لم يسلم من المليشيا الانقلابية، شيء في تعز لا المدينة ولا قرى المحافظة؛ فقد هجرت الرعية والمزارعين من الأهالي القاطنين هروبًا من جحيم القصف والقنص الذي داهم مساكنهم البسيطة، كبساطة أحلامهم البريئة والتي تلخص الشخصية اليمنية الريفية التي يتسم بها كافة سكان الأرياف في اليمن.
هذه الصورة تختصر ضحايا “القوز” المنطقة التي تقع على الحدود السفلية ما بين حدود مديرية جبل حبشي أسفل قرية “بني بكاري” والجهة العليا من مديرية مقبنة أعلى من منطقة “شُبية”. فتهجير قسري قامت به المليشيا لكل أهالي هذه القرية والقرى المجاورة لها بسبب هيمنة وشيطنة جماعة الحوثي وصالح حيث تقدمت إلى تلك المنطقة قاصدة من خلال تقدمها ذلك الالتفاف على المقاومة الشعبية، موليةً مسيرتها الشيطانية والكهنوتية والاجرامية شطر “الكدحة والوازعية” مروراً بالخط الغربي حيث تتمركز المقاومة والجيش الوطني هنالك ممثلة باللواء 117.
السقوط
أدى عدم الاهتمام بتلك الجبهة من قبل قيادة المحور وقيادة اللواء إلى سقوطها بكل سهولة فقط بسالة أهالي قرية بني بكاري والقوز والأشروح الذين خرجوا مواجهين بأسلحتهم البسيطة والضعيفة لمدة يومين متتالين مع اسناد لبعض قادات المقاومة الذين كانوا يشاركون في الجبهة الغربية في منطقة القدحة خصوصاً ممثلة بالقائد الفذ عبدالله قحطان وبعض مرافقيه، الذين انطلقوا من منطقة الشراجة ومنطقة القوز ليغيثوا اخوانهم المرابطين هنالك.
وفي اليوم الثالث وبعد عدة نداءات استغاثة من قبل أهالي القرية وشباب المقاومة هنالك للقيادة المحور وقيادة اللواء 117 اُسندت الجبهة ببعض من الأفراد والأسلحة والعتاد من المقاومة الشعبية لكنها لم تف بالغرض لدحر الحوثين من المنطقة.
تهجير قسري
أصبحت القوز مكان صراع محتدم حتى هذه الحظة، تأثر الأهالي فيها من القصف على مساكنهم ومن الموت المدفون “الألغام” التي تزرعها الجماعة الاجرامية حيثما تمر، لتدل هذه الاعمال الاجرامية على مدى النجاسة وشدة البطش التي تتسم بها هذه الجماعة الاجرامية.
من مزارعين إلى ملاحقين
لم يحلم أهالي هذه البلدة يوما بغير لقمة العيش وإيجاد مراعي لمواشيهم وزراعة أراضيهم وجني ثمارهم منها. ما بالك بحرب تصاعدت نحوهم يوماً بعد يوم ملتهمة كل من يقف في طريقها. منازل دمرت وأحياء هجرت سكان كانوا أمنين في بيوتهم هجروا منها مجبرين تاركين ورائهم كل ممتلكاتهم وأثاثهم وماشيتهم ناجين بأنفسهم إلى ملجأ يعصمهم من لظى العصابة الانقلابية. فارين من بين ايادي جماعة أحرقت وجه الانسانية في الحضر ولم يتبق إلا الأرياف وهاهي ذهبت إليها لتنفيذ مشروعها بقتل الانسان والطفل اليمني بكل دم بارد في مدنه وفي أريافه.
يتمترسون بالمنازل ويهجرون أهلها
تحكي عجوز من النازحين من قرية القوز وهي الأن مرافقة للطفلة خولة في مستشفى البريهي والتي أصيبت بلغم أرضي والتي سنحكي تفاصيل إصابتها تاليًا.
قالت بأنها كانت تصرخ في وجه أحد المتبردقين الحوثيين الذين اقتحموا تلك القرية قائلة له “مو تشتوا مننا ارجعوا من أين اجيتم نحن أبرياء نحن ما لناش طاقة بكم” وهو يرتشف الماء من الجرة التي أخذها من جانب منزلها بالقوة وبتغطرس أجرامي موجهاً سلاحه تجاه المنطقة الاخرى حيث تتواجد المقاومة الشعبية ينثر رصاصته من بين بيوت الساكنين مفزعا كل أهالي المنطقة والمنازل التي يتمترسون بها وهي لازالت مليئة بأهلها قبل أن يقوموا بتهجيرهم.
خولة.. قصة الإنسانية المهدورة
ما بالكم باللغم الذي انفجر بالطفلة خولة محمد هزاع البالغة من العمر 14 عام زرعته الجماعة أمام منزلهم حيث ذهبت لتأتي ببعض الملابس أثناء ما كانت الأحداث هادئة بعض الشيء. لعلها نست ملابسها وهي هاربة من بيتها في اليوم السابق إلى ملجأ آخر، عادت لتأتي بها لكن لغم فاجأها ببتر قدمها اليسرى وتهشيم يدها اليسرى وهي الأن ترقد مصابة تحت اشراف دكاترة مستشفى البريهي في مدينة تعز.
الشنب.. ولغم يبتر قدمه وشبابه
قدم الطفلة خولة لم تكن هي المتأثرة من الألغام فقط بل والشاب فراس فؤاد الشنب الذي تخطى خطوط تماس الحرب كونه أحد الشباب المناضلين في سبيل الانسانية من أهالي قرية بني بكاري إذ راح يقتحم المناطق التي كانت مليشيا الانقلاب قل زرعتها بالألغام وينتزعها حيث قام بانتزاع خمسة من الألغام وعبوة ناسفة هو ورفاقه الأبطال لكن اللغم السادس أنفجر بقدمه اليمنى وتسبب ببترها وهو لم يتجاوز الـ19 من العمر.
هذه الجرائم التي اُرتكبت وغيرها الكثير والتي يستوجب على الجميع الاطلاع عليها عن القوز وغيرها من المناطق التي اقتحمتها المليشيا لتسليط الضوء على تلك الجرائم المرتكبة من قبل جماعة الحوثي وصالح الانقلابية وعلى المنظمات الدولية سرعة الضغط على المليشيا لإيقاف الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين.
وبحسب تقارير لمنظمات حقوقية فقد هجرت المليشيا الانقلابية ما يزيد عن 117 أسرة من قرى جبل حبشي الأسبوع الماضي في استمرار لعمليات التهجير التي تقوم بها في كل منطقة تقتحمها.