة شيئا من ماء الوجه الذي أذهبه الابطال في الجبال، فالمعركة عظيمة ومقدسة، ويتوجب علينا جميعا المشاركة فيها حتى نعيد لوطننا الحبيب عزته وكرامته”.