“سبتمبر نت”
لاقت عملية تدهور سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار ليتجاوز الـ500 ريال يوم أمس, تحركات محلية واقليمية واسعة لتفادي تداعيات ارتفاع سعر الصرف وانهيار الريال اليمني.
واستجابت المملكة العربية السعودية لهذه التحركات واودعت اليوم الاربعاء في حسابات البنك المركزي اليمني الخارجية ملياري دولار لتفادي الانهيار التام للاقتصاد اليمني الذي تتسبب به المليشيا الانقلابية.
وأكد البنك المركزي اليمني تلقيه تأكيداً بقيام الحكومة السعودية إيداع ملياري دولار في الحسابات الخارجية للبنك لرفد احتياطياته بالعملة الصعبة ودعم استقرار سعر صرف الريال اليمني.
وقال البنك في بيان له” تابعنا باهتمام وتقدير بالغ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بإيداع مبلغ ملياري دولار في حساب البنك المركزي اليمني وهو ما سيتيح للبنك فرصاً حقيقة للوفاء بالالتزامات الناشئة من النقد الأجنبي نتيجة للمعاملات التجارية بين الاقتصاد المحلي والخارجي لتغطية الاحتياجات المعيشية لليمن وتنفيذ برامج الحكومة الهادفة لتوفير حاجات السوق المحلية من السلع والخدمات الأساسية للتغلب على المشكلات الناتجة عن استنفاد ميليشيات الحوثي الانقلابية للاحتياطيات الخارجية للبنك المركزي بعد استيلائها على العاصمة صنعاء وما لحق ذلك من ممارسات وأوضاع سيئة ألحقت ضرر بالغ على القطاع المصرفي “.
وأكد محافظ البنك المركزي منصر القعيطي أن الوديعة السعودية جاءت استجابة لحاجة الاقتصاد اليمني لتفتح آفاق جديدة لتحسين القدرة على الموائمة بين العرض والطلب على النقد الأجنبي وتغطية الفجوة المترتبة عن العجز في الميزان التجاري وميزان الخدمات وتحسين الوضع الكلي لميزان المدفوعات.
كما أكد أن رفد الاحتياطيات الخارجية للبنك المركزي بهذا المبلغ من شأنه أن يُحسن بصورة ملموسة من المركز الخارجي للبنك وتحسين علاقات التعامل بينه وبين البنوك المراسلة في الخارج، وعلى إثر ذلك سيخطو البنك المركزي اليمني نحو تعزيز قيام البنوك التجارية بإدارة عملياتها المصرفية المحلية والخارجية من مقراتها في عدن وتنظيم وضبط سوق الصرف الأجنبي وخلق أجواء إيجابية لحسن استخدام وإدارة الموارد.
وكان الرئيس هادي اجرى امس الثلاثاء اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان, أكد خلاله للرئيس هادي دعم المملكة لليمن وشعبة واقتصاده الوطني لتجاوز التحديات الراهنة في كل المجالات الخدمية والاقتصادية والانطلاق صوب المستقبل المنشود.
كما وجه رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر نداء عاجل لدول التحالف العربي لإنقاذ الريال اليمني وإيقاف انهيار اليمن واليمنيين, مشيرا إلى أن المعركة الاقتصادية هي جزء من الحرب مع المليشيا بل وهي الأساس حسب تعبيره.
وقال رئيس الوزراء ان الوديعة السعودية وتوفير المشتقات النفطية للكهرباء كفيلة بإنقاذ الريال اليمني واليمنيين من الانهيار, بعد ارتفاع سعر الدولار اليومين الماضيين, كما أنها تعزز موقف التحالف في مواجهة الأعداء والخصوم.
وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت خلال الفترة الماضية اعتزامها إعطاء الحكومة وديعة بمقدار “اثنين مليار دولار” في حساب البنك المركزي اليمني لاستقرار أسعار العملة وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب اليمني من الخدمات والمشتقات النفطية.
من جهته قال مدير مكتب رئيس الجمهورية الدكتور عبدا لله العليمي, في تغريدة له على “تويتر”: إن رئيس الجمهورية يطمئن جميع ابناء الشعب اليمني بأنه سيعمل بكل جهد من اجل اصلاح الوضع الاقتصادي في اقرب وقت.
وأضاف” يبذل فخامة الرئيس جهودا كبيرة بالتعاون مع الأشقاء في المملكة ، وهناك اتصالات مكثفة على مستويات القيادة العليا لمعالجة الوضع الاقتصادي في بلادنا ، وهناك مبشرات لانفراج قريب ،
وبدأت عملية التدهور للريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي منذ انقلاب المليشيا على الشرعية في العام 2014م, بعد استقراره لمدة ثلاث سنوات عند 214 ريال للدولار الواحد.
ويرى مراقبون أن السبب في انهيار الريال هو قيام المليشيا الحوثية بنهب محلات الصرافة بحجة توحيد سعر الصرف والحفاظ على استقرار العملة, الأمر الذي جعل محلات الصرافة تغلق أبوابها وارتفع سعر صرف الدولار بشكل جنوني ليتجاوز الـ500 ريال للدولار الواحد.
كما ان احد اسباب الانهيار بحسب المراقبين انعدام السيولة في السوق, بالإضافة إلى انتشار محلات الصرافة العشوائية وغير المرخصة والسوق السوداء التي سحبت العملة من السوق, وتحتكر بيعها, وسط غياب عملية الرقابة الحكومية.
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني جراء الحرب التي تشنها المليشيا الحوثية على الشعب منذ انقلابها على الشرعية قبل ثلاث سنوات, يواصل الاقتصاد اليمني انهياره, الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية وجوع محتم لملايين اليمنيين.
وبالرغم من إجراءات الحكومة الشرعية في محاولاتها للحفاظ على الاقتصاد اليمني, وسحب البساط من أيدي المليشيا, بعد بنقل البنك المركزي من صنعاء الى العاصمة المؤقتة عدن لكنه كان فارغاً من العملة الصعبة التي استحوذت عليها المليشيا, وأصدرت قرار التعويم لتثبيت سعر الصرف عند 380ريال مقابل الدولار, إلا أن هذه الإجراءات لم تجدي نفعاً ولم تحد من تهاوي الريال وارتفاع أسعار الصرف مع انعدام السيولة في السوق.