“سبتمبر نت”
أكثر من عامين ونصف العام على الحرب، والانقلاب، واغتصاب الدولة من قبل عصابة اجرامية مارقة، حرب شنها الحوثيون على الأرض والإنسان، مخلفين الدمار والقتل، ومتجاوزين القوانين الدولية، والإنسانية، حيث تتجلى فظائع الانقلابيين في أبشع صورها في تعز، المحافظة التي تواصل لملمة جراحها إثر القتل، والدمار، والقصف، والمأساة التي يخلفها الحوثيون بشكل مستمر.
في تعز ومنذ بداية الحرب أصبحت الحياة مشلولة، توقفت المدارس واغلقت المستشفيات وتوالدت الزنازين والمعتقلات.. واضحت كارثة حلت بمدينة الحالمة، وزادتها معاناة وضاعفت آلامها، لكن في المقابل نثق بأن أبناء تعز وبدعم كل اخوانهم في كل اليمن ستنتصر على هذه العصابة الاجرامية وستستعيد عافيتها لتعود الحالمة رائدة للعلم والثقافة.
رصد تقرير أعدته شبكة «راصدون محليون» أكثر من (4165) حالة انتهاك ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية في محافظة تعز تنوعت بين القتل، والإصابة، والتعذيب، والتهجير، وتفجير المنازل، خلال النصف الأول من العام الحالي 2017م.
وطبقاً للتقرير فإن (495) مدنياً قُتلوا على يد مليشيا الحوثي، بينهم (62) طفلاً و(29) امرأة، اضافة الى مقتل (49) مدنياً، واصابة (78) آخرين بينهم (4) أطفال و(4) نساء جراء ألغام زرعتها مليشيا الحوثي، واختطاف (139) شخصاً، بينهم (39) من المنتمين للأحزاب السياسية المناوئة لها في محافظة تعز، و(26) إعلامياً وحقوقياً وأصحاب رأي ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي و(33) تربوياً و(19) عسكرياً، بالإضافة إلى (20) عاملاً وطفلين تم اختطافهم من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بتهم وذرائع مختلفة.
كما ارتكبت مليشيا الحوثي (62) واقعة قتل جماعي راح ضحيتَها (104) قتلى و(211) جريحاً، اضافة الى (105) حالات اعتداء جسدي تعرض لها مدنيون، بينهم (98) عامل نظافة.
ورصد التقرير خلال الفترة ذاتها (774) حالة إصابة تعرض لها السكان المدنيون، بينهم (200) طفل و(90) امرأة بسبب الأعمال العسكرية التي مارستها مليشيا الحوثي وحلفاؤها. ورصد (85) حالة تجنيد أطفال في صفوف الحوثي، في حين فقد (6) من بين هؤلاء حياتهم خلال النصف الأول من العام الحالي.
مجازر مروعة
أوضح مصدر عسكري في قيادة محور تعز في 17/1/2017م، إن المليشيا المتمركزة في شمال شرق معسكر أبو موسى بالخوخة، أطلقت صاروخاً على قرية «المويجر» في مديرية مقبنة غرب تعز، وأسفر عن مقتل (10) مدنيين وعشرات الجرحى.
أدى قصف وحشي بقذائف المورتر نفذته مليشيا الحوثي، الأربعاء 19/1/2017م، مستهدفة منطقة مأهولة بالسكان غرب المدينة، إلى مجزرة أودت بحياة (9) مدنيين، بينهم أطفال، وجرح (8) آخرين وفقاً لمصادر طبية.
الخميس 2/2/2017م، استهدفت المليشيا الانقلابية بقصف مدفعي تجمعاً للأطفال في حي عنصوة السكني بشارع الثلاثين بير باشا غرب المدينة، اسفر عن مقتل (5) قتلى و(3) جرحى، مصادر محلية.
مساء الاثنين 6/3/2017م ارتكبت مليشيا الحوثي مجزرة بشعة إثر قصف صاروخي على باب موسى وسط سوق الشنيني الشعبي ادى الى مقتل (3) مدنيين وجرح العشرات، حسب مصادر طبية.
في 30/3/2017م قصفت مليشيا الحوثي الانقلابية أحياء سكنية في المدينة وريفها، وحسب شهود عيانٍ، قتل مدنيان وجرح (8) آخرون بينهم (4) أطفال. كما نقلت مصادر اعلامية عن شهود عيانٍ مقتل مدني واصابة (5) من أفراد أسرته بينهم طفلان، إثر سقوط قذيفة أطلقها الانقلابيون على منزلهمٍ في منطقة عصيفرة. كما شنت المليشيا قصفاً مماثلاً على أحياء سكنية بالقرب من جولة سنان القريبة من الموقع الأول، أسفر عن مقتل مدني وإصابة زوجته واثنين من أطفاله. حسب وكالة الأنباء الحكومية.
حصار وتهجير »تبيشعة«
كشف تقرير حقوقي صادر عن التكتل الوطني للتنمية في محافظة تعز عن انتهاكات مارستها مليشيا الحوثي بحق المدنيين من أهالي قرية تبيشعة والقرى المجاورة لها من عزلة بلاد الوافي جبل حبشي أغلبهم من النساء والاطفال خلال الفترة من (17فبراير وحتى 2 مارس 2017م). مؤكداً أن أكثر من (1410) انتهاكات بحق المدنيين.
وأكد الأهالي عن قيام مليشيا الحوثي بتفجير (6) منازل، وإحراق أكثر من (10) منازل، وتهجير معظم سكان القرية، مسجلاً حالة إجهاض واحدة وحالة وفاة لاحد الموطنين بجلطة دماغية نتيجة تفجير منزل احد أقاربه، اضافة الى تلف (24) مزرعة طماطم، ونهب (3) منازل و(4) دراجات نارية وسيارة واحدة.
وخلال شهر مارس 2017م كشف تقرير ائتلاف الإغاثة الإنسانية عن تضرر (45) منزلاً ومنشأة وممتلكات خاصة وعامة، منها تفجير (5) منازل، وتضرر مدرستان للتعليم العام، ومسجدين. كما أشار الائتلاف إلى تعرض (87) أسرة للنزوح والتهجيرالقسري من منازلها في ريف المحافظة.
مصادر محلية أفادت في 29/4/2017م، أن (3) مدنيين قتلوا بينهم طفلان وأصيب (4) آخرين في مديرية الصلو جنوب شرقي تعز. إثر سقوط صاروخ كاتيوشا اطلقته مليشيا الحوثي من موقع عسكري في منطقة دمنة خدير استهدف منزلهم.
شهر مايو الأكثر دموية
خلال شهر مايو 2017م قتل (131) مدنياً، بينهم (21) طفلاً وامرأتين، وجرح (320) آخرون، بينهم (28) طفلاً، و(11) امرأة منهن (8) حالات إعاقة دائمة.
وقال ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تقريره: «إن 31 منزلاً ومنشأة وممتلكات خاصة وعامة تعرضت للتضرر الجزئي، والكلي، والإتلاف من جراء الحرب خلال شهر مايو 2017م».
من جهتها أكدت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، أن (30) مدنياً توفوا على الأقل، وأصيب أكثر من (160) آخرين، في هجمات مدفعية شنتها مليشيا الحوثي على مدينة تعز خلال 10 أيام من شهر مايو 2017م. وفق أطباء في مستشفيين محليين.
وقالت المنظمة في بيان لها 9- أغسطس الماضي- إن «قوات الحوثيين والفصائل الموالية لها شنت هجمات مدفعية متكررة وعشوائية على أحياء سكنية في تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، في انتهاك لقوانين الحرب».
من جهته قال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في بيان صحفي يوم 30 مايو 2017م: إن المليشيا أطلقت من مواقعها في أطراف المدينة (519) مقذوفًاً على أحياء تعز الشرقية، خلال الفترة (22 – 28 مايو 2017م).
وكشف المركز أن (22) مدنيّاً قتلوا وجرح (35) آخرون، بينهم نساء وأطفال خلال أسبوع، بعد قصف مليشيا الحوثي الانقلابية بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء السكنية شرق المدينة.
وفي 13/5/2017م، قتلت المليشيا (3) مدنيين بينهم طفلين في قرية الرحبة، مديرية جبل حبشي، غربي المدينة، وقتل مواطن في منطقة الاقروض، مديرية المسراخ، جنوبي المدينة، إثر تعرضه للقنص اثناء تواجده أمام منزله في قرية النجادي، من قبل المليشيا المتمركزة في تبة العسق. كما أكدت مصادر طبية، إصابة مدني برصاص قناص حوثي متمركز في معسكر الأمن المركزي أثناء تواجده في جولة زيد الموشكي.
مصادر محلية أكدت في 23/5/2017م مقتل (9) مدنيين، وأصيب (28) آخرين إثر قصف مدفعي شنته المليشيا الانقلابية على أحياء الضبوعة، ومحيط ساحة الكرامية.
(74) قتيلاً و(436) جريحاً في يونيو
خلال شهر يونيو 2017م، فقدت (98) أسرة عائلها، اضافة الى مقتل (13) طفلاً و(7) نساء و(47) شاباً، فيما جرح (10) أطفال و(12) امرأة و(51) شاباً و(353) شخصاً ممن يعولون أسرهم للإصابة. كما خلفت الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي الاجرامية (588) يتيماً.
وتعرض (21) منزلاً ومنشأة ومركبة وممتلكات خاصة وعامة للضرر الجزئي، والكلي، والإتلاف، علاوة على تهجير قسري لـ(57) أسرة من منازلها في (حذران – الربيعي – التعزية – الشقب – ماتع – الخلوة) في الريف الجنوبي والغربي للمحافظة، حسب تقرير ائتلاف الإغاثة الإنسانية.
في 2/6/2017م قتل (3) مدنيون كانوا على متن دراجة نارية انفجر فيهم لغم أرضي في نجد قسيم جنوب تعز ما أسفر عن مقتلهم على الفور.
وفي 6/6/2017م قتل مدنيان واصيب إثنان آخران جراء سقوط قذيفة هاوزر أطلقتها مليشيا الحوثي على حي السواني جنوب المدينة.
كما قصفت مليشيا الحوثي في 14/6/2017م، مستشفى الثورة بقذيفة مدفعية من مواقعهم في المنطقة الشرقية، استهدفت الجهة الخلفية لقسم الكلى الصناعية، ما أدى الى اصابة مدنيين، إضافة الى أضرار مادية للأجهزة الطبية بقسم الكلى». حسب مصدر طبي.
وفي اليوم التالي 15/6/2017م، استهدفت مليشيا الحوثي المتمركزة في تبة السلال مباني المستشفى الجمهوري جنوبي المدينة، بقذائف الهاون وأدى القصف إلى تدمير الخزان الرئيسي لمركز الكلية الصناعية وتضرر العناية المركزة، وكذا انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى.
وفي 21/6/2017م قصفت المليشيا الانقلابية حي بير باشا بقذيفة مدفعية أدى الى مقتل مدنيين وأصيب (6) آخرون.
تدمير 375 مدرسة ونزوح 300 ألف طالب
وعن الانتهاكات التي مورست بحق التعليم في محافظة تعز، فقد رصدت فرق ميدانية محلية عدة تعرض (375) مؤسسة تعليمية لإنتهاكات متنوعة منها (59) مدرسة تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي و(35) مرفقاً تعليمياً تحولت إلى ثكنات عسكرية ومخازن للسلاح أو سجون ومعتقلات للمليشيا الحوثية، وأفاد التقرير أن الحرب تسببت في تشريد ونزوح أكثر من (300) ألف طالب وطالبة من المدارس حرم منهم أكثر من (50) ألف من امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية. إضافة إلى تدمير بعض كليات جامعة تعز وإغلاق (7) جامعات أهلية.
انهيار المنظومة الصحية
في تقرير حقوقي متخصص نشرته مؤسسة التوعية والإعلام الصحي حول انتهاكات حقوق الإنسان في المجال الصحي بمحافظة تعز خلال الفترة (20 إبريل – 2 يوليو 2015م)، مشيرة إلى أن (%90) من المرافق الصحية بالمحافظة متوقفة كلياً.
ورصدت المؤسسة (212) حالة انتهاك بحق العاملين والمنشآت والمرافق الصحية بالمحافظة، وتوقف (382) مرفقاً صحياً عن العمل، في حين وصلت عدد الصيدليات المغلقة إلى (231) صيدلية، وتضرر (53) صيدلية جراء القصف، واغلاق (547) مخزناً.
وطبقاً للإحصائيات، دمرت مليشيا الانقلاب (568) مرفقاً صحياً، منها (6) تدمير كلي، و(93) تدمير جزئي، و(24) استيلاء وتمترس، و(15) نهب، و(430) اقتحام واغلاق.
كما استعرض تقرير آخر صادر عن عدد من منظمات المجتمع المدني بتعز عن تدمير (%38) من أقسام المستشفى الجمهوري و(%50) من أقسام مستشفى الثورة، علاوة على إغلاق المستشفيات الخاصة وطرد الجرحى والمرضى من المستشفيات الواقعة تحت سيطرتها، إضافة إلى منع دخول الادوية والأدوات الطبية، الأمر الذي أدى إلى وفاة (8) أطفال و(9) جرحى و(133) حالة من مرضى الفشل الكلوي، وفقدان (3000) حالة للرعاية الصحية، و(9000) حالة من مرضى حمى الضنك.