“سبتمبر نت”
لم يتوانى أبطال الجيش الوطني لحظة واحدة عن تحقيق المزيد من الانتصارات الميدانية على مليشيا الحوثي الانقلابية بعد تحريره مديريات بيحان، وإعلان شبوة محافظة محررة، بل واصل تقدماته الميدانية وصولا إلى محافظة البيضاء، ليخوض أول معاركه ضد الانقلابيين وتحرير مديريتين في المحافظة ذات الأهمية الاستراتيجية.
أبطال الجيش الوطني ومنذ تحريرهم مديريات بيحان، منتصف شهر ديسمبر الجاري، لم يتوانوا عن استرجاع ما ظنت المليشيا الحوثية الانقلابية أنهم سيطروا عليه في محافظة البيضاء، المجاورة، فكانت أيام ما بعد تحرير بيحان، حبلى بالانتصارات والملاحم البطولية الذي سطرها أبطال الجيش الوطني بدمائهم، بتحرير مديريتي ناطع، ونعمان.
الجيش الذي أتخذ قراراته بالحسم والانتصار، وهو في طريقه لتقديم معارك تغير الخريطة العسكرية والسياسية، فليس هناك من قوة على الأرض يمكنها الوقوف بوجه جيش وطني يخلد في سجله ملاحم مليئة بالبطولات.
“سبتمبر نت” في زيارة له إلى حيث يرابط أبطال الجيش الوطني في جبهة القنذع، بمديرية نعمان، أولى مديريات البيضاء، من اتجاه بيحان، تابع انتصارات الجيش الوطني، ورصد أبرز الضربات القاسمة والموجعة التي تلقتها مليشيا الحوثي الانقلابية من قبل أبطال الجيش الوطني مسنودا بمقاتلات التحالف العربي.
البيضاء مفتاح الحسم
بوصول قوات الجيش الوطني إلى محافظة البيضاء، وتحرير مديرية نعمان، أولى مديرياتها في الـ25من ديسمبر، توالت هزائم المليشيا الانقلابية التي باتت في الرمق الأخير.
رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني اللواء محسن خصروف، أكد أنه بتحرير محافظة البيضاء، تتلقى المليشيا الانقلابية خسارة كبيرة بفقدانها السيطرة على محافظة تتمتع بموقع استراتيجي، فهي تتوسط البلاد وتتصل بسبع محافظات يمنية، أربع منها في الشمال هي مأرب، وذمار، وإب، وصنعاء، وثلاث في الجنوب هي أبين، والضالع، وشبوة.
وقال اللواء خصروف خلال زيارته لجبهة البيضاء الخميس الماضي ” اننا نقترب من محافظة البيضاء ومقاومة البيضاء، المقاومة الرائدة بلا منازع، وذلك لما تحققه من إنجازات في مواجهة المليشيا الحوثية وبلا دعم”، موضحا أن هناك الكثير من تكالبوا على مقاومة البيضاء، لكنها انتصرت، وها هي اليوم تنتصر وتتغلب على المليشيا في الميدان وتحقق اروع الانتصارات.
وأكد انه حين تلتحم قوات الجيش والمقاومة الشعبية في البيضاء سيكون النصر عاجل، وان تحرير البيضاء سيشكل منطلق لتحرير بقية المناطق عما قريب.
وعن انتصارات الجيش الوطني الأخيرة وسيطرته على مديريتي ناطع ونعمان، أوضح خصروف أن هاتين المديريتين تشكلان محوري قتال على طريق تحرير باقي أجزاء البيضاء من منطلق واسع جغرافيا سيساعد على الحصول على الدعم السكاني والحركة المرنة على الأرض للوصول إلى الأهداف المرسومة التالية عملياتيا.
وبتحرير البيضاء، يتم تأمين محافظتي شبوة، ومأرب، علاوة على كونها محور الانطلاق عقب ذلك لتحرير محافظتي ذمار، وصنعاء.
العميد محمد بن ناجي الصلاحي رئيس عمليات اللواء 26 مشاه من جانبه تحدث عن سير العمليات القتالية والانتصارات من الناحية التكتيكية العسكرية التي حققها أفراد وأبطال الجيش الوطني، في معارك تحرير البيضاء، عقب تحرير مديريات بيحان.
وأوضح الصلاحي “أن المعارك في البيضاء، وتحرير الجيش الوطني لمديريتي نعمان، وناطع، يأتي بعد يوميين تقريبا فقط من تحرير مديريات بيحان، التي انطلقت فجر الـ15من شهر ديسمبر، عبرت ثلاث محطات بدأت بتحرير الجيش الوطني منطقة الساق، في بيحان، وصولا إلى مفرق السعدي، ومن ثم الانطلاق عقب ذلك إلى مفرق مبلقة، وتحريره، وصولا إلى بيحان العليا، وتحريرها بالكامل، ليتمكن أبطال الجيش الوطني عقب ذلك من دخول مديرية نعمان، أولى مديريات البيضاء، وإسقاطها ومن ثم مديرية ناطع.
وأكد ان انتصارات الجيش الوطني هي انتصارات رائعة تتناسب مع حجم المهام وحجم المؤاتاة التي شاركت في المعركة، مؤكدا تحقيق المزيد من الانتصارات في الأيام القادمة على المليشيا الحوثية التي انهارت عناصرها في المحافظة التي، لا تمتلك حاضنة شعبية فيها، حيث ان نفوذ هذه المليشيا ظل محدودا بسبب المقاومة الشرسة التي واجهتها هناك طيلة ثلاث سنوات مضت.
وتحدث “أنه مع التحام قوات الجيش الوطني مع مقاومة البيضاء، سيكون النصر وتحرير كافة مديريات المحافظة من المليشيا العبثية، خصوصا وأن المليشيا أضحت منهارة وسقوط مئات القتلى والجرحى والأسرى من عناصرها في قبضة الجيش الوطني”.
مقاتلات التحالف العربي كان لها دورا بارزا في عملية تحرير البيضاء، وإسقاط مديريتي ناطع، ونعمان، بيد الجيش الوطني، وذلك من خلال استهدافه المكثف مواقع وتعزيزات المليشيا الحوثية، حيث ساعد هذا الدور إيجابيا في تحقيق النصر وانجازه في زمن قياسي.
وعن استعدادات المعركة القادمة، يؤكد الصلاحي ان الجيش الوطني وأبطال المقاومة الشعبية على استعداد كامل لمعركة الحسم ضد المليشيا الانقلابية، ولن تتوقف العملية عند تحرير البيضاء فحسب، بل سيكون التقدم والنصر وصولا إلى العاصمة صنعاء وتحريريها، وتحرير كافة تربة اليمن.
ودعا الصلاحي ممن تعاونوا مع المليشيا الحوثي من أبناء وقبائل البيضاء، سوء بالترهيب أو بالترغيب إلى نفض غبار الذل، والعودة إلى حضن الشرعية.
من جانبه، العقيد حسين صالح شعفل، قائد الكتيبة الثالثة في اللواء26مشاة، قال ان معنويات الجيش الوطني المرتفعة الراغبة في تحقيق النصر على عناصر مليشيا الانقلاب، كانت عامل مهم ساعدها في دحر الانقلابيين خلال ساعات قلائل إلى عقبة القنذع، حيث تدور المعارك العنيفة، موضحا ان المليشيا استماتت في مواجهة الجيش، غير أن عزيمة أبطال الجيش في تحقيق النصر ساعدتهم في اختراق صفوفها وتكبيدها مئات القتلى والجرحى والأسرى، ما أدى إلى انهيار صفوفها وفرارها إلى الحيود والجبال.
وذكر ان المقاومة الشعبية من أبناء قبائل البيضاء، كان لها دورا كبيرا في مساندة الجيش الوطني خلال المعارك، الأمر الذي ساعد ايضا في الحسم والانتصار.
مع الانتصارات الكبيرة التي تسطرها قوات الجيش الوطني في البيضاء، بعد تحريريها ناطع، ونعمان، عمدت المليشيا الحوثية على تفجير العديد من الجسور، والعبارات، على طريق الحبج، بمديرية الزاهر، في الخط الواصل بين المديريات المحررة وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها خوفا من أي تقدم لقوات الجيش الوطني ومحاولة منها لإعاقته، إضافة إلى محاولة عرقلته من الالتحام بمقاومة البيضاء ومدها.