رصد تقرير لموقع الجيش الوطني الملاحم البطولية التي سطر حروفها أبطال وجنود أقسموا على أنفسهم في منتصف ليل على أن لا تشرق شمس صباح يوم الجمعة الـ15من ديسمبر الجاري، وفي أرجاء مديرية بيحان، برمالها وحيودها ثمة مليشاوي من عناصر مليشيا الحوثي الانقلابية، لينبلج الصباح بضوئه غير حانث بقسم هؤلاء الأبطال الذين سابقت انتصاراتهم رياح رمال تلك الصحراء.
في بيحان، حيود شاهقة هانت أمام عزائم ومعنويات أبطال الجيش الوطني التي عانقت السماء، وثمة جنود اصابعهم على الزناد، وفي الافق اعينهم تتطلع لملامح النصر الكبير.
بيحان.. صانعة الانتصارات
البداية كانت مع الملازم أول في اللواء26ميكا، مفرح أحمد قران، الذي رافقنا إلى حيث يرابط أبطال الجيش الوطني في جبهات بيحان، والذي تحدث قائلا: لقد استطاع أفراد الجيش الوطني منذ دقائق المعركة الأولى تكبيد المليشيا الحوثية خسائر فادحة، فانهارت صفوفها من نسق إلى أخر أمام عزائم أبطال الجيش الوطني.
خلال ست ساعات تقريبا بدأت من قبيل فجر الجمعة، يؤكد قران، أنها كانت كفيلة بأسقاط عشرات المواقع التي كان يتمركز فيها الانقلابيين على امتداد أكثر من35كيلو متر، من مواقع انطلاق المعركة في جبهة الساق، وصولا إلى مفرق مديرية النقوب.
وقال ان انهيارات العدو الكبيرة الذي سقط معظم أفراده بين قتيل وجريح وأسير لم يستطيع الصمود أمام أبطال الجيش الوطني، فلم يكن أمامه الا الفرار باتجاه مديرية بيحان العليا، وفي جبال متفرقة بالمنطقة، تاركين خلفهم عتادهم ومعداتهم القتالية غنيمة للجيش الوطني.
من جانبه، قائد الكتيبة السابعة “كتيبة الشهيد الشدادي” في اللواء26ميكا، المقدم عبدالله الشريف، أكد على مواصلتهم مطاردة المليشيا الحوثية حتى استكمال تحرير بيحان، من بقايا جيوبها، في الأطراف الجنوبية الغربية، ومن ثم التوجه لتحرير باقي محافظات اليمن من براثن العدو الانقلابي.
ويقول: انهم في أتم الجاهزية وفي أعلى مستوياتها من أجل دحر المليشيا الحوثية، وأن معنوياتهم تعانق السماء، موجها رسالته لجميع أفراد الجيش الوطني بأن يكونوا في أتم الاستعداد للانقضاض على ما تبقى من مليشيا التمرد والانقلاب، ومن يقاتل معها من الحرس الجمهوري الذي اندمج بثقافتهم وأيدولوجيتهم.
المليشيا بين قتيل وأسير وفار
وعن إحصائيات وخسائر المليشيا يقول الملازم أول في اللواء26ميكا، أحمد سيف بحيبح، ان عشرات القتلى والجرحى سقطوا، في حين تم أسر 21أخرين خلال أربع ساعات، بينهم15قياديا ومشرفا منهم قائد الدروع، والقيادي المدعو “أبو صقر”، ومدير شؤون المالية والبشرية المكنى بـ”الشرفي”.
وتمكن أبطال الجيش الوطني وفقا لبحيبح من اغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من مواقع المليشيا، منها10أطقم قتالية، ودبابة، وصالون وسيارة نوع “سنتافي”، وشاحنتين لنقل الماء، وقرابة20دراجة نارية، وأربعة صواريخ نوع “زلزال”، وكمية من صواريخ الكاتيوشا، ومدفع هاوزر، ومدفع هاون120، و4هاونات، و7رشاشات عيار14، و50، و23.
ويوضح أحمد بحيبح أن “الأهالي في مديرية بيحان، استقبلوا أفراد الجيش الوطني في مفرق النقوب، بترحيب وحفاوة كبيرة مقدمين لهم الأكل والشراب، مترجيين أن لا نتوقف الا بعد تحرير كامل بيحان، الأمر الذي قوى من عزيمتنا وأعاد ألينا النشاط للتحرك ودحر ما تبقى من مواقع للمليشيا، حتى الوصول إلى العليا، والمحكمة.
صرواح تساند بيحان
عمر عبدالله ناصر الحنيشي، أحد أفراد اللواء الثالث مشاة جبلي في صرواح، يقول لقد جئنا الى بيحان، لمساندة رفاقنا في الجيش الوطني ودحر مليشيا الانقلاب، ولقد تمكنا من دخولها في غضون ساعات، داعيا إلى عدم تصديق إعلام العدو الذي يعتمد على صور ومقاطع فيديو قديمة يقوم بنشرها زاعما انه ما زال في بيحان.
واضاف كافة أفراد الجيش الوطني جنودا وضباط يتمتعون بمعنويات مرتفعة تعانق السماء وتناطح السحاب، ومن هنا نوعد الشعب اليمني أن موعدنا صنعاء، ومران.
وفي مديرية بيحان العليا، يقول أحد أفراد المقاومة الشعبية صالح ناصر صالح الفقيه، أن قوات الجيش الوطني وما تساندها من مقاومة شعبية من أبناء بيحان، حققت انتصارات عظيمة سيظل التاريخ يتذكرها دائما، مؤكدا ان الهزيمة الكبيرة التي تلقتها المليشيا الحوثية في بيحان، سوف تبقى ذكرى مؤلمة تراودهم، ولن ينسوها.
وأضاف “معنويات أبطال الجيش الوطني في جبهات بيحان، والمقاومة الشعبية كانت هي العامل الذي ساعد في تحقيق الانتصارات”.
حسين السلطان، أحد أفراد مقاومة بيحان، قال استطعنا بفضل الله أولا وعزيمة وإرادة أبطال الجيش الوطني الذين تعانق معنوياتهم السماء، تحقيق هذا النصر المؤزر على فلول الانقلابيين الذين عاثوا فسادا وتدميرا وقتلا بحق أبناء بيحان خصوصا، واليمن عموما.
ويوضح أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمساندة جوية من مقاتلات التحالف العربي، استطاعت خلال اليومين الماضيين من تحرير كامل مديريات عسيلان، والنقوب، والعليا ومبلقة، ولم يتبقى سوى بعض الجيوب في أطراف وادي خِر، موجها الشكر الكبير للحكومة الشرعية والتحالف العربي لدعمهم الكبير الذي ساعد على تحقيق هذه الانتصارات.
ويقول أحمد عبدربه علوي السحرتي، أحد أفراد الجيش الوطني، “وجدنا تعاون كبير من أبناء بيحان، الذين استبشروا بانتصاراتنا على المليشيا الحوثية”، مضيفا “وها هم يقاتلون معنا في الجبهة لتطهير ما تبقى من جيوب للمليشيا في وأدي خر”.
بدورهم اكد عددا من أفراد اللواء19مشاة، على أن معنوياتهم مرتفعة جدا، وأنه لن يهدأ لهم بال أو يذوقوا للراحة طعم، حتى تحرير كامل اليمن، من مليشيا العبث والدمار، وليس بيحان، فحسب.
وعن سير المعركة، يقول جنود اللواء19مشاة أنهم كانوا على تنسيق متواصل مع قوات اللواء26ميكا منذ انطلاق الساعة الأولى للمعركة، حيث بدأوا بدحر المليشيا الحوثية من عسيلان، والتحرك صوب النقوب حتى الالتحام مع اللواء26ميكا في مفرق النقوب، ومن ثم واصلوا التقدم لتحرير منطقة المحكمة ومدينة العليا ومبلقة.