اعترفت ميليشيا الحوثي الانقلابية على لسان رئيس ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصماد، بالانهيارات الكبيرة التي لحقت بصفوفها في الفترة الأخيرة، إثر الانتصارات المتتالية للجيش الوطني في محافظات الجوف والبيضاء وشبوة.وتسارعت وتيرة الانهيارات في صفوف ميليشيا الحوثي في العديد من جبهات القتال من شرق اليمن إلى غربه إلى شماله مبرزة حالة غير مسبوقة من الارتباك والتخبط سببها كثرة الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالجماعة المتمرّدة .
خسائر المليشيات
و ذكرت مصادر مقربة من المليشيا الانقلابية أن خسائر مليشيا الحوثي الانقلابية، بلغت خلال شهر ديسمبر 2017، في مختلف جبهات القتال تجاوزت الـ5000 قتيل وجريح وأسير.
واعتبر نائب الرئيس أن معركة الجوف كانت قاسية على المليشيا الانقلابية حيث تم تحرير أكبر مديرية في الجمهورية اليمنية “خب و الشعف” في الجوف وتمثل 82% من مساحة المحافظة, وهي ذات اهمية كبيرة حيث تم السيطرة على خطوط تهريب المليشيا الحوثية للسلاح براً من السواحل الجنوبية الشرقية لليمن، وعبر الصحراء وصولاً إلى صعدة عبر مديرية خب والشعف في الجوف, مشيرا الى تسليم عناصر المليشيا الحوثية انفسهم وأسلحتهم للجيش الوطني في بيحان والجوف.
ويرى مراقبون يمنيون في إقدام الحوثيين في الآونة الأخيرة على القيام بمغامرات عسكرية كما حدث في مدينة الخوخة التي هاجمتها الميليشيات بالعشرات من الانتحاريين ولجوء بعض عناصر الجماعة إلى قتل نفسها قبل أسرها، دلائل على حالة التخبط واليأس التي تعيشها الميليشيات.
وقال احمد ربيع مدير عام العلاقات العامة بوزارة الإعلام, لـموفع ”سبتمبر نت” أن المليشيا الانقلابية في حالة انهزام تام وذلك بسبب ضغط قوات الجيش الوطني على المليشيا, وأن ما يحدث من انهيارات للمليشيا الانقلابية في الجبهات الملتهبة هو بسبب الضغط القوي والتقدم المستمر صوب مواقع العدو.
التجنيد الإجباري
وكشف الصماد في رسالة إلى رئيس ما يسمى بـ«اللجنة الثورية» محمد علي الحوثي، أن الميليشيات منيت بانهيارات متتالية في جبهات القتال خصوصا في جبهتي الساحل الغربي والجوف، بسبب الغارات المكثفة لمقاتلات التحالف العربي والتحشيد المستمر لقوات الشرعية، مطالباً إياه بفرض التجنيد الإجباري على طلاب المدارس والجامعات واستقطابهم للجبهات.
واضاف الربيع “أن الكثير من المغرر بهم تأكدوا بأن المليشيا الحوثية خدعتهم, واكتشفوا زيف ادعائهم وقتالهم مع مرور الأيام, بالإضافة إلى أن الأسرى كان لهم دور في إدراك الناس لخطورة المليشيا وكذبها عليهم.
وقال احمد ربيع” أن كل يوم يمر ينضم للشرعية كل من لا يزال لدية ذرة من عقل لا يتوائم مع مليشيات تجاوز قبح اعمالها كل قيم او حدود.
وفي الأيام الأخيرة لجأت المليشيا إلى حشد المواطنين في شوارع العاصمة صنعاء عبر مكبرات الصوت.. وتواصل اجتماعاتها التعبوية بعقال الحارات والأئمة والخطباء الموالين لها، وتطالبهم بإقناع المواطنين بالذهاب إلى جبهات القتال ضد قوات الشرعية.. ويقود التحركات المشرف الحوثي على أمانة العاصمة المدعو (خالد المداني)
وقال المحلل السياسي- ياسين التميمي, اصبح هناك اختلال موازين القوى على الأرض لصالح الجيش الوطني, وإسناد التحالف العربي للجيش الوطني في معاركه الأخيرة، كانت السبب الرئيسي في انهيار المليشيا الانقلابية وتقهقرها في العديد من الجبهات.
وأفادت مصادر في صنعاء أن مليشيا الحوثي طالبت قبيلة خولان عبر الشيخ محمد بن علي الغادر شيخ مشايخ خولان تسليم قبائله للأسلحة الثقيلة، وكان للشيخ موقف حازم ، بأن السلاح ملك القبيلة منذ زمن وخولان لم تدخل حتى الآن في الصراع مع أي أطرف فلا داعي لاستفزاز فرد القبيلة.
وقال ياسين التميمي أن هناك عامل آخر يقف خلف هذا الانهيار ويرتبط بانهيار الترتيبات السياسية التي كانت تعتمد بشكل أساسي على الثقل السياسي والعسكري للرئيس السابق صالح في صنعاء، وهو عامل انهار بمصرع صالح نفسه وانهيار أنصاره وحزبه كذلك”.
صراع النفوذ
وتؤكد المعلومات الواردة من صنعاء ان هناك أكثر من شخصية ترغب بالسيطرة على مقاليد الأمور وإزاحة الشخصيات الآخرى وكلهم من الهاشميين ذو النفوذ وعلى رأسهم محمد علي الحوثي وعبدالخالق الحوثي ويحيى الشامي وآخرين.
وقامت المليشيا الحوثية يوم أمس الأربعاء بتصفية القيادي الحوثي المعين من قبلها نائب قائد الأمن المركزي العميد على الغراسي ,داخل منزلة غرب العاصمة صنعا, كما قامت بتصفية مشرف المليشيا في منطقة سعوان , محمد الغيلي, أمام منزله.
واتهم محللون عسكريون القيادي المليشاوي “أبو على الحاكم” بتشكيل فرق اغتيالات متخصصة لتصفية المناوئين لها والمنافسين لجناح إيران المتشدد.
و قال الصحفي راجي عمار ان مرحلة تقاسم الغنائم والسلطة خلقت وستخلق شروخا كبيرة بين زعماء المليشيا ستؤدي في القريب العاجل الى تفجر الموقف بينهم.
مصادر عسكرية في العاصمة صنعاء أكدت اختفاء العديد من قيادات المليشيا الحوثية من العاصمة صنعاء, وسط خوف وهلع ينتاب قيادات المليشيا مع الحذر الشديد من أتباعها والمقربين منها,
ويرى المحلل السياسي “علي الحبيشي”أن صراع الأجنحة بين الأسر الامامية الطائفية بأبناء القبائل, هي صفة ملازمة للإماميين منذ القدم, فهم يتصارعون للسيطرة على أموال الناس وبدم ابناء القبائل.