سبتمبر نت
سيطرت مليشيا الانقلاب الحوثية على مدينة الجبين مركز محافظة ريمة في نهاية ديسمبر 2014م، دون مقاومة، بذريعة دعم السلطة المحلية لحفظ الأمن في المحافظة.
جاءت هذه السيطرة بتسهيلات من المحافظ الانقلابي أحمد الخظمي الموالي للرئيس السابق علي صالح الذي بدأ معهم في ترتيب إنشاء لجان شعبية في المحافظة، إلا أن المليشيا مارست أبشع الانتهاكات ضد أبناء المحافظة، من بطش وتنكيل وقتل واعتقالات وتعسفات وتفجير منازل، ونهب ممتلكات عامة وخاصة، ومصادرة المساعدات الغذائية وبيعها في السوق السوداء، إضافة إلى اختطاف الأطفال والزج بهم في معاركها العبثية ضد أبناء الشعب اليمني.
ومنذ أن بدأت عصابة الحوثي في ممارسة هواياتها المفضلة في فنون الجرائم والانتهاكات ظهرت أصوات تنادي بالثورة ضدها، ما اضطر أحد قادة الحوثيين -آنذاك- إلى تهديدهم، حيث هاجم القيادي الحوثي صلاح الضبيبي أبناء المحافظة الرافضين لسلطة المليشيا، واصفاً إياهم بالخونة وعملاء السعودية ومرتزقة ما أسماه بالعدوان، متوعداً جميع سكان محافظة ريمة بالإبادة الجماعية.
“سبتمبر نت” رصد الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية في المحافظة في التقرير التي خلال الثلاث السنوات التي تلت انقلابها وحربها على الشرعية.
تفننت مليشيا الحوثي الاجرامية في ممارسة انتهاكاتها، حيث ارتكبت أكثر من 4336 جريمة وانتهاكاً بحق أبناء محافظة ريمة خلال ثلاثة أعوام -منذ نهاية ديسمبر 2014، وحتى 31 ديسمبر 2017م- توزعت بين القتل والشروع في القتل والتهديد والاختطاف والتعذيب، والملاحقات والمضايقات، واقتحام ونهب المنازل، والابتزاز المالي، والتعسف الإداري، والسطو وغيرها من الجرائم.
ومن الجرائم التي ارتكبتها تلك العصابة الإجرامية، رصدت الصحيفة 9 حالات قتل, 5 منهم قتلوا تحت التعذيب، وحالتي اغتيال، و5 حالات إصابة، و19 حالة شروع في القتل، و59 حالة تهديد، و31 حالة إخفاء قسري، و801 حالة اختطاف، و246 حالة تعذيب، و495 ملاحقات ومضايقات وتحرشات، و28 حالة اعتداء بالضرب والإهانة.
اقتحامات منازل ومنشآت
وحسب احصائية « سبتمبر نت» قيام مليشيا الحوثي باقتحام 39 منزلاً وتفتيشها ونهب بعضها، وهدمت منزلين، و3 محلات تجارية، وفجرت منزلين، ونهبت 21 ممتلكاً خاصاً، وفجرت 4 خزانات مياه، وهجرت 140 أسرة من منازلهم قسراً.
وقامت بتجنيد 185 طفلاً تم أخذهم من مدارسهم، واستحدثت 6 معسكرات تدريبية، و53 نقطة تفتيش، واقتحمت وداهمت 12 مقراً حزبياً، واحتلت 3 مقرات حزبية أخرى.
كما أغلقت المليشيا الانقلابية 24 حلقة ومدرسة تحفيظ قرآن كريم، واقتحمت 13 مسجداً، وفرضت 139 خطيباً مواليا لها، وأجبرت المصلين على ترديد الصرخة، واحتلت 17 مبنىً حكومياً وعبثت بمحتوياتها، وحولت 8 مباني حكومية وعامة إلى سجون خاصة، منها مكتب الزراعة، ومسجد نساء، إضافة إلى تحويل 15 مبنىً ومرفقاً حكومياً إلى مقار وثكنات عسكرية للمليشيا، منها 4 مرافق صحية، و8 مدارس، ومسجد واحد، ومركز تحفيظ قرآن إلى مقرات.
مصادرة وتزوير
كما علم “سبتمبر نت من مصادره أن المليشيا الانقلابية قامت بمصادرة رواتب 245 موظفاً حكومياً لمدة عام، وإيقاف 160 راتب موظف حكومي آخر، وتم رصد 132 قراراً قضت بتعيين وترقيات غير قانونية لأتباعها في مناصب السلطة التنفيذية بالمحافظة وإقصاء آخرين.
ورصد الموقع 81 حالة تزوير في كشوفات التربية ونتائج الامتحانات، اضافة الى قيام المليشيا بمنع 20 طالباً من السفر للدراسة خارج المحافظة، كما اقامت المليشيا الانقلابية أكثر من 13 مراكزاً صيفياً طائفياً في انحاء المحافظة، وعملت على استبدال 19 اكاديمياً في كلية التربية بأشخاص موالين لها، علاوة على ذلك قامت قيادات المليشيا الانقلابية بالمحافظة باقتحام 12 مدرسة عدة مرات لإجبار الطلاب على ترديد الصرخة، وإعداد طوابير صباحية طائفية، وارغامهم على دفع مبالغ مالية دعماً للبنك المركزي ويوم الشهيد والمجهود الحربي وغيرها من الجبايات والمناسبات الطائفية.
كما ألزمت المليشيا تدريس ملازم السيد في بعض المدارس الحكومية في مديرية مزهر وممارسة التحريض الطائفي في الإذاعات المدرسية والمساجد، وترويع الآمنين من خلال إطلاق الرصاص الحي في التجمعات السكنية ليلاً.
كما تم نهب معونات غذائية وفرش وبطانيات كانت مخصصة لـ600 أسرة ووزعت جزءاً منها لأتباعها وباعت المتبقي في السوق السوداء، إضافة الى نهب ومصادرة 18 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية، و1150 سلة غذائية كانت مخصصة للفقراء والمحتاجين، وحذفت أسماء مستفيدين من المعونات والمساعدات واستبدلتها بعناصر موالية لها، كما قامت ببيع أدوية في السوق السوداء مقدمة من منظمات محلية ودولية لمكافحة وباء الكولير، ونهبت في فبراير 2017م مساعدات غذائية قدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للأسر المحتاجة والفقيرة في المحافظة.
نهب المساعدات
ففي 31 مايو 2017م قام مسلحون بقيادة المدعو «أبو الحسن القليصي» بنهب مساعدات وسلال غذائية في نقطة «المغربة» مركز مديرية بلاد الطعام بقوة السلاح، وهي مقدمة من فاعلي خير لبعض الأسر الفقيرة والتي عادة ما يتم توزيعها على الأسر الفقيرة سنوياً في رمضان.
وفي 24 يونيو 2015م نهب مسلحون يتبعون المليشيا ناقلة محملة بمواد غذائية تابعة لرجل أعمال من منطقة بني الضبيبي، قدمت كمساعدات إنسانية لأبناء مديرية بلاد الطعام في محافظة ريمة قادمة من الحديدة ودارت اشتباكات بين مواطنين ومسلحي مليشيا الحوثي قالت مصادر محلية: إن جرحى سقطوا في الاشتباكات التي دارت في مديرية بلاد الطعام أثناء التقطع للناقلات، حيث قام المسلحون الحوثيون بنهبها.
وفي 31 أكتوبر 2015م استوقفت نقطة تابعة لمليشيا الحوثي شحنة مساعدات غذائية مكونة من 12 شاحنة في منطقة ﺟﻌﻴﺮة كانت في طريقها إلى مديرية مزهر في محافظة ريمة ليتم توزيعها على المتضررين هناك، لكنها صادرت محتويات القافلة بالكامل ولم تصل للمحتاجين لها.
كما قامت المليشيا الانقلابية في يونيو 2017م بنهب مئات السلل الغذائية المقدمة من منظمة الإغاثة الإسلامية مخصصة للأسر الفقيرة في مديرية كسمة عقب اقتحام أحد مراكز عملية توزيع المساعدات.
وأكدت مصادر محلية أن أطقماً عسكرية قامت بأخذ عشرات السلل بالقوة من أحد المراكز في منطقة «معسة» وفق توجيهات صادرة من قيادات حوثية وأخرى موالية لها تم تعيينها عقب السيطرة على المحافظة.
وفي مديرية السلفية عبث الموالون للمليشيا من أبناء المنطقة المتمركزون في «بني قشيب وبني الجرادي وبني العبدي» بالمواد الاغاثية والمساعدات الانسانية ونهبوها ووزعوها على بعضهم وأحرموا المستحقين والأسر الفقيرة الذين كانت تصلهم المساعدات.
وفي مديرية الجعفرية أفاد عاملون في الإغاثة أن المليشيا قامت بنهب عشرات السلال الغذائية المخصصة للأسر الفقيرة كما نهبت المليشيا المتمركزة في نقطة «علوجة» مساعدات غذائية أخرى كانت مخصصة لعزلة «بني أحمد» في المديرية نفسها.
سطو ونهب بقوة السلاح
« سبتمبر نت»، رصد ايضا عبر مصادره الخاصة، أكثر من 11 حالة سطو مسلح قام بها مسلحون حوثيون على المنازل، اضافة الى 3 حالات سطو على محلات تجارية، ونهب ومصادرة 57 سيارة حكومية، و6 سيارات خاصة بمواطنين و4 دراجات نارية.
المليشيا الحوثية عملت على نهب وابتزاز التجار وأصحاب البسطات في الاسواق الاسبوعية مبالغ مالية طائلة تحت مسمى دفع الزكاة وأخرى تحت مسمى المجهود الحربي، أو تحت ذريعة تراخيص أو بضائع منتهية أو أي عذر مبالغ تصل إلى خمسين ألف ريال، ونهب المعونات الغذائية والمشتقات النفطية وبيعها في السوق السوداء، وفرض رسوم 1000 ريال لكل خدمة يطلبها المختطف السجين كدخول الحمام وغيره، وفرض على كل أسرة 150 ألف ريال عن كل مختطف، في سجن ربوع بني خولي.
اضافة الى 26 حالة ابتزاز مارستها المليشيا بحق أهالي وأسر معتقلين، منها اطلاق 15 شخصاً اعتقلوا في الجعفرية مقابل مبالغ مالية كبيرة تصل الى الملايين، اضافة الى ابتزاز نزلاء السجون وضربهم وتعذيب المختطفين وحرمان أقاربهم من زيارتهم.
ابتزاز وفرض اتاوات
لم تكتفِ المليشيا بفرض الأموال ونهب وابتزاز التجار والمواطنين الفقراء، بل عممت على مشرفيها بالقرى والعزل بأخذ الأبقار والمواشي وحتى الدجاج، اضافة الى المحاصيل الزراعية كالذرة والشعير وغيرها، وذلك من الأسر التي ليس لديها أموال أو مجوهرات، كل ذلك بقوة السلاح والضغط والتهديد وشملت جميع الفئات (موظفين، طلاب، مزارعين، تجار، باعة متجولين) وتحت مسميات متعددة.
وفي ريمة الشموخ مارست المليشيا انتهاك حرمات النساء المسافرات من خلال إخضاعهن للتفتيش وانزالهن من السيارات، كما ابتزت وارغمت مالكي «الدينات» وسيارات النقل الكبيرة الخاصة بنقل البضائع في النقاط على دفع مبالغ مالية باهظة.
ففي يوم الخميس 30 اغسطس 2017م قتل مسلحون حوثيون مواطناً وجرحوا أثنين آخرين إصابة أحدهم خطيرة، لرفضهم ابتزاز النقطة التي حاولت سلبهم مبالغ مالية بذريعة أن أفرادها «مجاهدون» النقطة واقعة ما بين محافظتي ذمار وريمة بينما كانوا متجهين لقضاء إجازة العيد مع أطفالهم في قريتهم في مسور ريمة.