لن تنسى محافظة حضرموت، بمديرياتها وقراها، ماحظيت به من الاهتمام من قبل دولة الإمارات العربية الشقيقة خلال العام 2017، من مشاريع اغاثية وتنموية وصحية وتعليمية و ومشاريع المياه والكهرباء والبنى التحتية والتي شملت معظم احتياجات المواطنين.
وستظل ذاكرة مواقف عام الخير الذي أطلقة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة، وبمتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ، وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتنفيذ سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وكانت الهيئة قد شاركت بشكل كبير في استعادة دورة الحياة الطبيعية واستقرار الخدمات الاساسية وهو ما انعكس بشكل إيجابي على حياة الناس في حضرموت، وما زالت الهيئة تبذل جهوداً مضاعفة في عدد من القطاعات المهمة بهدف تحسين الخدمات ومساعدة السكان من خلال تنفيذ حملات اغاثية تهدف إلى تحسين الحياة المعيشية للمواطنين.
متمثلة في تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية وتنموية لمساعدتهم على تجاوز الظروف المعيشية الصعبة التي شهدتها المحافظة بسبب احتلال عاصمة المحافظة من قبل تنظيم القاعدة الارهابي كذلك الحصار الغاشم التي فرضتها مليشيات الحوثي الايرانية على اليمنيين والذي أسفر عن تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية والصحية والبيئية في تلك المناطق.
لذا جاءت خطط الهيئة لتوفير الاحتياجات الضرورية للسكان والأهالي هناك بصورة عاجلة لإنقاذهم، وتحسين سبل حياتهم.
وأكد ذلك رئيس الهلال الأحمر الإماراتي بحضرموت عبدالعزيز الجابري، حيث قال: “أن الهيئة عززت وجودها في اليمن عبر تنفيذ المشاريع التنموية التي تنهض بمستوى الخدمات الأساسية في المجالات الصحية والتعليمية والخدمية، ومشاريع توفير المياه الصالحة للشرب والكهرباء، وخدمات البنية التحتية الضرورية”.
وقال الجابري أنّ المرحلة القادمة ستشهد تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع التي يتم تقديمها وفقا للاحتياجات الفعلية للمتأثرين في اليمن، مشيرا إلى أن هيئة الهلال الأحمر تعمل بقوة على الساحة اليمنية لمساندة المتأثرين على تجاوز ظروفهم الصعبة عبر برامجها الممتدة لجميع السكان هناك.
وتجدر الإشارة الى أن العام 2017 شهد بصمات بارزة ليست بغريبة على دولة الإمارات الشقيقة متمثلة بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي… فيما يلي نذكر أبرزها:
جسر بحري اغاثي لدعم الجانب الغذائي والإنساني:
استقبلت ميناء المكلا منذ شهر يناير ولغاية ديسمبر من العام الجاري 2017 وصول عدد ( 8 ) سفن اغاثية محملة بمئات الأطنان من المواد الغذائية الاساسية المقدمة من دولة الأمارات العربية المتحدة، تم توزيعها على محافظة حضرموت وشبوة وذلك في إطار جهود دعم المحافظات المحررة، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، لتقديم كل ما من شأنه أن يلبي احتياجات المواطنين من المساعدات الإغاثية والتنموية، لدعم الأمن الغذائي بالمحافظة، وتنفيذاً لوصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بأهل اليمن.
وتعتبر هذه الشحنات من المساعدات الغذائية التي وصلت عاصمة محافظة حضرموت مدينة المكلا كان لها دور اساسي في دعم الجهود الإغاثية التي تبذلها الهيئة للحد من تفاقم المعاناة الإنسانية على الساحة اليمنية، والتي تعتبر جزاء من البرامج التي تنفذها الهيئة في حضرموت وشبوة .
أنعاش قطاع الصحة:
يعد قطاع الصحة في محافظة حضرموت وشبوة من القطاعات الخدمية الأكثر تضرراً لما لحق به من أضرار جراء الحصار واحتلال مدينة المكلا من قبل تنظيم القاعدة الارهابي منذ عامين، والتي عكست سلباً بظلالها على مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين والمرضى، وبالرغم من التدهور الكبير الذي كانت تعيشه المرافق الصحية والطبية في البلد قبل الأزمة، إلا أن الحرب جاءت لتقضي على ما تبقى منها وإيصالها لحالة كارثية تهدد حياة الملايين، وفق تقارير أممية،وما يعانيه هذا القطاع من أوضاع متدهورة، دفع بدولة الإمارات العربية المتحدة عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى سرعة تقديم المساعدات العاجلة لانتشال المرافق والمنشآت الصحية وإنعاشها بجملة من المشاريع التنموية ضمن الاستجابة الإنسانية التي أطلقتها القيادة الرشيدة بدولة الأمارات تجاه الأزمة الراهنة التي تعيشها اليمن ومساعدته من أجل النهوض واجتياز هذه المحنة ودعم استقراره والنهوض بالقطاعات الأساسية على وجه التحديد.
حيث قامت الهيئة بافتتاح عدد ( 8 ) مراكز صحية بمحافظتي حضرموت وشبوة ومنها مبنى الصدر والسل في مديرية المكلا ومركز عرقة الصحي بشبوة مركز النجدين الصحي بمديرية الضليعة ومركز الديس الشرقية الصحي والوحدة الصحية بمنطقة ربوة خلف بالمكلا ومستشفى عتق العام بشبوة ومركز الغيضة الصحي بالديس الشرقية ومستشفى الجول بمديرية حجر، إلى جانب تقديم دعم طبي كبيرعلى عدة مراحل، شمل أجهزة ومعدات طبية حديثة، مثل معدات الإنعاش ومعدات كهربائية، وعربات طوارئ وأكسجين، وأجهزة تعقيم، كما واصلت الهيئة تقديم المعونات الطبية لعدة مستشفيات في حضرموت وشبوة ومنها مستشفى ابن سيناء ومستشفى المكلا للأمومة والطفولة ومستشفى عتق، وتوفير كميات كبيرة من الأدوية المجانية لعدة مركز صحية، وكذا تقديم جهازين فحص متطور ْ سي بي سي لمركز خيري بالقطن ومركز اللسك الطبي و دعم اصحاب الامراض المزمنة وذوي الاعاقة في شبوة و توزيع ادوية علاجية ومحاليل غسيل على مراكز غسيل الكلى بشبوة ومستشفى رماه بصحراء حضرموت و تسليم الة رش ومواد مكافحة البعوض مع موادها التعليم.
مشاريع التعليم:
لم يقتصر الأمر على القطاعات الخدمية، بل امتد خير الهيئة ليشمل قطاع هام، وهو قطاع التعليم ، حيث قامت الهيئة بتوقيع مذكرة تفاهم مع السلطة المحلية لدعم مشاريع التعليم بالمحافظة إذ تبنت الهيئة إعادة تأهيل وصيانة عدد ( 12 ) مدرسة بحضرموت وشبوة وتزويدها بما تحتاج من أثاث وأجهزة حواسيب ، وهي مدرسة زغفة بالشحر ومدرسة بئر علي وعتق بشبوة و مدرسة الريضة بمديرية تريم و مدرسة الشعابات بمديرية الضليعة و اربعه مدارس بشبوة و مبنى ثانوية رماه بصحراء حضرموت وتجهيز مرافق ثانوية تريم ومبنى المكفوفين بتريم و اطلاق مشروع الحقيبة المدرسية بمديريات حضرموت ساحلاً ووادياً ، وتزويد المدارس بحافلات كبيرة لنقل الطلاب وحرصت الهيئة أيضاً على إعطاء ذوي الاحتياجات الخاصة اهتمام خاص، من خلال إعادة تأهيل عدداً من الجمعيات والمؤسسات الخاصة بدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، مما ساهم في التخفيف من معاناة هذه الفئة الهامة في المجتمع والتي تحتاج إلى الرعاية.
إلى جانب تقديم أجهزة كمبيوتر واثاث مكتبي والعاب لذوي الاحتياجات الخاصة لعدد من الجمعيات بحضرموت وتوقيع مذكرتي تفاهم لدعم مشاريع المياه والتعليم بوادي حضرموت. يأتي ذلك ضمن جهود الهيئة للارتقاء بالعملية التعليمية في اليمن، وتعزيز قدرات هذا القطاع الحيوي للقيام بدوره التربوي والتعليمي على الوجه الأفضل، ومساعدته على تجاوز التحديات التي تواجهه في ظل الظروف الراهنة مشاريع المياه والكهرباء.
كما احتل مشروع حفر أبار اتوازية عميقة بصحراء محافظة حضرموت، صدارة المشاريع الخدمية المتمثل في حفر ( 18 ) بئر ارتوازي مقدم من دولة الأمارات العربية المتحدة لدعم سكان المناطق الصحراوية نتيجة لشحت المياه وانعدام المشاريع الحكومية فيها وذلك من اجل نقص المياه وندرتها في صحراء حضرموت بأعتبارها اكثر منطقة تعاني من نقص المياه والجفاف وتعد مشكلة نقص المياه أكبر مشكلة يواجها أهالي المناطق الصحراوية، ولذا حرصت الهيئة على تنفيذ هذا المشروع الهام لتوفر مياه الشرب والري وتخفف على الناس مشقة الحصول على الماء من خلال مشاريع المياه المتنوعة ، وذلك بالتزامن مع مشاريع مياه أخرى عن طريق عمليات حفر بئر ارتوازي جديد بحقل زمن المائي بمنطقة فوة غرب المكلا، الى جانب توقيع اتفاقية لحفر مياه بحضرموت في حقل العضيبة بغيل باوزير والذي تم افتتاح خلال السبوع الماضي، و توقيع اتفاقية تنفيد شبكة مياه العصبة وعصم بالسوم الى جانب تسليم مضخة غطاس ومستلزماته لمشروع مياه الردود بوادي حضرموت.
وتأتي هذه المشاريع في أطار تجسيداً للاهتمام الذي تولية الأمارات وقيادتها الرشيدة لتحسين الأوضاع الانسانية بصورة عامة لأبناء حضرموت وتعزيز للمبادرات التي تضطلع بها الهيئة لتخفيف من معاناة الاهالي ودعم مشاريع البنية التحتية لمواجهة الظروف التي يتعرضون لها، وقد قعت «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي» مذكرة تفاهم مع الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف وبحضور السلطة المحلية بالمحافظة، تنص على تقديم الدعم مشاريع مياه الريف بحضرموت ساحلها وصحرائها.
واما قطاع الكهرباء:
فقد واصلت الهيئة دعمها لهذا القطاع من خلال توفير مشتقاته الضرورية لضمان استمرار وتحسين خدمة التيار الكهربائي ، وفي هذا الإطار زودت الهيئة مؤسسة كهرباء مدينة الحوطة بمديرية ميفعة في شبوة بمقطورة تحتوي على 36 ألف لتر من مادة الديزل لتغطية احتياجات المحطة من الوقود اللازم من أجل استمرار عملية تشغيل التيار الكهربائي الذي يستفيد منه بشكل مباشر حوالي 25 ألف منزلاً، وذلك في إطار الحملة الإنسانية والجهود التي تبذلها الهيئة لإغاثة أهالي المدينة للتخفيف عن المواطنين وطأة الأزمة، الى جانب تسليم ادارة كهرباء ساحل حضرموت إماراتية شحنة معدات وادوات ، من أجل صيانة المولدات الكهربائية المركزية والمحطات المتهالكة، ودعم منظومة الكهرباء بمديريات ساحل حضرموت،
وافتتاح مشروع تعزيز وتقوية خط كهرباء منطقة الريان شرق المكلا بحضرموت. مشروع افطار صائم تفاعلاً مع مبادرة عام 2017 عام الخير، ودعما لمبادرات العمل الإنساني التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال شهر رمضان المبارك، دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ، بشوارع المدن الرئيسية بساحل ووادي محافظة حضرموت مشروعها الخيري السنوي لتوزيع وجبات إفطار الصائم الجاهزة، بمساعدة متطوعين من أبناء مدينة المكلا ويعد هذا العام هو الثاني للمشروع، بعد أن كانت بداياته العام الماضي، وكان ضمن جملة مشاريعها الخيرية والإنسانية التي تقدمها للمواطنين اليمنيين، لتخفيف معاناتهم خلال الأزمة التي تعيشها البلاد.
ويعتبر مشروع إفطار الصائم أحد أبرز مشاريع الهلال الأحمر خلال شهر رمضان المبارك التي تهدف إلى إحياء فضائل الشهر الكريم في تجسيد قيم التآخي والتسامح ليعم الخير كل من هم بحاجة للتخفيف.
كسوة العيد – ووصية زايد “مبادرات انسانية تُدخل الفرحة إلى قلوب”:
ضمن مبادرة إنسانية لتوزيع كسوة العيد قامت الهيئة بعملية توزيع ملابس لاعي على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام وأبناء الأسر ذات الدخل المحدود، للعام الثاني على التوالي والتي تهدف إلى المساهمة في تخفيف المعاناة عن آلاف الأسر ومساعدتهم، والوقوف إلى جانبهم مع قرب حلول عيد الفطر المبارك.
وفي إطار حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على دعم الشعب اليمني، جاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لهيئة الهلال الأحمر بإطلاق حملة «وصية زايد بأهل اليمن» بمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة، لإدخال الفرحة في قلوب أهلنا هناك، ولا سيما أسر الشهداء والجرحى والمحتاجين في مختلف المحافظات اليمنية، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وتوفر الحملة احتياجات الأسر المستهدفة من الأضاحي (أضحية لكل أسرة) وكسوة العيد وهدايا الأطفال، بجانب توزيع أموال نقدية وقسائم شرائية.
تثمين دور الأمارات وثمن محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية “في لقاء سابق بهيئة الهلال الأحمر” دور دولة الإمارات العربية المتحدة للمحافظة التي عملت بدرجة أساسية على تنمية حضرموت وانتشالها من وضعها الحالي في العديد من القطاعات الخدمية، وكذلك مساعدة المناطق المنكوبة والمتضررة بمختلف الاحتياجات من خلال دعمهم بالمواد الإغاثية، ودعم المشاريع الصحية والتعليمية والبنى التحتية.
وأكد البحسني وقوف السلطة المحلية مع دولة الإمارات لإنجاح مختلف المشاريع التي تقوم بها مختلف مؤسستها العاملة في المحافظة والتي تهدف كلها على مساعدات أبناء حضرموت وتعزيز دور التنمية فيه.
ختامًا:
فقد تمكنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، خلال وقت وجيز، من إعادة تشغيل كل المؤسسات الخدمية الضرورية، من كهرباء وماء ومدارس ومستشفيات حيث ساهمت بشكل كبير في تخفيف معاناة الناس، وكان دورها هو الأبرز والأكثر حضوراً بين المنظمات الإنسانية الأخرى، ما جعلها حديث الناس في المحافظات المحررة، لما قدمته من خدمات ومساعدات ساهمت في عودة الحياة وتخفيف أضرار الحرب.