اضحت صعدة محافظة السلام مكلومة، وبات الحديث عنها اليوم مليئاً بالمآسي والأحزان؛ وتحولت المحافظة منذ نهاية الحرب الرابعة 2007 إلى نطاق خاص بالمليشيا الحوثية وتحت وطأة جرائمها.
تبحث عن السلام والأمان منذ 13 عاماً. منذ يونيو 2004م والمحافظة تنزف دماً بعيدةً عن عدسات الاعلام، ومتابعة ورصد الناشطين وغياب تام للمنظمات المعنية بحقوق الانسان.. لا شيء فيها إلا وطاله دمار المليشيا الانقلابية التي أجهدت نفسها في استباحة كل ما حرمه الله من سفك دماء الأبرياء، واختطاف وتهجير للسكان، وتفجير المنازل على رؤوس ساكنيها، وانتهاك حقوق الطفولة وغيرها من الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية.
مليشيا الموت والدمار الحوثية فرضت بانتهاكاتها وجرائمها المتكررة على أبناء صعدة النزوح منها، وإحلال الأفارقة والمهمشين مكانهم لاستخدامهم في عمليات التهريب وتجارة السلاح والمخدرات، مستغلين أوضاعهم المادية السيئة، وسط تصاعد تجارة الحشيش والمخدرات وبيع السلاح، وانتشرت أسواق الحشيش والمخدرات والسلاح في عدد من المديريات مثل الطلح ورازح وباقم وكتاف ومدينة صعدة، وغيرها من المناطق.
في هذا التقرير حاولت صحيفة «26 سبتمبر» تسليط الأضواء على ما يجري في محافظة صعدة من جرائم وانتهاكات ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق أبناءها طيلة 13 عاماً.. مطالبة في الوقت نفسه من المنظمات الحقوقية المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان القيام بمهامها تجاه ما يتعرض له أبناء صعدة من تنكيل وقتل ودمار، والضغط لإنقاذ ما يمكن انقاذه.
في احصائية اعدتها صحيفة «26 سبتمبر» مستعينة بأشخاص ثقات ومصادر خاصة موثوقة داخل المحافظة وخارجها، اضافة الى معلومات سابقة مؤكدة لدى بعض الجهات الرسمية، ورصدت من خلالها الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية بحق المدنيين في محافظة صعدة، خلال 13 عاماً، أي منذ يونيو 2004 وحتى 31 ديسمبر 2017م، حيث أرتكبت المليشيا 462089 جريمة وانتهاكاً، توزعت بين القتل والإصابة والاختطاف والاخفاء القسري والتعذيب، وتجنيد الأطفال، واستحداث السجون والمعتقلات ونقاط التفتيش ومعسكرات التدريب، فضلاً عن تفجير، وتدمير، واقتحام ونهب الممتلكات العامة والخاصة، إضافة الى التهجير القسري والنزوح، والاعتداءات والسطو المسلح والتهديد، وغيرها من الجرائم الأخرى التي تتقنها عصابة الحوثي الارهابية.
ارقام قياسية وجرائم حرب:
القتل والاصابة والاعتداءات يحق للمليشيا الانقلابية أن تتفاخر في دخولها موسوعة «غينيس» العالمية، لكن من أسوأ أبوابها في تجاوزها للرقم القياسي في جرائم انتهاك حقوق الإنسان وابتكار أفضع أساليب القمع والإرهاب، والتفنن في إذلال وتعذيب سكان صعدة «مدينة السلام».
ورصدت «26 سبتمبر» عبر مصادر موثوقة من داخل محافظة صعدة 8552 جريمة وانتهاكاً، تعد من جرائم الحرب، ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق الانسانية في صعدة، خلال 13 عاماً من مسيرتها الشيطانية حيث قتل بسلاح المليشيا 2619 مدنياً، بينهم 171 امرأة، و204 طفلا، إضافة الى 89 حالة وفاة جراء التعذيب، و265 حالة اعدام ميداني وتصفية جسدية.
كما رصدت الصحيفة عبر مصادرها داخل المحافظة وشهادة بعض أبناء صعدة المتواجدين في مناطق الشرعية ارتكاب المليشيا 358 حالة إعدام لأسرى واجهاز على جرحى أثناء الحروب الستة التي جرت في المحافظة، كما قتلت المليشيا 25 معتقلاً إثر قيامها بتفجير أحد السجون الذين كانوا معتقلين بداخله في 19 مارس 2016 في منطقة الطلح. فضلاً عن 169 قتيلاً، و85 مصاباً، بينهم 37 شخصاً اصيبوا بعاهات وتشوهات دائمة جراء انفجار ألغام أرضية وقذائف وعبوات ناسفة، زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية.
وفيما يخص الجرحى، فقد سجلت الاحصائية 3496 جريحاً، بينهم 204 طفلا، و117 امرأة. إضافة الى 136 حالة شروع في القتل، و245 حالة تهديد بالتصفية، و473 حالة تعذيب، و271 حالة اعتداء جسدي.
اختطافات وتهجير
وفيما يخص الاحتجاز التعسفي، والاختطافات والاخفاء القسري، والاعتداءات وابتزاز أهالي السجناء والمعتقلين، والاغتصاب والتحرش الجنسي، إضافة الى التهجير القسري والنزوح، رصدت صحيفة «26 سبتمبر» 251581 جريمة وانتهاكاً بحق المدنيين، تمثلت في 906 حالات اختطاف، و1348 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، اضافة الى 395 حالة اخفاء قسري، بينهم 42 طفلاً، و216 حالة ملاحقة، و157 حالة اعتداء وسلب أموال ومقتنيات شخصية.
كما رصدت 362 حالة ابتزاز مالي تعرض لها أهالي سجناء ومعتقلين، و307 حالات اطلاق معتقلين مقابل مبالغ مالية.
ومن بين الانتهاكات التي رصدت 19 حالة اغتصاب واعتداء جنسي، و35 حالة تحرش جنسي تعرضن لها النساء في صعدة.
وهجرت وشردت المليشيا الانقلابية 190154 شخصاً، ونزح 57640 اخرين خلال الـ13 الماضية.
تجنيد اطفال واستحداثات عسكرية
خلال 13 عاماً مارست مليشيا الحوثي شتى صنوف الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق الطفولة، إضافة الى الاستحداثات العسكرية كاستحداث معسكرات تدريب ونقاط تفتيش، ومحاكم وسجون ومعتقلات خاصة.
وفي هذا الجانب رصدت الصحيفة 13262 جريمة وانتهاكاً، منها 7439 حالة تجنيد أطفال، قتل منهم في معارك وحروب المليشيا 1782 طفلاً، وأصيب 2876 آخرين معظمهم اعاقات وتشوهات دائمة، إضافة الى رصد 210 حالات استغلال جنسي تعرض لها أطفال، واختطاف 314 طفلاً كرهائن لمقايضتهم بمطلوبين لها.
وفي ما يخص الاستحداثات العسكرية أنشأت المليشيا الانقلابية 21 معسكراً للتدريب، و513 نقطة تفتيش، و57 سجنا ومعتقلاً، و8 محاكم خاصة.
جرائم ضد الانسانية
في 19 مارس 2011 فجرت المليشيا منزل «محمد علي الحبيشي» في حارة درب المام بمدينة صعدة القديمة وبداخله 16 شخصاً من النساء والاطفال مات منهم 14 شخصاً، ولم ينج سوى زوجة الحبيشي السيدة «هندية» وحفيدتها الطفلة «أبرار» ذات العامين حينها، والتي تعاني من إعاقة دائمة بسبب الحادث.
ويقول شاهد عيان للصحيفة: بعد تفجير عناصر المليشيا منزل الحبيشي، منعوا المواطنين من انتشال الضحايا من تحت الانقاض إلا بعد مرور 6 ساعات وبعد اخراج الجثث من تحت الانقاض قام الحوثيون بأخذ الجثث من المستشفى ودفنهم في جهة مجهولة.
وفي اليوم نفسه والذي دخلت فيه مليشيا الحوثي مدينة صعدة، قتلت 43 مدنياً، منهم أسرة الحبيشي، وفجروا 17 منزلاً واحتلوا 76 منزلاً وهجروا قسراً 121 أسرة.
الاعتداء على المدارس
الصحيفة رصدت أيضاً الاعتداءات التي طالت المدارس والمرافق التعليمية من قبل المليشيا، حيث تعرضت 827 منشأة ومرفق تعليمي للاعتداء.
ووفق الاحصائيات التي رصدت تعرضت 21 مدرسة للتفجير بالديناميت والألغام الموجهة، و93 مدرسة للتدمير الكلي عن طريق القصف بالاسلحة الثقيلة، و78 مدرسة للتدمير الجزئي، فيما تعرضت 574 مدرسة للاقتحام والمداهمة، والسيطرة والاحتلال لـ31 مرفقاً تعليمياً (مراكز تعليمية في المحافظة والمديريات، ومدارس ومعاهد وكلية التربية بصعدة وغيرها) تم تحويلها الى مقار لعناصر المليشيا وبعضها مخازن أسلحة، إضافة الى 18 مدرسة حولتها الى ثكنات عسكرية، كما تم نهب 12 مدرسة.
انتهاك حرمة المساجد
وبالنسبة للمساجد ودور العبادة وحسب المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة تعرضت كل مساجد المحافظة دون استثناء للانتهاكات من قبل المليشيا، فمعظمها تعرض للاقتحام والمداهمة، حيث رصدت الصحيفة 601 مسجد ومركز ديني طالته اعتداءات المليشيا الحوثية، حيث تعرض للتفجير 27 مسجداً و11 مركزاً دينياً نسفت بالمتفجرات (الديناميت)، كما تعرض 18 مسجداً للتدمير الكلي نتيجة القصف بالاسلحة الثقيلة والمتوسطة، و37 مسجداً تعرض للتدمير الجزئي، وتحويل 64 مسجداً الى مقار وثكنات عسكرية، واقتحام 285 مسجداً، ونهب 21 مسجداً، وتعرض 53 مسجداً للعبث، واغلاق 13 مسجداً علاوة على ذلك اختطفت المليشيا 72 خطيباً وامام مسجد.
المنشآت الخدمية والأهلية
وفي الجانب الصحي والخدمي وخلال 13 عاماً ارتكبت المليشيا 152 جريمة وانتهاكاً، منها اقتحام ونهب 26 مركزاً خدمياً حكومياً و17 منشأة حيوية حكومية، إضافة الى تعرض 3 مراكز صحية للتدمير الكلي نتيجة القصف بالاسلحة الثقيلة، وتفجير مركزين بواسطة المتفجرات (الديناميت)، كما تعرض 5 مراكز للتدمير الجزئي، وتعرض 8 مراكز و3 مستشفيات للاقتحام والنهب.
وحولت المليشيا 9 مرافق صحية أخرى الى مخازن أسلحة ومقار، وثكنات عسكرية لعناصرها. كما دمرت المليشيا 11 مقراً حزبياً، واقتحمت ونهبت 29 اخرين، فيما تعرض 13 مقراً للسيطرة والاحتلال.
وعلاوة على اقتحام ونهب 8 مؤسسات وجمعيات خيرية أخرى، فجرت المليشيا فندقاً سياحياً، واحتلت فندق آخر وحولته الى مقراً لانشطتها الطائفية. كما طال الاعتداء والنهب والتدمير 16 معلماً أثرياً في صعدة.
الاعتداء على المنازل
أتقنت مليشيا الحوثي الانقلابية وبجدارة طرق وأساليب مبتكرة في تفجير ونهب وتدمير وحصار واحتلال منازل وممتلكات المواطنين، فلا توجد في محافظة صعدة قرية أو حي أو مدينة إلا وطالها خراب ودمار المليشيا.
«26 سبتمبر» وبناءً على معلومات مؤكدة، رصدت 1763 منزلاً ، حيث دمرت 9 مجمعات سكنية، وفجرت 468 منزلاً، ودمر بالقصف المتعمد 54 منزلاً تدميرا كلياً، فيما تعرض 175 منزلاً الى دمار جزئي، إضافة الى نهب 292 منزلاً، واقتحام ومداهمة 426 اخرين، وحصار 63 منزلاً، كما تعرض 89 منزلاً للعبث، و187 منزلاً، للاحتلال وتحويل بعضها الى سكن لعناصر المليشيا وبعضها مراكز ثقافية طائفية، ومخازن أسلحة.
تطهير طائفي ديني
إن فكر المليشيا الحوثية المتطرف والذي شعاره الموت وثقافته السلاح والقتل والدمار والتهجير العرقي، والذي سعت المليشيا من خلاله الى تهجير قسري وتطهير عرقي ليمنيين على أسس دينية ومذهبية وطائفية.
وفي هذا الجانب رصدت صحيفة «26 سبتمبر» 15610 حالة تهجير بحق مواطنين يمنيين شملت معلمين من خارج المحافظة مع أسرهم، ومواطنين ينتمون الى الطائفة اليهودية والمعروفين بيهود آل سالم، إضافة الى سلفيي دماج.
ففي 10 أبريل 2007 وجه قائد الحوثيين المدعو يحيى سعد الخضير خطاباً إلى أبناء الطائفة اليهودية يطالبهم بالرحيل ومغادرة المنطقة، مهدداً إياهم بالندم إن لم يفعلوا، وعلى إثر ذلك غادرت 9 أسر يمنية يهودية منطقتها في حيد آل سالم وعددهم 59 شخصاً، واستقر بهم المقام في المدينة السياحية بالعاصمة صنعاء، واستولى الحوثيون على كل ممتلكاتهم، وفجروا منازلهم وعددها 7 منازل، واستولوا على منزلين، كما أجبرت جماعة الحوثي اليهود الذين هجرتهم سابقاً على القتال في صفوفها، وقد قتل منهم اثنان، فضلاً عن ترحيل 524 معلماً من المعلمين القادمين من خارج المحافظة مع أسرهم.
وفي يناير 2014 بدأت أكبر عملية تهجير مذهبية تشهدها اليمن منذ عقود، فقد قامت المليشيا بتهجير ما يقارب 15 ألف نسمة من منطقة دماج، بعد محاصرتهم ومنع الغذاء والدواء عنهم، وقتالهم بمختلف أنواع الأسلحة.
عقاب جماعي
عصابة الحوثي الاجرامية اعتبرت نفسها «جند الله»، واوغلت في تعذيب عباده، وأن كل ما يفعلونه ويعتقدونه علواً كبيراً، فالقتل والإغتيال والحصار المسلح وتفجير المنازل ونهب الممتلكات وإذلال الناس واهانتهم وتجويعهم وتركيعهم هدفه تحيل الناس عبيداً لسيد الكهف.
ومارست في سبيل ذلك أبشع صور التنكيل والتعذيب بحقهم في صور لا يمكن أن يتخيلها عقل، فخلال 13 عاماً من الحرب العبثية التي شنتها مليشيا الحوثي على أبناء المحافظة، في محاولة منها للسيطرة والهيمنة عليهم بقوة السلاح، ارتكبت أبشع صور الجرائم والانتهاكات بحق أبناء صعدة، حيث رصدت الصحيفة 177749 جريمة وانتهاكاً، حيث قصفت المليشيا 23 حياً سكنياً، و11 قرية و9 مدن فرعية، كما فرضت حصاراً على 8 قرى أخرى و5 مدن فرعية و13 حياً سكنياً.
حرمان من التعليم
تسببت حرب المليشيا في حرمان 55 ألف طفل من التعليم بشكل نهائي بسبب التهجير القسري والنزوح، وتردي الاوضاع الاقتصادية الصعبة، فضلاً عن حرمان 120 ألف طالبا في عموم المحافظة من التعليم الوطني.
المنع قانون المليشيا
ورصدت الصحيفة عبر مصادرها في المحافظة قيام المليشيا بـ221 حالة تمثلت في منع طقوس دينية، و16 حالة منع جهات من تقديم خدمات صحية للمواطنين.
كما قامت مليشيا الحوثي باحتجاز ومنع دخول جميع اللقاحات الخاصة بأمراض الطفولة الستة القاتلة، ما تسبب في حرمان اطفال المحافظة من اللقاحات الطبية.
ومنعت المليشيا الفرق الطبية الأجنبية منها أو المحلية من دخول مناطق صعدة ما عدا دخول محدود لمنظمة أطباء بلا حدود، وتسخير كل امكانات المرافق والخدمات الصحية لخدمة عناصر المليشيا، اضافة الى منع دخول البعثات الاعلامية والحقوقية وغيرها.
نهب اغاثة
كما نهبت المليشيا 57 شاحنة محملة بالمساعدات الانسانية كانت مخصصة للفقراء والمحتاجين بالمحافظة، ونهب 1739 سلة غذائية تم توزيعها على عناصر المليشيا، كما تم انشاء أكثر من 65 سوقاً سوداء لبيع المشتقات النفطية والغاز المنزلي، وكذا المساعدات الاغاثية، اضافة الى رصد 582 حالة فرض اتاوات وجباية أموال.
الممتلكات الخاصة
فيما يتعلق بالممتلكات الخاصة، رصدت الصحيفة 3703 جرائم وانتهاكات، منها تعرض 68 محلاً تجارياً و7 مصانع و15 ورشة للنهب والتدمير الكلي، إضافة الى تعرض 368 مزرعة للنهب والتدمير والاتلاف، وتعرض 43 بئراً للعبث والتدمير، وتدمير 446 سيارة ومركبة ونهب 341 سيارة ومركبة، و126 حالة نهب مقتنيات خاصة، إضافة الى اقتحام 856 محلاً تجارياً ومصادرة بضائع وسلع بدعوى أنها بضائع أمريكية، ونهب 4 محلات ومؤسسة صرافة وتدمير 9 أخرين، واغلاق 14 محلاً تجارياً، و397 حالة سطو مسلح، اضافة الى نهب ومصادرة 9 مزارع وتحويلها الى مقابر لعناصر المليشيا.
تقويض مؤسسات الدولة
وفيما يخص بتقويض مؤسسات الدولة، فقد رصدت الصحيفة أكثر من 3500 جريمة وانتهاك، منها 361 حالة نهب مال عام، و1565 حالة اقصاء وظيفي، و347 حالة ابتزاز وظيفي، و282 حالة تعسف وظيفي، و179 حالة نهب وسطو على أراضي وممتلكات الدولة.
كما عملت المليشيا الحوثية على طمس أي أثر للدولة اليمنية من خلال الغاء مكتب التربية والتعليم كإدارة حكومية وفروعه في المديريات، مستبدلةً إياه بقسم جديد سمته القسم التربوي التابع لها، إضافة الى إلغاء السلام الجمهوري، ومنعت الشعارات الوطنية، كما منعت رفع العلم الوطني على مدارس صعدة، بالإضافة إلى اتخاذ زي مدرسي جديد غير الزي الموحد والمعتمد في كل محافظات الجمهورية، كما قامت بإلغاء المنهج المدرسي المقرر من قبل وزارة التربية والتعليم واستبداله بمنهج طائفي (الملازم) الخاصة بالصريع حسين الحوثي.
وفي فبراير 2012 عرقلت المليشيا إجراء الانتخابات الرئاسية في محافظة صعدة، حيث مارست أكثر من 200 انتهاك، منها اختطاف 32 مندوباً، وأعضاء لجان، ومواطنين، إضافة الى حصار ومداهمة مراكز الاقتراع، ومنع اجراء الانتخابات في دوائر ومراكز بكاملها، والاستيلاء على الصناديق وتمزيق بطائق الناخبين، ومداهمة منازل ناشطين، وغيرها من الانتهاكات.
وقطعت المليشيا الانترنت عن أغلب مناطق محافظة صعدة، واعتقال وملاحقة ناشطي شبكة التواصل الاجتماعي، علاوة على منعها دخول الصحف المطبوعة الى جميع مناطق المحافظة المحلية منها والعربية، وعرقلت عمل المراسلين الاعلاميين المحليين والاجانب، إضافة الى تحويل محافظة صعدة الى سجن كبير خارج نطاق العالم الخارجي.
وعملت المليشيا على تحصيل كل الايرادات العامة وجيرتها لحساباتها الخاصة كالزكاة والضرائب والجمارك، وايرادات الخدمات وغيرها من الايرادات، وحرمان خزينة الدولة منها، أو الاستفادة منها في تنمية المحافظة.