قالت منظمة صدى المهتمة بحقوق الصحفيين في تقريرها السنوي إنها وثقت 2250 انتهاكا بحق الصحفيين خلال الثلاثة الأعوام الماضية معظمها ارتكبت مليشيا الحوثي 85%. منها
وكشف التقرير الذي دشنته المنظمة صباح اليوم تحت عنوان “ثمن الخذلان” في مارب، عن استشهاد 22 صحفيا دفعوا أرواحهم ثمنا للحقيقة وكذا 15 صحفيا لازالوا يخضعون لأساليب متعددة من التعذيب حسب التقرير.
وأوضح التقرير أن العاصمة صنعاء مثلت المدينة الاخطر على الصحفيين طوال الثلاثة الاعوام الماضية حيث شهدت اكثر من 1980 انتهاك بنسبة 88% من اجمالي الانتهاكات بحق الصحفيين المرصودة.
بينما أظهرت نتائج التقرير أن المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية حققت نسبة اعلى في تأمين المؤسسات الاعلامية والعاملين في حقل الصحافة والاعلام.
وكان وزير الإعلام معمر الارياني، قد رعي حفل اعلان المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين تقريرها الاول عن الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيين خلال ثلاثة أعوام منذ الانقلاب.
أكد وزير الأعلام معمر الارياني ان ما تقوم به مليشيا الانقلاب الحوثية من استهداف وانتهاكات وجرائم بحق الصحفيين والاعلاميين تعتبر جرائم حرب ولا تسقط بالتقادم.
وناشد المجتمع الدولي وهيئاته الاقليمية والدولية بالضغط على المليشيا للإفراج عن الصحفيين المختطفين وإيقاف كافة الانتهاكات ضدهم وإنهاء المعاناة التي يقاسيها ذويهم.
جاء ذلك خلال فعالية إطلاق التقرير الأول للمنظمة الوطنية لإعلاميين اليمنيين (صدى) اليوم بمحافظة مارب تحت عنوان (ثمن الخذلان) .والذي رصد الجرائم والانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون والاعلاميون اليمنيون بين عامي 2015-2017م.
وأشاد الارياني بالدور النظالي الوطني للصحفيين والاعلاميين اليمنيين في فضح جرائم مليشيات الحوثي الايرانية ضد ابناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم الصحفيين الذين يتعرضون لصنوف التعذيب والاخفاء القسري في سجون مليشيا الانقلاب الحوثي الايرانية.
مشيرا الى ما قامت به مليشيات الحوثي الايرانية منذ الوهلة الاولى من انقلابها من استهداف للمؤسسات الاعلامية والاعلاميين والصحفيين حيث استولت على بعضها واغلقت البعض واعتقلت واخفت قسريا العشرات من الاعلاميين وقامت بتعذيب وقتل اخرين وما يزال حتى الان العشرات من الاعلاميين قابعين في سجونها تحت التعذيب بهدف قمع الحريات وتكميم الافواه ومنع نقل وتغطية وفضح الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب اليمني.
واكد الوزير الارياني ان الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون والاعلاميون والمؤسسات الاعلامية من قبل المليشيات الحوثية تتصدر اهتمامات واولويات برنامج الوزارة للعام الجاري من خلال تحريك هذا الملف في كافة المحافل الاقليمية والدولية من اجل ايقافها واطلاق المعتقلين والمخفيين قسريا وتخفيف المعاناة عن اسر الاعلاميين المعتقلين والمخفيين والشهداء الى جانب تخفيف معاناة العاملين في القطاع الاعلامي في اليمن ومن نزح الى المحافظات المحررة من خلال العمل على صرف رواتبهم بشكل منتظم خاصة وقد صدرت توجيهات الحكومة بذلك.
لافتا الى ان الحكومة قدمت ما تستطيع اليه من مساعدات للاعلاميين ضحايا انتهاكات مليشيات الحوثي الايرانية منها علاج أكثر من مئة صحفي واعتمدت اعانات لأسر الصحفيين المعتقلين والمخفيين قسرياً.. معربا عن شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، التي استقبلت نحو خمسمائة صحفي يمني وتعاونت في إعادة بث القنوات اليمنية الرسمية.
وأشاد وزير الاعلام بمناخ الحريات التي يتمتع بها الاعلاميون والصحفيون في محافظة مأرب التي استقرت فيها اعداد كبيرة من الاسرة الصحفية، وهو ما يؤكد تواجد الدولة التي هي الضامن لجميع الحقوق والحريات التي انتهكتها عصابة الحوثي الايرانية التي أغلقت مكاتب القنوات وجميع الصحف والمواقع الالكترونية الاخبارية ووصلت الى حجب منصات التواصل الاجتماعي .
من جانبه دعا وكيل محافظة مارب الدكتور عبدربه مفتاح كافة الصحفيين والاعلاميين الى رص الصفوف وتوحيد الكلمة في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن من أجل القضاء على عصابة الحوثي الايرانية التي أصبحت تلفظ أنفاسها الاخيرة بفضل ضربات ابطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.. مؤكدا ان هذه المليشيات ستذهب قريبا الى مزبلة التاريخ.
من جهته تحدث رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى) عما يتعرض له الصحفيون في سجون مليشيا الحوثي.
وقال إن التقرير توصل إلى أرقام مروعة عن حم الانتهاكات اتي تعرض لها الصحفيون، مشيرا إلى أن 22 صحفيا دفعوا أرواحهم ثمنا للحقيقة.
وأضاف الصوفي أن 15 صحفيا لا يزالون يتعرضون للتعذيب الوحشي في سجون ومعتقلات مليشيا الحوثي، معربا عن أسفه لموقف المنظمات الدولية وكذلك الحكومة الشرعية على تلك الجرائم رغم أنها ورقة إنسانية بحتة ورابحة بيد الحكومة.
واستعرض التقرير حجم الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية منذ انقلاب مليشيا الحوثي صالح في سبتمبر 2014.
وكشف التقرير مقتل 22صحفي منهم 6صحفيين قتلوا قنصا برصاص الانقلابيين، واثنين منهم قتلوا بعد أن وضعتهم مليشيا الحوثي كدروع بشرية بمخازن أسلحة، وصحفي قتل مسموما وصحفية قتلت بظروف غامضة ولم تعرض على طبيب شرعي، وأن 30 صحفيا نجو من القتل بحسب التقرير.
وأوصى التقرير الحكومة الشرعية بالضغط على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من أجل الإفراج عن الصحفيين المختطفين لدى جماعة الحوثي، والتحقيق في حوادث الانتهاكات التي ارتكبتها أطراف محسوبة عليها وتقديمهم للعدالة.
كما طالب الحكومة الشرعية بتحمل مسؤوليتها في الوفاء بوعودها بصرف رواتب العاملين في المؤسسات الإعلامية المختلفة، وتوفير رواتب خاصة بالصحفيين النازحين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وإيقاف معاناتهم.
وعبرت منظمة صدى عن الأسف لتراخي المنظمات التابعة للأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية تجاه مايجري للصحفيين اليمنيين من عملية تنكيل ممنهجة. داعية الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة في ممارسة أقوى الضغوط على جماعة الحوثي في الإفراج الفوري عن الصحفيين المختطفين، والتوقف عن ممارساتها المخالفة للقانون الدولي الإنساني، وقوانين حقوق الإنسان.
وأوصى التقرير باعتماد يوم التاسع من يونيو من كل عام كيوم للصحفيين اليمنيين. ودعت زملاء المهنة الصحفية إلى إيلاء قضية الصحفيين المختطفين الأولوية في تغطياتهم الإعلامية، وتحويلها إلى قضية رأي عام.