بغير سابق إنذار تهتز صنعاء في لمح بصر ، استغل الحوثيون المولد النبوي ليحشدوا بميدان السبعين ولم تكن المناسبة هي السبب الرئيس لذات الحشد ، بل كان وراء الاكمة ما ورائها كما عرف عنهم ، سيما بٌعيد توصلهم لمعلومات استخباراتية تؤكد تواصل الرئيس السابق صالح سرياً مع دول التحالف العربي ونيته المبيتة للغدر بهم من خلال مكالمة مسربة التقطتها أجهزتهم حد تصريحات قيادتهم ، كانت البداية اختلاق خلاف مع حراسة جامع الصالح في الميدان بحجة احتياجات المحتفلين لجزء من الجامع لممارسة طقوسهم ، وحدثت اشتباكات بين الطرفين لتتدخل وساطة يومها لحل الخلاف ونجحت الوساطة في ذلك وبتخطيط متقن كان بمثابة فحص اولي لمدى قوة حليفهم اللدود .
ومساء اليوم التالي تتصدر عناوين الأخبار عن محاصرة مليشيا الحوثي منزل طارق صالح نجل شقيق الرئيس السابق وتستمر الاشتباكات ليومين على التوالي ، لكن هذه المرة لم تنجح الوساطات في حل النزاع ، وظل مصير طارق مجهولاً حتى اللحظة ، يستنفر الحرس الجمهوري التابع لصالح ويظهر صالح على قناته اليمن اليوم يدعو انصار حزبه والشعب اليمني للالتفاف للدفاع عن الجمهورية ضد الإماميين الجدد حد وصفه . ناسياً أو متناسياً انه من بسط أيديهم على مقدرات الدولة بمؤسساتها ، وجيشها بكامل عتاده !، وبكلتا يديه وعن طيب خاطر انتقاماً من خصومه ، ثم تلا ذلك بيان رسمي للمؤتمر الشعبي العام يخاطب الشعب اليمني وأنصار المؤتمر بذات الموجهات ، فيستميت إعلام صالح بتوفير كافة إمكاناته ومنصاته الإعلامية وينتشي انصاره من المؤتمريين بالنصر الأكيد ، وبدا ذلك جلياً في مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لهم !، ثم يظهر زعيم الحوثيين بخطابًي استجداءٍ ولأول مرة وفي يوم واحد ، مطالباً العقلاء التدخل لحل النزاع تلافياً لشق الصف ، وبحيلة ودهاءٍ خبيثين موحياً للعامة ولأنصار صالح خاصة أنه بموضع ضعف وصالح بموضع القوة ، فظهرت قوة صالح التي طفت فقط على سطوح مواقع التواصل الاجتماعي من تحت الانفاق والدهاليز الخفية لتستعيد كل المؤسسات الحكومية التي بقبضة المليشيا أهمها مبنى قناة التلفزيون الرسمي ،، !! فيما إعلام الحوثي تعامل مع الأمر وكأنه حادث عرضي لم يوليه ادنى اهتمام بل كانت عناوين وشاشات وسائله الإعلامية خالية تماماً إلا من اخبار الجبهات والزوامل المعروفة حسب العادة ..
بعدها مباشرة وفي اليوم التالي يظهر المذيع الحوثي المروني ببيان رسمي ومن على شاشة “اليمن اليوم” التابعة لصالح والناطقة الرسمية باسم حزب المؤتمر ، بعد إستيلاء مليشيا الحوثي عليها بالقوة وأسر كل من فيها ، تلاشت معها كل الأوهام في انعكاس سلبي حول ماهية الحرس الجمهوري فائق التدريب والتأهيل في لحظات الى سراب ..
ثم يستمر حصار مليشيا الحوثي للحي السياسي بمنطقة حدة مسكن صالح وحاضنته يوماً كاملاً ، وينتقل الحصار لمنزل صالح في حي الكميم وتستخدم المليشيا معظم أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ويستمر القصف ليلةً كاملة ..
نهار اليوم التالي 4 / ديسمبر من العام 2017م تسقط الأسطورة ، وانزلقت قدما أذكى الراقصين على رؤوس الثعابين ليواجه رأسه أفعى الحوثي السامة فتلدغه ليسقط صريعاً ، معلنة مليشيا الحوثي مقتل صالح ويظهر فيديو مقتله على شاشات الفضائيات ، الخبر الصادم الذي لم يصدقه أحد ، خصومه قبل أنصاره رغم وضوح الشاشات ..
ويسدل الستار عن صالح اللغز الكبير الذي حيًر الجميع ، نعم قٌتل صالح