دقّ مفوّض الأمم المتّحدة الساميّ لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين ناقوسَ الخطر بسبب استمرار وقوع الخسائر في صفوف المدنيّين في اليمن، مع اشتداد حدّة الأعمال القتاليّة واتّساع نطاقها.
فأشار قائلاً: “يثير التصعيد في محافظة تعز الجنوبيّة الغربيّة قلقًا خاصًا، حيث يتعرّض المدنيّون لنيران يطلقها كافة الأطراف في النزاع، في ظلّ تنفيذ الحوثيين وقوى أخرى موالية لهم عمليّات قنص وقصف عشوائيّ، واستمرار التحالف في تنفيذ ضربات جويّة. وبالنسبة إلى المدنيّين العالقين في مدينة تعز المحاصرة، لا يتأزّم النزاع فحسب بل يصبح خانقًا لا مفرّ منه.”
ومن بين الأحداث التي تأكّد مكتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان من صحّتها، حادثٌ قُتِل خلاله ثلاثة أطفال عندما قصف الحوثيّون حيّ عصيفرة الواقع في مديريّة القاهرة شمال مدينة تعز، وذلك في 6 شباط/ فبراير. وفي 8 شباط/ فبراير، قُتِلَت ريهام بدر الذبحاني ، التي تعمل كراصدة ميدانيّة في اللجنة الوطنيّة للتحقيق في اليمن، نتيجة قصفِ الحوثيّون منطقةَ اللصب في مديريّة صالة.
وقد غذّى تفاقم الاشتباكات المسلّحة في تعز، التي دارت خلال الأسابيع الأخيرة بين القوّات الموالية للحوثيّين وتلك الموالية للرئيس عبد ربّه منصور الهاديّ، المخاوفَ من تفشّي العنف إلى خارج ضواحي مدينة تعز وانتشاره في المناطق المجاورة لا سيّما منطقة الحوبان المكتظّة بالسكّان.
و تأكّد مكتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان في الفتره من 1 الي 8 فبراير، م أنّ 27 شخصًا قُتِلوا و76 آخرين جرحوا في اليمن – أيّ ما يعادل ضعف عدد الخسائر المؤكّدة في صفوف المدنيّين التي سُجِّلَت في الأسبوع الفائت. ومن المرجّح أن تكون الأرقام الفعليّة أعلى من ذلك. وقد تسبّب كافة الأطراف المتحاربين بمعظم هذه الخسائر على حدّ سواء – حيث أسقط التحالف 48 ضحيّة وفي حين أسقط الحوثيّون 51 ضحيّة. وقد قَتَلَتطائره مسيّرة عن بعد شخصَيْن، الأوّل على يد القاعدة والثاني على يدّ مرتكبين مجهولي الهويّة.
وخلال الفترة نفسها، وثّق مكتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان حالات قنص وقصف عشوائيّ نفّذها الحوثيّون على جبهات محافظتَي الحديدة وحجة، وضربات جويّة نفّذها التحالف على مناطق تقع تحت سيطرة الحوثيّين، بما فيها محافظات صنعاء وصعدة وحديدة وعمران.