“الحيمة” بلدة صغيرة في تعز، تقاتل بفقرها وجوعها ونبلها وببسالة عجيبة، قرى صغيرة متناثرة تقاوم، مدينة محاصرة تقاوم وسط جوع وبرد وشحة إمكانات، التعزي نموذج اليمني البسيط الذي لا يحب الحرب، ولكنها إذا فرضت عليه، يخوضها بنبل كبير، هذه تعز معجزة الثورة وشرف المقاومة وعمود الدولة وروح المجتمع اليمني الجميل، هذه المدينة تتكشف في كل مرحلة عن معدن يمني خالص، سالمت حتى ظن المغفلون أنها لا تجيد الحرب، فنزلوا إلى “صعاليك” ليؤدبوهم، فانقلب “صعاليك” تعز جحيماً على مليشيات الغزو والنهب والغدر والانقلاب.
كل المدن نالت حظها من المقاومة ومن الدعم، لكن تعز نالت القدر الأكبر من المقاومة والأقل من الدعم، ورغم الخذلان لا يزال هوى تعز يمنياً وانتماؤها حميرياً ودينها الحب والتسامح، عندما تولى أحمد حميدالدين السلطة بعد والده، اتخذ من تعز عاصمة له، لا حباً فيها، ولكن خوفاً منها.
استقر الطاغية أحمد في تعز ليحافظ على صنعاء، وبالفعل كانت تعز حاضنة الثورة ومنبت الجمهورية، وكان ما كان وصدقت مخاوف “أحمد يا جناه”، الثورة بذرة تسقى في تعز وتثمر في صنعاء، وإذا أردتم دحر مليشيات “إل ظلام الدين” اليوم، فما عليكم إلا دعم الجيش والمقاومة في تعز.
ادعموا تعز لتقتربوا أكثر من صنعاء، صدقوني ستوفرون الكثير من الجهد والوقت، وسينطلق أبناء هذه المدينة بعد تحريرها للبناء والمساعدة في تحرير بقية مدننا في الوقت ذاته.
صدقوني ستنتصر تعز، لأنها مدينة عنيدة لا تعرف الاستسلام، ستنتصر لأنها لم تعتد على أحد، ولكنها تقاوم عدوان مليشيات ما عرف العالم مثل جهلها وهمجيتها وعنصريتها وطائفيتها المقيتة، ستنتصر تعز، وسيشعر بالخزي من خذلها، ولن تفي كل أوسمة العالم لتكريم مقاوميها وجيشها وأهلها الطيبين.