حذر خالد مالك، رئيس تحرير صحيفة “الجزيرة”، وأحد أعمدة الصحافة السعودية، في مقال صحافي، من التباطؤ في إنقاذ الصحافة الورقية من أزماتها المالية.
وطرق أجراس الخطر بأن العام الميلادي الحالي (2018)، قد يشهد نهاية الصحافة الورقية ما لم تمتد يد الإنقاذ لها.
وبين في مقاله أن الصحافة تمر الآن بمنعطف خطير، ربما إذا ما تأخرت الحلول لمعالجة أوضاعها، وتم التباطؤ في أخذ القرار المناسب، “قد لا نستطيع أن نحتفظ بها، بوصفها صوتاً قوياً، وواجهة مؤثرة في خدمة بلادنا، والدفاع عن مواطنينا، ونقل الصورة الحقيقية الصادقة – وبكل الإخلاص – عن وطننا الغالي”.
رئيس تحرير صحيفة ” الجزيرة” السعودية، أوضح لـ”العربية.نت”، حيثياته. وقال إنه كتب قبل عامين تقريبا سلسلة حلقات عن مستقبل الصحافة الورقية، وإلى أين، وكان لها ردود فعل، لكن المؤسسات الصحافية بإصداراتها الورقية وقتها لم تكن تعاني كما هي اليوم، وحدث تواصل مع وزير الثقافة والإعلام، وكان متفهما. لكن الآن الأزمة، تزداد خطورة على المؤسسات الصحافية، فيما تتأخر عملية الإنقاذ لمسيرتها، التي قاربت 50 عاما، مع قلة الإعلان، المورد الأساسي للصحف.
وواصل المالك، سرد أسبابه لكتابة هذا المقال، قائلا: “إن الملك سلمان، وسمو ولي عهده اعتادا على دعم كل ما يخدم المملكة، وفي تصوري أن رؤية 2030 كانت حاضرة في أن الصحافة هي لسان حال المملكة، ضمن وسائل الإعلام الأخرى. وبالتالي وجهت الخطاب لهما لأني على يقين أن الصحافة يمكن إنقاذها مما تمر به الآن، محذرا من أنه إذا لم تتم المعالجة سريعا، فقد يكون عام 2018 عام الصحافة الأخير في الإصدار.
وأضاف أنه يرى أن الصحافة الالكترونية مكملة للورقية، ولذلك يجب أن تتطور الصحافة، لأن المؤسسة الصحافية وحدها لا تستطيع أن تفعل شيئا بدون الدعم الحكومي، كما حصل للأندية الأدبية والرياضية والجمعيات الخيرية.
وأشار المالك إلى أن كثيرا من الصحف أجرت عمليات جراحية لتقليص النفقات، بعدما انحسر الإعلان، وهو مصدرها الرئيس للإيرادات، حتى وصل الأمر بها إلى المساس بما كان يُصرَف على عناصر القوة فيها، من استقطاب للكفاءات الصحافية والكتَّاب، ومن لجوء إلى تخفيض عدد الصفحات والكميات المطبوعة من الصحف.
وتابع أن المؤسسات بالغت في الترشيد مضطرة إلى ذلك، فألغيت مكاتب صحافية لها في الداخل والخارج، واستغنت عن مراسلين صحافيين في الداخل والخارج أيضاً، وتطور الأمر إلى تحجيم الإصدارات الإلكترونية بعد أن أصبح الإنفاق على استمرارها متعذرا، وصولاً إلى هيكلة المؤسسات الصحافية بعمليات جراحية، بما مثل تراجعاً مخيفاً في استمرارها قوية كما كانت.