تحول شعار الموت الذي يردده الحوثي خداعاً، آلة تحصد قياداته وعناصر ميلشياته في كل الجبهات التي تخوض فيها قتالا مع قوات الجيش الوطني مسنودا بقوات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.
وكشف المعرض الذي أقامته المليشيا في إب الاسبوع الماضي ضمن احتفائية اطلقت عليها المليشيا الحوثية “يوم الشهيد” عن مقتل أكثر من 25 ألفاً من مسلحيها خلال العام المنصرم، وهذا يتناغم مع تصريح الناطق باسم التحالف العربي لدعم الشرعية ، أن إجمالي خسائر الحوثيين خلال الأشهر الأخيرة من 2017، بلغ نحو 11 ألف قتيلا.
وخلال شهري (يناير وفبراير) من العام الجاري لقي ما يزيد على مائتي قيادي حوثي مصرعهم في مختلف الجبهات، خصوصا في محافظة تعز بعد الاعلان فيها عن عملية عسكرية واسعة لتحرير ما تبقى من المناطق من سيطرة المليشيا الحوثية وفك الحصار عنها.
تفيد المعلومات ان مليشيا الحوثي جراء هذا الاستنزاف الكبير تعيش حالة من الرعب والفزع، خصوصا مع التقدمات النوعية التي تحققها قوات الجيش الوطني في اكثر من جبهة.
ويقول محللون عسكريون ان ما يرعب المليشيا الحوثية اكثر الجبهات الجديدة التي فتحتها قوات الجيش الوطني مسنودة بقوات التحالف العربي في محافظة صعدة المعقل الرئيسي للمليشيا.
وحققت قوات الجيش تقدمات نوعية في صعدة حيث تخوض معارك ضارية مع المليشيا في صعدة من محورين المحور الشمالي في كتاف ومن المحور الغربي عبر مديرية رازح.
وتشهد جبهات صعدة معارك ضارية وسط انهيارات كبيرة وعملية استنزاف واسعة تتعرض لها المليشيا الانقلابية وهو ما كشف وهم تماسكها وعرى حقيقة قوتها.
ولقي عدد كبير من القيادات الميدانية للمليشيا مصرعهم بنيران قوات الجيش الوطني وغارات مقاتلات الجو التابعة للتحالف العربي بينهم خبراء حرب ايرانيين.
ومنذ حلول العام الجديد غير الجيش الوطني مسنودا بقوات التحالف من خططه واستراتيجيته في معركة التحرير التي يخوضها مع المليشيا الانقلابية.
ففي معظم الجبهات انتقل الجيش الوطني من وضعية التصدي الى شن الهجوم وتحرير واستعادة مناطق ومواقع استراتيجية في اكثر من جبهة.
ووسع الجيش الوطني من خلال الاستراتيجية الجديدة عمليات الاستنزاف لعناصر المليشيا الانقلابية خصوصا في جبهة الساحل الغربي التي تتكبد فيها المليشيا خسائر كبيرة في العتاد والارواح. يتزامن ذلك مع ما يحققه الجيش من تقدمات ميدانية في تحرير مديرية حيس ويخوض معاركه حتى الاثناء لتحرير مديرية الجراحي المجاورة وسط انهيارات في صفوف المليشيا.
وتمكنت قوات الجيش بهذه التقدمات في الساحل الغربي من قطع طريق امداد وتعزيزات المليشيا التي تقدم إليها من (إب وذمار) كما انها تعد منطلقا مهما نحو تحرير الحديدة و(الميناء الاستراتيجي لليمن)، الذي سيكسر ظهر الانقلاب، ويقطع عنه شريان الحياة.
وخلال المعارك المشتعلة في جبهة الساحل الغربي يستمر تساقط القيادات الميدانية الحوثية كـ إبراهيم محمد (أبوطالب)، و مقبول الجرب (أبو قحطان)، وتمكن الجيش الوطني من أسر القياديين فايز القدم، والقيادي العزي الشجاف، واستسلم القائد الحوثي الشيخ حمير إبراهيم الذي طالب أبناء قبيلته بالانضمام لدعم الشرعية، والتصدي لميليشيا الحوثي الاجرامية.
الى جانب الساحل الغربي تتصدر محافظة “حجة” خسائر الحوثيين وتمثل جبهتي “ميدي” و”حرض” “بؤرة استنزاف” للمليشيا وقياداتها، فمطهر شرف عبدالقادر شرف الدين، و محمد عبدالله الكحلاني، وخالد القيري، وحمزة الكحلاني مع (1739) مسلحا، بحسب مصادر متطابقة لقوا مصرعهم خلال الاشهر السابقة.
وفي الجوف كان للمليشيا نصيب وافر من الخسائر الفادحة خلال المعارك مع قوات الجيش الوطني حيث خسرت المليشيا أحمد علي عذيبان قائد ميليشيا الحوثي في خب الشعب، وسفير الشامي ، مشرف الجماعة بجبهة برط، وجهاد الحمزي، مشرف الأمن الوقائي بالجوف، وأبو مرتضى، مسؤول كتيبة مهندسين الألغام في جبهة برط، وأبو بدر زرع، المشرف بمنطقة الشعف، والذين لقوا مصرعهم بغارات جوية للتحالف او بعملية عسكرية محكمة، للجيش، علاوة على ذلك فقد تكبدت المليشيا عشرات القتلى والجرحى في صفوفها وخسائر كبيرة في العتاد العسكري.
وسط هذا الاستنزاف الكبير لقاداتها ومقاتليها وعتادها العسكري تواصل المليشيا الانقلابية بجهود مضاعفة للحشد والتعبئة للشباب واليافعين وحتى الاطفال للقتال في صفوفها متبعة وسائل الترغيب والترهيب للأهالي للدفع بأبنائهم، لتغطية العجز الكبير في صفوفها الذي كشفه بشكل واضح ظهور زعيم المليشيا الانقلابية في خطابه المتلفز الاسبوع الماضي.
ويرى المحللون العسكريون ان مساعي المليشيا هذه لن تعفيها او تحميها من الانهيار والسقوط فإن عجزها في العنصر البشري وصل الى حدوده الدنيا لذلك لجأت الى خطابات الدغدغة وتجنيد الاطفال وطلاب المدارس في صفوفها والزج بهم في محارق الموت.
وجندت المليشيا منذ بداية الحرب أكثر من 20 ألف طفلا ، أرسلتهم إلى الجبهات بحسب تصريح وزير حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية محمد عسكر.
وفي صورة تكشف مدى النقص في العنصر البشري لجأت المليشيا الانقلابية مؤخرا إلى تجنيد النساء حيث كشفت إحصائية لمنظمة هود لحقوق الانسان ان عدد النساء والفتيات دون سن 18 عاماً اللاتي عمدت الميليشيات الحوثية إلى استخدامهن في أعمال عسكرية وإرهابية ضد المدنيين بمناطق تقع تحت سيطرتها يصل نحو (4000) آلاف امرأة خلال العام المنصرف.
ونتيجة لتقدم الجيش الوطني مسنودا بالتحالف وتحقيق انتصارات متتالية وهروب المسلحين أمام الضربات الموجعة ظهرت الخلافات بين قادة الجماعة وخروجها عن السيطرة في صورة اعدامات وتصفيات داخلية في مختلف المحافظات التي تسيطر عليها.
وبعد أن أصبحت الشرعية تسيطر على 85% من الأرض ، وفي تقدم مستمر تكشف المؤشرات الى ان 2018م سيكون نهاية الانقلاب وعاما للخلاص من مليشيا الارهاب الحوثية.