اكد تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية أن قتل الميليشيات الحوثية، للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، يغير مسار الحرب في اليمن ويفاق الوضع المتدهور بهذا البلد منذ سنوات، وقد يكلفهم ثمنًا باهظًا.
وقالت الصحيفة في تقرير الثلاثاء الحوثيون باتوا الآن يسيطرون وحدهم على العاصمة، التي تقاسموا السيطرة عليها منذ سبتمبر 2014 مع الرئيس السابق، الذي بمقتله باتت صنعاء مجرد إقطاعية في أيدي الحوثيين وداعميهم الإيرانيين”.
وتساءلت الصحيفة عن مستقبل الجيش الموالي لصالح وحزبه “مؤتمر الشعب العام” بعد مقتله؟، مشيرة إلى أن الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي حاول حشدهم، مؤكدًا دعمه لـ “الانتفاضة” التي أطلقها صالح قبل وفاته.
ونقلت عن مصدر دبلوماسي القول “لا يزال هناك سؤال حول استعداد الحوثيين لاستعادة السيطرة على المناطق التي احتجزوها بشكل مشترك مع قوات صالح”، مؤكدًا أن قوات الرئيس السابق يمكنها الاستفادة من علاقتها بالقبائل؛ لكن الأمر سيستغرق شهورًا بالنسبة للحرس الجمهوري، وهو الجيش الرئيس الموالي لصالح خلال الحرب الأهلية؛ لإعادة تشكيل سلسلة قيادته بعد خسائر صنعاء.
وبينت لوموند أن الشيء نفسه ينطبق على الحزب: “إن مقتل صالح سيؤدي إلى ظهور زعيم في صنعاء وهو أمر ليس سهلًا ولن يقبل الناس أن يكون الزعيم في الخارج”، كما يقول مصطفى نعمان النائب السابق لوزير الخارجية.
لكن قيام الحوثيين، باختطاف عدد من أتباع صالح السابقين في السنوات الثلاثة الماضية، ومع انتظار معظم القبائل دون أن تتحرك للانضمام للفائز، يرى المحلل آدم بارون أن “عملية التطهير هذه قد تكلف الحوثيين غاليًا”.
ورأت الصحيفة أنه في ظل الوضع القائم يبدو أن أي مفاوضات الآن مستحيلة، خاصة أن الحكومة الشرعية توجد في الخارج، ولا يوجد سوى وزراء قليلون في عدن “العاصمة المؤقتة” والمناطق المحررة من الجنوب؛ حيث تتحدى القوى الانفصالية سلطتهم. ولم يستطيعوا حتى الآن إعادة إطلاق البنك المركزي، الذي نقل من صنعاء صيف عام 2016؛ لحرمان الميليشيا الحوثية من مصدر هام للدخل.