“سبتمبرنت”
البيضاء تعرضت للتهميش والإهمال بسبب السياسيات الخاطئة للنظام السابق كغيرها من المحافظات الأخرى، إلا أنها أضحت نموذجاً للمقاومة والتضحية في سبيل الدفاع عن الوطن والجمهورية، حيث كانت من أوائل المحافظات اليمنية التي قاومت الإماميين والكهنوتيين الجدد (مليشيا الحوثي الانقلابية).
البيضاء وبالفم المليان قالت: لا للسلاليين، لا للكهنوتيين، الذين قسموا الشعب إلى قناديل رعاة ينحدرون من ماء السماء، وزنابيل رعية مخلوقة من طين الأرض. فقاومت ورفضت الحوثيين بعد سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر 2014م، ومثلت البيضاء حتى الآن أكبر بؤرة استنزاف لعناصر الانقلابيين،«26 سبتمبر» تنشر احصائية لجرائم المليشيا خلال الثلاث السنوات الماضية وتشير الاحصائيات الى مقتل أكثر من 5000 من المليشيا الحوثية وأكثر من 8000 مصاب منذ بداية الحرب على المحافظة، والتي بات يطلق عليها لقب «حصاد القيادات»، في إشارة إلى كثرة القيادات الحوثية التي لقيت مصرعها على يد مقاومة البيضاء.
إلا أن ردة فعل المليشيا الانقلابية كان أيضاً قاسياً، فارتكبت أكثر من 8632 جريمة وانتهاكاً بحق المدنيين من أبناء البيضاء، تنوعت بين القتل والاختطاف والتعذيب وهدم المنازل وتهجير السكان..
خلال 3 أعوام ارتكبت مليشيا الحوثي الانقلابية 8639 جريمة وانتهاكاً بحق المدنيين في محافظة البيضاء منذ محاولة المليشيا الانقلابية اقتحام المحافظة نهاية العام 2014م وحتى ديسمبر 2017م.
كشفت احصائية حديثة أعدتها صحيفة «26 سبتمبر» أن المليشيا قتلت 842 مدنياً، بينهم 38 طفلاً و12 امرأة، إضافة الى 17 حالة تصفية وإعدام، واصابة 1230 مدنياً بينهم 94 طفلاً، و64 امرأة، وبلغ عدد الممتلكات العامة المتضررة 253 مرفقاً تنوعت بين تضرر كلي وجزئي، وتدمير طال 84 مرفقاً تعليمياً، و17 مرفقاً صحياً، و115 مرافقاً حكومياً، و16 مرفقاً خدمياً، و6 مواقع أثرية و35 مركزاً دينياً.
كما بلغ عدد الممتلكات الخاصة المتضررة 681 مبنىً طالتها الأضرار الجزئية أو الكلية أو التدمير أو الاقتحام والاستيلاء ونهب محتوياتها، كما بلغ عدد المنازل المتضررة 787 منزلاً ومجمعين سكنيين و12 مقراً حزبياً، و4 مصانع، و41 محلاً تجارياً، ونهب 54 سيارة ومركبة، وتدمير واحراق 28 مركبة أخرى ونهب 382 منزلاً، و19 محلاً تجارياً، و6 مؤسسات وشركات تجارية، و7مقرات حزبية، و18 جمعية ومؤسسة خيرية، وأكثر من 350 سلة غذائية، كما اقتحمت المليشيا 11 مسجداً وفرض خطباء بالقوة، و32 مدرسة، كما عمدت المليشيا على اقامة الندوات الطائفية.
وأكدت مصادر خاصة لـ«26 سبتمبر» أن المليشيا الانقلابية احتجزت تعسفياً 782 شخصاً، بينهم 267 سياسياً، و9 إعلاميين، و98 ناشطاً، و20 طفلاً.
ووصل عدد المخفيين قسراً 132 مدنياً، وعدد الذين تعرضوا للتعذيب 64 شخصاً. وبلغ عدد ضحايا الألغام التي زرعتها المليشيا في المواقع التي انسحبت منها 31 مدنياً، بينهم امرأة، و13 طفلاً، وخطفت المليشيا 365 شخصاً، بينهم 31 سياسياً، و25 ناشطاً، و117 عاملاً، و3 اطفال، و668 حالة تهجير قسري، و1688 حالة نزوح، وطال العقاب الجماعي 19 حالة، وتدمير 10 آبار مياه.
كما عمدت المليشيا الانقلابية على نهب الأموال والممتلكات العامة والخاصة، حيث رصدت 15 حالة نهب مال عام، و6 حالات نهب أراضي، و21 حالة أتاوات، إضافة الى 76 حالة اقصاء من الوظيفة العامة، و220 حالة نهب ومصادرة مرتبات موظفين حكوميين، و46 حالة تهديد بالفصل من الوظيفة العامة، إضافة الى الاستقطاعات من رواتب الموظفين لصالح المجهود الحربي وغيرها من الجرائم والانتهاكات التي تمارسها مليشيا الاجرام الحوثية بحق أبناء محافظة البيضاء.
1029 انتهاكاً في قرية الزوب
أرقام مفزعة عن حجم الانتهاكات والدمار التي تعرضت لها قرية «الزوب» المحاصرة من انتهاكات ارتكبتها مليشيا الحوثي ضد المدنيين خلال ثلاثة أعوام من شن الحرب عليها عقب انقلابها على السلطة الشرعية.
وحسب مصادر خاصة لصحيفة «26 سبتمبر» فإن قرية الزوب المحاصرة في مديرية القريشية بمحافظة البيضاء، تعرضت لـ1029 انتهاكاً لمقاومتها سيطرة الحوثيين وعدم استسلامها لهم.
وقتلت مليشيا الحوثي، بالقصف العشوائي والقنص 29 مدنياً من أبناء القرية، وأصيب 64 آخرون بينهم نساء وأطفال، ومنعت إسعاف الجرحى حيث ما زال الكثير يعاني حتى اليوم من الجروح لعدم توفر الرعاية الصحية.
كما اختطفت خلال ثلاثة أعوام 100 مواطن من أبناء القرية، ودمرت أكثر من 279 منزلاً جراء قصفها المتعمد بالقذائف، منها 5 منازل تمت تسويتها بالأرض، و59 منزلاً هُدمت جزئياً، وأصبحت غير صالحة للسكن وأضرار متفاوتة في بقية المنازل.
كما هجرت المليشيا 350 أسرة قسرياً من منازلها في القرية، ودمرت 3 مدارس، ونهبت 37 سيارة وناقلة، إضافة الى قيامها بنهب محتويات المستشفى الوحيد بالقرية وتحويله إلى ثكنة عسكرية.
وفي السياق ذاته قصفت مليشيا الحوثي الخميس 12 أكتوبر 2017م، منازل المواطنين في قرية الزوب، مما أدى إلى إصابة امرأتين بإصابات خطيرة.
وأكدت المصادر أن الحوثيين يمنعون إسعاف المصابات ما يهدد حياتهن بالموت، والتي تُعد من ضمن جرائم وانتهاكات المليشيا المستمرة ضد القرية المحاصرة منذ ثلاثة أعوام.
إعدام كهل أمام أسرته
في 9 مارس 2016م، وفي جريمة وحشية وبشعة اهتزت لها محافظة البيضاء، أقدمت مليشيا الحوثي على قتل شيخ مسن داخل منزله وأمام عائلته في قرية الزوب مديرية القريشية.
مصادر الصحيفة قالت إن المليشيا اطلقت الرصاص على الحاج عباد محمد علي الزوبة 75 عاماً وأردته قتيلاً داخل منزله على أطراف قرية الزوب، على خلفية منعه للمليشيا التمركز في منزله لقتال أهالي القرية المحاصرة منذ أسبوع، ما دفع الحوثيين الى قتله أمام عائلته بدم بارد.
تدمير خبزة وتهجير سكانها
تقع قرية خبزة في مديرية القريشية بمحافظة البيضاء، نالت هي الأخرى نصيب الأسد من انتهاكات مليشيا الحوثي، حيث تم تهجير 278 أسرة من القرية، والتي يبلغ تعداد سكانها 1300 نسمة وفقاً لبيانات رسمية، إضافة الى ارتكاب 823 جريمة وانتهاكاً، تنوعت بين القتل والإعدامات الميدانية والاختطاف، وتفجير المنازل والقصف بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة للمنازل والمزارع ونهب الممتلكات وغيرها من الجرائم والانتهاكات.
وقال أحد نازحي القرية لـ«26 سبتمبر»: أن هذه الممارسات الوحشية والمفرطة التي قامت بها مليشيا الحوثي الانقلابية ضد سكان قرية خبزة في الانتقام من ممتلكات ومنازل المواطنين وتهجير الأسر تعود أسبابه إلى المقاومة الشديدة والقوية التي لاقاها الحوثيون في القرية التي تصدت لهم بكل بسالة وجعلتها تدفع ثمناً باهظاً.
موضحاً أن المليشيا قامت بعملية تهجير قسري لـ278 أسرة من القرية، وهو مجموع الأسر في القرية، كما قامت بتدمير 46 منزلاً بينها 16 منزلاً جرى تدميرها كلياً، فيما لحقت بقية المنازل أضراراً متفاوتة كما لم تسلم من النهب.
وما تزال كثير من أسر قرية خبزة تعيش وضعاً إنسانياً صعباً، مشردة بلا مأوى رغم الاتفاق بين الحوثيين وأبناء القبيلة على وثيقة تقضي بعودة جميع النازحين والمهجرين إلى ديارهم وانسحاب المليشيا منها مع التزامهم بتعويض كل المتضررين من أبناء القبيلة.
المصادر أكدت للصحيفة أن المليشيا الحوثية قتلت 48 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وإصابة 93 آخرين، و6 حالات تصفية وإعدام، و29 حالة اختطاف، ونهب 8 محلات تجارية وردم 4 آبار مياه وإحراق سيارات مواطنين ونهب بعضها.
تفجير المنازل
يعتبر تفجير المنازل في محافظة البيضاء بمديرياتها العشرين من قبل مليشيا الحوثي روتيناً شبه يومي, وبحسب تقارير ميدانية لصحيفة «26 سبتمبر» فقد بلغت عدد المنازل المدمرة والمتضررة (279) و(59) منزلاً هُدم جزئياً، وأصبح غير صالح للسكن و(215) منزلاً متضرراً بأضرار متفاوتة جراء الاستهداف المتعمد بالقذائف المختلفة.
جرائم بشعة
في يوم الجمعة 26 فبراير 2017، أفادت مصادر صحافية في مديرية مكيراس عن مقتل شقيقين (بسام صومل، وشقيقه البالغ 15 عاماً)، وأصيب والدهما بنيران مسلحي المليشيا الحوثية. وقالت المصادر: إن مسلحي المليشيا هددوا بتفجير المنزل بمن فيه، وعقب تدخلات من المواطنين تم إخراج النساء والأطفال من المنزل، ليباشر الحوثيون برمي القنابل اليدوية على المنزل حتى تم تفجيره.
أقدمت مليشيا الحوثي الانقلابية الأربعاء 27 يوليو 2016 على ارتكاب جريمة بشعة قامت خلالها بتصفية مواطن من أبناء مديرية ولد ربيع التابعة لقيفة رداع بالمحافظة.
وقال مصدر محلي في المديرية إن مسلحين يتبعون مليشيا الحوثي على متن طقمين اقتحموا منزل بني المحمدي في منطقة المنصورة بمديرية ولد ربيع، وقاموا باعدام المواطن أحمد عبده المحمدي أمام أهله وأسرته قبل أن يغادروا المنزل، كما اختطفوا نجل شقيق الضحية واقتادوه الى جهة مجهولة.
في 7 ديسمبر 2017، أقدمت المليشيا الانقلابية على اختطاف الناشط الحقوقي مجاهد السلالي بمدينة البيضاء وتسليمه لجهات استخباراتية وبعد أيام عثر عليه في البيضاء بحالة صحية سيئة.
كما قام مسلحو الحوثي بقصف قرية «حمّة صِرار» في قيفة رداع وأصيب 3 أشخاص من أهالي القرية، وتدمير 7 منازل مع تضرر 5 منازل أخرين.
اختطاف وإعدام
يوم الأربعاء 3 أغسطس 2016، قتلت مليشيا الحوثي 4 مشايخ من قبيلة آل عمر، بعد أن اختطفتهم يوم الأحد 31 يوليو 2016م من داخل منازلهم في مديرية ذي ناعم، وقد عثر المواطنون على جثثهم في إحدى الشعاب بمديرية الملاجم بمحافظة البيضاء.
وأوضحت المصادر أن القتلى هم: الشيخ أحمد صالح العمري، والشيخ محمد أحمد العمري، والشيخ صالح سالم بنه، وصالح أحمد صالح العمري.
وفي يوم الثلاثاء 12 سبتمبر 2017، شنت المليشيا الانقلابية حملة اختطافات ضد أنباء مديرية السوادية واختطفت 12 مواطناً ونقلتهم إلى منطقة مجهولة».
ألغام المليشيا
يوم الخميس 19 أكتوبر 2017م، قتل 5 مواطنين وأصيب آخرون، في انفجار لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي الانقلابية في منطقة قيفة.
وفي يوم الجمعة 18 أغسطس 2017م، ارتكبت المليشيا الحوثية، جريمة مروعة في محافظة البيضاء، حيث أقدمت المليشيا على زراعة سيارات بالألغام وتفجيرها، وعندما حاول المواطنون اسعاف الجرحى أطلقت المليشيا قذائف عليهم، فحاولوا الهرب إلا أن لغماً أرضياً انفجر بهم وقتل عدداً منهم.