جسدت مدينة تعز وأريافها تجلياً واضحاً لأشد صور الحرب المأساوية، وتكثيفاً واسعاً لأكثر الانتهاكاتها جسامة، كالقتل بوسائل عدة والدمار والحصار التي طالت المدنيين وقوضت حياتهم منذ بداية الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي وصالح.
في تعز وجد الآلاف أنفسهم عالقين وسط قذائف الحوثيين وعرضة لضروب مختلفة من انتهاكاتهم التي لا نهاية لها كالقتل والتعذيب والاختطاف، والاعتداء على طواقم ومراكز الخدمات الطبية، واستهداف المدارس واحتلالها واستخدامها من قبل المليشيا الانقلابية ثكنات عسكرية، ومخازن لأسلحتهم، إضافة الى الحصار الخانق المفروض على المدينة من قبل مليشيا الحوثي وصالح، ومنعهم وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إليها.
تعز حولتها مليشيا الحوثي وصالح إلى ركام مدينة جراء استمرارهم في قصف أحيائها، واستهداف هوية وإرث إنسانها، حيث تشير إحصائيات مختلفة إلى أن حرب المليشيا على تعز أدت إلى تدمير ونهب (1865) منزلاً، و(568) مرفقاً صحياً، و(198) منشأة تعليمية، و(128) مقراً حكومياً، و(227) ممتلكات خاصة، «139 تدمير كلي، 1407 تدمير جزئي، 90 احتلال وتمترس، 69 نهب وعبث، 260 اقتحام وتفتيش»، منها تفجير (15) منزلاً في أحياء صالة، وتوزعت بقية المنازل على مديريات التعزية، والمسراخ، ومشرعة وحدنان، وماوية، وخدير، وجبل حبشي.
كما فجرت المليشيا الانقلابية (36) منزلاً، وأحرقت (40) آخرين في مديرية ذوباب، ودمرت ونهبت (54) دار عبادة، و(7) مواقع أثرية في المحافظة.
وفي جريمة حرب غير مسبوقة، أحرقت مليشيا الحوثي وصالح (40) منزلاً في ذباب بعد تشريد ساكنيها عقب اجتياحهم الثاني للمديرية منتصف فبراير 2016م، حسب مصادر صحفية.
كما اقتحمت مليشيا الانقلاب (50) منزلاً بمديرية الوازعية، وقامت بنهب محتوياتها وتشريد سكانها.
وتعرض (227) من الممتلكات الخاصة لأضرار الحرب بالمحافظة، موزعة على «201 مصنع ومتجر، 26 مقرات خاصة».
وأكدت مصادر محلية وشهود عيان تحويل المليشيا بعض هناحر تابعة لشركات خاصة إلى مخازن للسلاح، من بينها، هناجر شركات توفيق عبدالرحيم في الجندية، ومصنع هزاع طه ناجي وشركة الشيباني في منطقة الحصب غرب المدينة.
قنص وقصف عشوائي
وكانت شبكة الراصدين المحليين قد كشفت في مؤتمر صحفي عقد في 22 يونيو 2015م إحصائيات مفصلة للقتلى والجرحى المدنيين في تعز خلال 3 أشهر فقط، أي منذ 24 إبريل وحتى بداية يونيو 2015م، حيث وصل إجمالي القتلى جراء قنص وقصف مليشيا الحوثي (339) بينهم (64) طفلاً و(38) امرأة و(237) رجلاً، وبلغ عدد الجرحى (3530) بينهم (222) طفلاً، و(112) امرأة (3197) رجلاً، وأكثر من (600) مختطف.
وأشارت إلى أن عمليات استهداف المدنيين «تمثلت في قنص المارة في الشوارع ووسائل المواصلات، إضافة الى القصف العشوائي للمنازل في أحياء حوض الأشراف والمناخ والشماسي والروضة و26 سبتمبر وغيرها».
وفيما يخص حجم الدمار الذي لحق بالمساكن والمنشآت فقد بلغ عدد المنازل المدمرة (675) منزلاً، و(8) مستشفيات، و(14) فندقاً، و(48) مدرسة ومنشأة، إضافة الى (554) محالاً تجارياً، و(20) مسجداً، وتدمير (3) مواقع أثرية.
وأكد الناشط الحقوقي هاني الأسودي تعرض محافظة تعز للقصف العشوائي (484) مرة خلال عام من بداية الحرب، حيث سقطت أكثر من (2231) قذيفة، أسفرت العديد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، وتفجير (18) منزلاً بالديناميت في مناطق مشرعة وحدنان والجحملية والمسراخ.
وخلال اسبوع واحد فقط من 2 – 8 نوفمبر 2015م، قتلت المليشيا (51) مدنياً بينهم (12) طفلاً، و(5) نساء، اضافة الى (94) جريحاً.
(1231) قتيلاً خلال 2016
كشف ائتلاف الإغاثة الإنسانية في مدينة تعز في 9 يناير 2017م، عن مقتل (1231) شخصاً، وإصابة أكثر من (7) آلاف آخرين، جراء عمليات القنص والقصف العشوائي لمليشيا الحوثي الانقلابية على الأحياء السكنية في تعز خلال العام 2016م.
وقال الائتلاف في تقرير له: إن أكثر من (4) آلاف منزل ومدرسة ومبنى حكومي ومسجد ومرفق حيوي تم تدميرهم من قبل مليشيا الحوثي وصالح.
مشيراً الى أن أكثر من (177) ألف أسرة نزحت وهجرت قسراً من منازلها، فيما ما تزال هناك أكثر من (300) ألف أسرة متضررة في مديريات المحافظة، علاوة على ذلك سقوط أكثر من (60) مدنياً، وحالتي إعدام لمختطفين، واقتحام مستوصف ونهب مخزنه في مديرية حيفان.
وكشفت احصائية صادرة عن المركز اليمني للعدالة والتنمية عن انتهاكات مليشيا الحوثي وصالح، ضد سكان المدنية خلال شهر أبريل 2016م فقط، حيث بلغ (36) قتيلاً، بينهم (7) نساء، و(9) أطفال، و(224) جريحاً، بينهم (33) امرأة، و(63) طفلاً، وصحفي واحد. ومسعف طبي.
مصادر طبية في المدينة أكدت أن المليشيا ارتكبت مجزرة مروعة في ساعة متأخرة من مساء 15/1/2016م بقصف حي «المسبح» السكني وسط المدينة بثلاث قذائف أسفر عن استشهاد (9) مدنيين وإصابة (19) آخرين بجروح بعضها خطيرة. وكان مدنيان قتلا وأصيب (5) آخرين في وقت سابق من اليوم ذاته بقصف عشوائي ورصاص قناصة المليشيا الانقلابية على أحياء سكنية في المدينة.
وأفاد مصدر في مستشفى الثورة في 6 يناير 2016م عن مقتل طفلين وجرح أكثر من (27) مدنياً بينهم (5) أطفال، و(4) نساء جراء سقوط 3 قذائف عشوائية اطلقتها المليشيا الانقلابية على حي الكوثر وسط المدينة.
وفي يوم 3/2/2016م قتل (5) مدنيين بينهم (3) أطفال وأصيب (14) آخرون في قصف لمليشيا الحوثي وصالح على حي النسيرية بالمدينة، فيما قتلت فتاة في اليوم السابق برصاص قناص حوثي في مديرية المسراخ جنوب تعز.
في 19 فبراير 2016م تعرض حي المسبح لقصف عشوائي من مليشيا الحوثي وصالح بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية، وبحسب مصادر محلية وطبية فإن، طفلين قتلا، وجرح (4) آخرين.
وفي 19/3/2016م سقط (9) قتلى بينهم (4) نساء و(12) جريحاً، إثر قصف شارع 26 سبتمبر الذي كان مكتظاً بالمدنيين عند الغروب بقذائف الهاون من قبل المليشيا.
وقُتِل (16) مدنياً وأصيب العشرات بجراح في يوم 3/6/2016م، بقصف صاروخي ومدفعي شنّته مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على مناطق متفرقة بمحافظة تعز، بعدد من قذائف الكاتيوشا، واستهدف القصف سوق المدينة القديمة (الباب الكبير) وأدى الى مقتل (11) مدنياً، بينهم طفل، وإصابة آخرين بجروح خطيرة، معظمهم من النساء والأطفال. كما قتل مواطن وأصيب (3) آخرون جراء سقوط عدد من القذائف التي أطلقتها المليشيا على حي المسبح.
في 29/7/2016م قُتل (3) مدنيين وجُرح (6) آخرين، وتدمير عدد من المحلات نتيجة قصف بصواريخ كاتيوشا شنّته مليشيا الحوثي وصالح على سوق نجد قسيم، جنوب غرب تعز، من موقع تمركزهم في مدينة دمنة خدير.
ضحايا الألغام
قال فريق منظمة رصد في تعز إنهم استطاعوا رصد وتوثيق ضحايا الالغام حتى نهاية نوفمبر 2016م والذين بلغوا (255) ضحية بينهم (100) قتيل منهم (9) نساء و(24) طفلاً، وصحفي، إضافة الى (155) جريحاً بينهم (8) نساء و(11) طفلاً، بينهم (97) معاقاً أغلبهم نساء واطفال.
وذكرت «هيومن رايتس ووتش» أنها حققت في (5) حالات لأشخاص أصيبوا بتشوهات بسبب ألغام مضادة للأفراد في مارس 2016م، وقال أطباء وعاملون في إزالة الألغام لـ«هيومن رايتس ووتش»: إن العدد الحقيقي لضحايا الألغام أعلى بكثير، ففي يونيو قال طبيب: إنه عالج (50) شخصاً في تعز بترت أحد أطرافهم منذ أبريل 2015م. كما قامت المليشيا بزراعة (%30) من مساحة حي الجحملية في تعز بالألغام.
في 25/12/2015م قتل (6) مدنيين بينهم امرأتان و(4) أطفال من أسرة واحدة، انفجر بهم لغم أثناء نزوحهم من المسراخ توفوا على الفور، وإصابة (12) آخرين بينهم نساء وأطفال.
وفي 9 أغسطس 2016م، قتل (11) مدنياً بينهم (7) أطفال بألغام مضادة للمركبات في مديرية الوازعية، بينهم طفلان بعمر (4 أعوام)، إضافة الى مقتل مسعفان واصابة (3) آخرون في انفجار لغم بسيارة إسعاف في منطقة حذران غرب مدينة تعز.
وخلال يناير وحتى سبتمبر 2017م قتل (60) مدنياً بينهم (5) اطفال، أحدهم عمره شهرين، و(7) نساء، وأصيب (83) مدنياً بينهم (5) أطفال و(3) نساء جراء انفجار الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في المناطق التي كانت تسيطر عليها في محافظة تعز، حسب تقرير راصدين والمركز الانساني، ومصادر خاصة في تعز.
تهجير 9517 أسرة بقوة السلاح
هجّرت مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بقوة السلاح (9517) أسرة، منهم (%60) نساء (%25) أطفال منذ سبتمبر 2015م وحتى أكتوبر 2017م، بحسب مصادر خاصة وتقارير حقوقية، وكانت أغلب حالات التهجير في الوازعية وحيفان والصلو والدبح في ريف تعز وصالة.
ووفقاً للإحصائيات، فإن (3000) أسرة تم تهجيرها من الوازعية غربي تعز فقط، فيما اضطر بقية السكان إلى النزوح بعد حالة من الفزع وحتى لا يلاقوا مصير غيرهم من أبناء البلدة، اضافة الى تهجير (1285) أسرة في مديرية ذوباب، و(989) أسرة في مديرية المخا، و(15) أسرة في مديرية صالة، و(603) أسرة في مديريتي حيفان والراهدة، و(625) أسرة في مديرية جبل حبشي، وفي مديرية الصلو (3000) أسرة.
وكانت تقارير حقوقية رصدت عن نزوح أكثر من 800 ألف شخص من مدينة تعز وحدها.
الدحي.. العبور إلى الموت
معبر الدحي غرب مدينة تعز مارست فيه المليشيا أبشع أنواع الانتهاكات اللاإنسانية، متعمدون إذلال وإهانة المارين من والى المدينة بطرق وقحة، من تفتيش ومصادرة المواد الغذائية من المواطنين والمواد الإغاثية ومنع السكان من التنقل، وقتل وإهانة للنساء، بل وصل الى حد تلويث عناصر المليشيا لصهاريج المياه التي كانت تنقل الماء للمحاصرين في المدينة.
ورصدت منظمة سام للحقوق والحريات أكثر من (311) حالة لانتهاكات مروعة ارتكبتها مليشيا الحوثي وصالح ضد المدنيين في منفذ الدحي خلال الفترة من 25 مارس 2015م وحتى 25 مارس 2016م.
وقالت المنظمة في تقرير بعنوان «الدحي العبور الى الموت»: «إن فريقها رصد ووثق تلك الجرائم والتي توزعت بين: (29) حالة قتل، و(181) حالة اصابة، و(93) حالة اعتداء جسدياً، و(25) حالة اختطاف وتعذيب، و(21) حالة نهب ممتلكات، و(19) حالة نهب مقتنيات شخصية، و(8) حالات تحرش جنسي».
(676) ضحية خلال شهر
ذكر تقرير لائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز أن (676) ضحية من المدنيين خلال شهر نوفمبر 2016م، وان عدد (172) قتيلاً بينهم (23) طفلاً، و(6) نساء، فيما أصيب (504) أخرون، بينهم (130) طفلاً، و(52) امرأة، جراء القنص والقصف العشوائي المكثف شنته مليشيا الحوثي وصالح على الأحياء السكنية في تعز. مبيناً أن (23) قتيلاً، و(7) مصابين، جراء انتهاكات أمنية مارستها المليشيا بحق أبناء المحافظة.
وأشار إلى أن (752) أسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها بالقوة جراء المواجهات المسلحة والقصف العشوائي في الدبح وشارع 24 بالتعزية، الهشمة، حذران، الصلو، الأعبوس، ووادي صالة وجولة القصر.
وأكد الائتلاف في تقريره تضرر (65) منزلاً ومنشأة تجارية ومدنية بفعل الحرب، منها تفجير (9) منازل بالألغام والعبوات الناسفة، كما تضرر (40) منزلاً كلياً وجزئياً جراء القصف العشوائي في أحياء «الجحملية، بازرعة، وصالة شرقي المدينة ومديرية الصلو جنوبها».
كما تعرضت (7) مدارس ومرافق تعليمية للاستهداف بالقصف المدفعي، اضافة إلى تفجير مسجد وتعرض مسجدين آخرين للقصف، و(6) مباني حكومية ومرافق خدمية وصحية للقصف المباشر، في حين تم اغلاق (36) مدرسة بمدينة تعز ومديرية الصلو جراء القصف.
كما ذكر تقرير منظمة رصد أن المليشيا اختطفت (34) مواطناً، ونهبت سيارتين، واقتحام (5) مؤسسات حكومية، واحتجزت (18) شاحنة محملة بمساعدات إنسانية كانت متجهة الى تعز.
(1180) انتهاكاً في الشقب
تقرير صادر عن لجنة الحقوق الإنسانية والتنموية بمنطقة الشقب في صبر، رصدت خلال الفترة من سبتمبر 2015م الى سبتمبر 2017م أكثر من (1180) حالة انتهاك، منها (36) حالة قتل بينهم (4) أطفال و(3) نساء، و(133) حالة اصابة بينهم (27) طفلاً، و(25) امرأة، و(27) حالة اختطاف، و(3) حالات تعذيب، و(94) حالة تهجير أسرة، اضافة الى نزوح (405) أسرة، كما دمرت (17) منزلاً بشكل كلي، و(213) منزلاً بشكل جزئي وتضرر (16) خزان مياه، وأكثر من (250) اتلاف مزارع، ونهب (13) منزلاً.
وأكد التقرير أن المنطقة تعرضت خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2017م فقط لـ(362) صاروخ كاتيوشا و(1856) قذيفة هاون، و(12) صاروخاً و(184) قذيفة مدفعية.