“سبتمبر نت”
يؤكد سياسيون ومراقبون يمنيون على أهمية تنفيذ وثيقة مخرجات الحوار الوطني باعتبارها الطريق السليم للانتقال السلمي والولوج الى نظام الدولة الاتحادية بأقاليمها الستة التي تقوم على النظام المؤسسي والتداول السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروة، وهذا مالا تقبل به المليشيا الانقلابية التي تمردت على الاجماع الوطني المتمثل بمخرجات الحوار وما تضمنته هذه الوثيقة التاريخية التي حظيت بدعم كبير محليا وعربيا ودوليا.
يقول الشيخ محمد مقبل الحميري – وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى لصحيفة “26سبتمبر” : ان الحوار الوطني الشامل شارك فيه مختلف القوى الوطنية من مختلف مناطق اليمن بمن فيهم الانقلابيين الذين انقلبوا على مخرجاته فيما بعد لأنه يتعارض مع مشاريعهم الصغيرة.
مؤكداً ان مخرجات الحوار الوطني تعد الوثيقة الوطنية الاولى وتنفيذها هو المخرج الوطني الذي يحافظ على وحدة الوطن والديمقراطية في دولة اتحادية تتكون من ستة أقاليم تضمن لكل أقاليم الوطن ومحافظاته ومديرياته المشاركة في السلطة والثروة والمواطنة المتساوية.
وأشار الوزير الحميري الى ان الدولة الاتحادية بأقاليمها الستة هي مشروع كل مناضلي الوطن وهي مشروع الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، فلا تراجع عنها لأن أي تراجع عنها سيكون خيانة لأرواح الشهداء ودماء الجرحى وإرادة الشعب ..وأضاف : ثقوا ان مشروع الوطن الاتحادي ماض بخطوات ثابتة ولو كره اصحاب المشاريع الصغيرة.
الانقلاب على الاجماع الوطني
الدكتور أحمد عطية – وزير الأوقاف والارشاد قال: كنا خلال مؤتمر الحوار الوطني نصرخ بأعلى اصواتنا، كيف يجتمع ممارسة الحوثي العمل السياسي معنا في (موفمبيك) ويمارس العمل العسكري في (دماج) وكانت هذه الأصوات للأسف الشديد لم تراع من قبل الجهات الدولية التي كانت ترعى مؤتمر الحوار، وكان في اللحظات الأخيرة الفارقة يسعى الانقلابيون الى افشال هذا المؤتمر فكان تدخل الرئيس هادي في اللحظات العصيبة والقصيرة موفقاً لانقاذ مؤتمر الحوار الوطني عندما وصل الى (موفمبيك ) خرجت هذه الوثيقة وتم التوافق عليها التي عالجت كثير من القضايا في الشمال والجنوب ثم انتقلنا الى لجنة صياغة الدستور وتم ترجمة هذه المخرجات الحوارية الى مواد دستورية وقانونية وجلسنا في هذا الدستور لمدة عام حتى جئنا به وجرى الانقلاب على مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور وعلى الدولة الاتحادية.
شرعية الرئيس هادي
ويؤكد وزير الأوقاف والارشاد ان المخرج الآمن لليمن هو ان يقف الناس صفاً واحداً خلف شرعية الرئيس هادي، هذا الرجل الذي حصل على ثلاث شرعيات : شرعية سياسية من قبل الأطراف السياسية، وشرعية شعبية عبر صناديق الاقتراع، وشرعية دولية عبر قرارات مجلس الأمن وأخرها 2216.
ويضيف الدكتورعطية ان العالم كله لايعترف سوى بشرعية الرئيس هادي لا سواها و إلا فإن أمد الحرب ربما يطول ويظل الناس في صراعات وتنشأ معنا دويلات هنا وهناك وتمزق اليمن وتدخل المجتمع اليمني في نفق مظلم لا يوجد له انفراج للأسف الشديد.
الوثيقة حظيت بدعم محلي ودولي
ويقول الشيخ صلاح باتيس- عضو مجلس الشورى: لقد دعمت وثيقة الحوار الوطني بشكل كبير على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وبعد ان تم صياغة مسودة الدستور الاتحادي الذي يعد خلاصة لمخرجات الحوار الوطني، وبعد ان فوض الأخ رئيس الجمهورية تفويضاً كاملاً من أعضاء مؤتمر الحوار انقلب المتمردون الحوثيون وشريكهم صالح على هذه الوثيقة، ووضع الجميع تحت الإقامة الجبرية لولا لطف الله عز وجل تم انقاذ رئيس الجمهورية والحكومة الشرعية والقوى السياسية وانتقلوا بعد ذلك الى عدن ثم الى الرياض وهناك عقد مؤتمر الرياض التاريخي الذي شاركت فيه القوى السياسية والمجتمع المدني والمكونات والنخب بحضور أوسع من مؤتمر الحوار الوطني ليؤكدوا على وثيقة مؤتمر الحوار الوطني.
ويؤكد باتيس ان إعلان مؤتمر الرياض الذي شارك فيه الجميع بلا استثناء ومنهم من لم يشاركوا في مؤتمر الحوار، وتضمنت الوثائق التأكيد على المرجعيات الثلاث،المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار 2216 كمرتكزات للشرعية و الانتقال السلمي والتداول السلمي للسلطة وإدارة المرحلة في البلد حتى الوصول الى الاستحقاقات والاستفتاء على مسودة الدستور الاتحادي وإجراء الانتخابات سواء على مستوى الأقاليم أو على مستوى الدولة الاتحادية .
بناء اليمن الاتحادي
عبدالرقيب الهدياني – رئيس التحريرالسابق لصحيفة 14 أوكتوبر- قال:ان مؤتمر الحوار الوطني وما خرج به من تصورات تعد أهم وثيقة انجزها اليمنيون لمستقبلهم وتجاوز مشاكل نصف قرن والانطلاق نحو بناء اليمن الاتحادي الذي يكفل توزيع السلطة والثروة بعيدا عن المركزية التي كانت أحد أسباب الأزمات والحروب حتى اليوم.
مشيراً الى ان هذه المخرجات هي عصارة جهد فكري وتجارب وخبرات شارك فيها كل مكونات اليمن السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها وعلى مدى 9 أشهر انجزت تصورا شاملا للشكل الهندسي للدولة اليمنية القادمة وجرى ذلك بإشراف ومباركة من الإقليم و المجتمع الدولي.
وأضاف ليس أمام اليمنيين اليوم من مخرج سوى الذهاب الى تبني وتطبيق وثيقة الحوار الوطني باعتبارها طوق النجاة الوحيد وما عداها فالانقسامات والتشظي والحروب والصراعات والأزمات.
وقال: الهدياني: أنا على ثقة ان اليمنيين قد تعلموا من هذه الحرب وما لاقوا خلالها من معاناة وتشريد وقتل ودمار وان مخرجات الحوار هي الحل الوحيد أمامنا.
لامستقبل للمليشيا
من جانبه يقول أحمد ربيع – مدير العلاقات العامة في وزارة الاعلام: ان وثيقة الحوار الوطني هي العلاج الذي جاء عقب تشخيص دقيق لاوجاع ومشاكل اليمنيين ..و هي العلاج الأنسب لليمن واليمنيين الذين يخوضون معاركهم اليوم من أجل تنفيذها و التي تحمل مصالح الشعب ضمن مشروع اليمن الكبير والتي انقلب عليها الانقلابيون من المليشيا التي لا ترى لمشاريعها الصغيرة الضيقة من نصيب في ظل هذه الوثيقة التي تؤسس لليمن الديمقراطي الجمهوري لا الاستبدادي العائلي الفئوي .
وأضاف ربيع على اليمنيين اليوم الالتفاف الكامل خلف الشرعية بقيادة الرئيس هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة من أجل انجاز الحسم في اسقاط الانقلاب واستعادة الدولة الكاملة غير المنقوصة من عدن حتى الجوف ومن صعدة حتى حوف وايجاد جبهة مجتمعية عريضة خلف القيادة السياسية والتمكين الكامل للدولة الذي سيتم بها تنفيذ مخرجات الحوار.
وختم حديثه بالقول: لن يكون هناك من مستقبل للمليشيا في ظل هذة الوثيقة مالم يصبحو مواطنين صالحين يؤمنون بالدولة كسائر المواطنين فيما لهم من حقوق وعليهم من واجبات ..واليمن اليوم بإذن الله اصبح على مقربة من فجر جديد من يوم النصر من أيام الوطن اليمني الاتحادي.
الوثيقة .. أهداف ثورة الشباب
بدوره اعتبر باسم الحكيمي – عضو مؤتمر الحوار الوطني- وثيقة الحوار الوطني بأنها أهم وثيقة تاريخية أجمع عليها اليمنيون لأن فيها مسار تحول سياسي جاء بعد ثورة شبابية شعبية وكانت وثيقة الحوار الوطني أحدى أهداف الثورة الشبابية المتمثلة ببناء الدولة المدنية الحديثة وبالتالي وثيقة الحوار الوطني صممت الدولة المدنية الحديثة على المستوى النظري ويبقى اسقاطها على الدستور و الاستفتاء عليه وتحويلها الى واقع مؤسساتي عن طريق اليمن الاتحادي حينها تطوى كل الصراعات على السلطة والثروة لأن الوثيقة عالجت هذا الموضوع معالجة جذرية عن طريق شكل الدولة الاتحادية.