كشف ناشطون في محافظة عمران اليمنية، ارتكاب ميليشيا الحوثي أمس جريمة بشعة بحق 40 سجينا قتلتهم بدم بارد في مديريات حرف سفيان والمحويت ومسور، بسبب رفضهم التوجه إلى جبهات القتال، مشيرين إلى أن عملية القتل نفذت في ساحات عامة، بهدف إرهاب السكان المحليين وبث الرعب في قلوبهم.
وأوضح مصدر محلي في محافظة صعدة في تصريحات إلى جريده «الوطن» السعوديه، أن عدد السجناء الذين زج بهم إلى جبهات القتال قبالة ظهران الجنوب ونجران وجازان، بلغ أكثر من 200 معتقل أخرجوا من سجن هبرة في العاصمة صنعاء وسجون في محافظات «إب وعمران والبيضاء»، قبل عدة أسابيع، وتم نقلهم إلى الخطوط الأمامية في جبهات باقم وكتاف والربوعة، تحت تهديد السلاح حيث أجبرتهم الميليشيات بالقوة ليكونوا طعما لقوات التحالف العربي، ومن ثم مادة إعلامية لقنواتهم الإعلامية المأجورة بصفتهم مدنيين تم قصفهم.
وقال المصدر، إن أي معتقل حاول التراجع أو الهرب تمت تصفيته من قبل الميليشيات بطريقة «داعشية» بالذبح بالسلاح الأبيض أو إطلاق الرصاص الحي عليهم في جميع أنحاء الجسم دون رحمة من قبل فرق الموت الحوثية التي يشرف عليها رئيس الاستخبارات في جيش الميليشيا الانقلابية «أبوعلي الحاكم».
وأشار المصدر إلى أن عناصر الميليشيات الإيرانية يتواجدون في الخطوط الخلفية، ويكتفون بإرسال صواريخ الكاتيوشا، والقذائف المحمولة على الكتف، والصواريخ الحرارية، تجاه الشريط الحدودي للمملكة، وغرس مئات الألغام التي ذهب ضحيتها العشرات من هؤلاء السجناء، مبينا أن المصابين منهم تتم تصفيتهم بشكل غير إنساني، وترك جثامينهم في العراء.
أكد الناشط اليمني هادي بردان، في تصريحات إلى «الوطن»، رصد جمعيات حقوقية يمنية معاناة آلاف السجناء والمعتقلين والمختطفين من أبناء اليمن من مختلف الأعمار والفئات، مبينا أن عدد السجون التي أقامتها ميليشيا الحوثي الإيرانية يزيد على 500 سجنا ومعتقلا٬ منهـا 320 أقيمت في مبانٍ حكومية في المناطق التي يسيطرون عليها، و27 مستشـفى ومؤسسة طبية، وفي الجامعـات الحكوميــة والخاصــة، وفي المدارس والملاعب٬ فيما بلغ عدد السجون السرية 50 سجنا.
وأوضح بردان أن عدد السجناء والمختطفين من مختلف فئات المجتمع اليمني من أطفال ونساء وشباب وكهول تجاوز عددهم 10 آلاف سجين خلال الفترة ما بين عامي 2016 و2017، لافتا إلى أن السجناء يقبعون في سجون ومعتقـلات تتنافـى مع أبسط حقوق الإنسان.
وأشار إلى أن السجون تحولت إلى معتقلات للتعذيب الجسدي والتجويع والقهر، مما جعل المئات منهم يوافقون على عرض أبوعلي الحاكم بتوجيههم إلى جبهات القتال مقابل خروجهم، فيما يعرف بعملية «رفد الجبهات» بالمقاتلين، حيث يتم نقل السجناء مكبلين وفق منطق عنصري وطائفي، وتسليمهم للقادة الميدانيين التابعين للميليشيات الإيرانية، للزج بهم إلى الحدود، بهدف استنزاف قوات التحالف، ومن جهة أخرى جعلهم دروعا بشرية لتنفيذ خططهم القتالية.