يزداد الوضع سوءا في مناطق نفوذ المليشيات الانقلابية اذ يتم تسريح العشرات من موظفي القطاع الخاص يوميا في وقت يوشك ما تبقى من القطاع العام على الإنهيار بما فيها المدارس والجامعات الحكومية بسبب أزمة الرواتب وتفاقم انهيار الأوضاع الإقتصادية ؛ وعدم صرف رواتب موظفي الدولة بينهم المعلمين في المدارس و الأكاديميين في الجامعات وهو ما يهدد بضياع المستقبل كما هو الحاضر .
وتفاقم الإنهيار الإقتصادي في ظل اتساع ظاهرة جباية الأموال والتحصيل المستمر من قبل المليشيات تحت مسميات مختلفة وتهديدها للتجار ورجال الأعمال وتوقف ديون القطاع العام لدى العُملاء بسبب الأزمة المالية وانقطاع الرواتب بالإضافة الى توقيف الشركات والمصانع لحسابات الآجل نتيجة الوضع الأمني وتراكم المديونيات .
محافظة ذمار واحدة من المحافظات الواقعة في قبضة المليشيات حيث يعيش فيها أصحاب المسيرة اللاهوتية في نعيم بينما يحثوا الناس على الصمود يقتصر على الجوعى فقط غير ان الصمود قد بلغ ذروته وولد مجاعة تتسع يوما بعد آخر وغليان شعبي متصاعد يصعب ايقافه ؛ وجوعى يتهيأون للإنقضاض على تلك الجماعة الفاشية التي تسلقت على أوجاع آلاف المقهورين الذين انجروا خلف دعواتها المزيفة لإسقاط ما يسمى الجرعة ؛ وهاهي تسحقهم وتتلذذ بأوجاعهم .
يتقاضى الموظفين رواتب زهيده لاتكاد تسد رمقهم، وبقطع رواتب الموظفين ينقطع آخر خيط يبقيهم على قيد الحياة؛ يرى فوزي الجرادي ان مليشيات جماعة الحوثي والمخلوع تشن حربا شرسة ضد الفقراء .
رئيس حركة رفض بمحافظة ذمار محمد النشاد قال ان الشعب الذي لاينتزع حقوقه بيده لاتبكي عليه إذا رأيت الكلاب تنهش في جسده.
وأعتبر الصحفي فضل الأشول الموالي للمخلوع ان من لا يهتم لجوع الناس وما اصابهم من هوان، فمن الغباء ان ننتظر منه إشباعهم او التضحية من اجل كرامتهم .
الناشط السياسي كمال الحكيم قال ان كل أفعال جماعة الحوثي والمخلوع تقول : الموت لليمنيين ؛ مشيرا أن الشمس والهواء خارج نطاق سلطة التجويع التي ينتهجونها بحرفية عالية والا كانوا سيقطعوها عن الشعب.
الحكيم وجة انتقادات لاذعة لنقابات العمال والموظفين واتهمها بخذلان منتسبيها وقال خذلتونا في وقت نحن بأمس الحاجة لنسمع صوت دفاعكم .. صوت مطالبكم برواتبنا .. صوت دعواتكم لنا بممارسة حقوقنا في الاحتجاج. .ما أنتم إلا نفايات لا نقابات .
من جانبه أكد الشيخ مجاهد البخيتي أن المطالبة بالحقوق ليست خيانة أو فتنة كما يروج البعض وتدعية المليشيا مشيرا انها حقوق مشروعة والفتنة هي ان يضطر المستأجر ان يتعارك مع المؤجر لانه لم يعد يطيق مطالبته المتواصلة وكلماته الاستفزازية ؛ أو ان تتسع ظاهرة السرقة والنهب والسلب ولا يأمن الواحد منا على بيته حتى وان كان متواجدا فيه ؛الفتنة هي ان ترى السلب والنهب والتقطعات يمارسها ضعاف النفوس والمجرمين والفتنة باختصار ان لا توفر لي مصدر رزقي الوحيد المستحق عليك وهو الراتب وتطلب مني ان ابقي فمي مغلق.
ودعا البخيتي الى هبة شعبية للمطالبة بالحقوق ؛ وقال ان كل سلطة وأي حاكم لا يستطيع الوفاء بالتزامات الدولة نحو موظفيها فالأحرى به ان يغادر موقعه فورا فهو بكل المعايير فاشل.
التربوي محمد اليفاعي وباسلوب ساخر ومؤلم طرح مقترح لمنع خروج احتجاجات في المحافظة يقول : ” نظرا لما يعانيه موظفي الدولة نتيجة عدم صرف المرتبات والمساعدات وحرصا على مدينة ذمار من خروج التظاهرات نقترح على موظفي المحافظة تسليم انفسهم مع عائلاتهم واطفالهم إلى السجن المركزي بذمار مقابل ان تقوم سلطة الامر الواقع الانقلابية بتوفير الغذاء ومياة الشرب لكل الاسر الكادحة وكفى الله المؤمنين شر القتال” .