تواصل مليشيا صالح والحوثي الانقلابية الإبادة الجماعية للمختطفين والمخفيين قسريا في سجونها ومعتقلاتها في العاصمة صنعاء، والتي كان أخرها تعذيب المختطف “أحمد صالح حسين الوهاشي” حتى الموت.
أختطاف وأخفاء وتعذيب ومن ثم قتل، تراجيديا موت مستمر تمارسه المليشيا الانقلابية بحق الأف المختطفين في معتقلاتها من صحفيين وناشطين وسياسيين ومواطنين.
الثلاثاء الماضي، أبلغت المليشيا الانقلابية في العاصمة صنعاء، أسرة المختطف “أحمد الوهاشي” المعتقل في سجن الأمن الاحتياطي بمنطقة هبرة، منذ بداية شهر أكتوبر الفائت، بالحضور جثة أبنهم، مدعية ان أبنهم المختطف توفي منتحرا بعد قيامه بشنق نفسه داخل السجن.
مصادر مقربة من أسرة المختطف الوهاشي، قالت لـ”سبتمبر نت” ان المليشيا الانقلابية قتلت أبنهم في السجن، بعد أختطافه مع أبن أخيه وأقتيادهما من مسقط رأسهما في قرية مذوقين، التابعة لمديرية البيضاء، إلى صنعاء، في تاريخ15/أكتوبر/2017م.
وذكرت مصادر أخرى ان المختطف “أحمد الوهاشي” كان توفي تحت تعذيب المليشيا في سجن هبرة، يوم السبت، بتأريخ28أكتوبر، أي بعد13يوما من اختطافه، فيما لا يزال أبن أخيه مختطفا لدى المليشيا.
وأفادت المصادر ان المليشيا الانقلابية بقيادة القياديان في جماعة المليشيا هاني السريحي، وعبدالخالق المطري، وبتواطئ من مشرف المليشيا على السجن المدعو “أبو علي” مارست التعذيب الشديد بحق المختطف “الوهاشي” لإرغامه على أن يدلي باعترافات لجرائم لم يكن مسؤولاً عنها، ما أدى إلى إصابته بكسور في العمود الفقري، ومن ثم وفاته.
وبالرغم من نشر وفاة الوهاشي، من قبل ناشطين ومقربين منه قبل أسبوعين، توضح المصادر ان المليشيا عمدت وبشكل متكرر على إبلاغ أسرته بأنه سليم ومعافى في السجن، وذلك في محاولة منها للتكتكم على الجريمة وطمس أثارها وإزالة معالم التعذيب من على جسده.
والشهيد “أحمد صالح الوهاشي” هو أخو الشهيد القيادي في صفوف المقاومة الشعبية بجبهة الحازمية، في محافظة البيضاء، إبراهيم صالح الوهاشي، الذي استشهد بتأريخ2/يناير/2017م، حيث أن جثته ما زالت حتى اليوم لدى المليشيا الانقلابية، التي رفضت كافة الحلول من أجل تسليم الجثة.
استمرار الانتهاكات
تأتي هذه الجريمة، في وقت تواصل فيه مليشيا صالح والحوثي الانقلابية اختطاف الآلاف وإيداعهم في السجون والمعتقلات، بينهم المئات مهددون بالموت تحت التعذيب الوحشي، ووفاة قرابة أكثر من70مختطفا تحت تعذيب المليشيا، بحسب ما رصدت رابطة أمهات المختطفين في تقرير لها.
إدانات
تناولت حادثة وفاة المختطف “الوهاشي” تحت التعذيب الشديد من قبل المليشيا في سجن هبرة، الكثير من الإدانات، فوزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية قالت في بيان لها نقلته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” أن المليشيا الانقلابية ترتكب أبشع الجرائم والانتهاكات بحق المختطفين والمعتقلين في سجونها والتي كان أخرها جريمة التعذيب حتى الموت التي ارتكبت بحق المختطف “الوهاشي”.
وحملت الوزارة المليشيا الانقلابية المسؤولية الكاملة عن مقتل المختطفين، مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية بالضغط بكل الوسائل على المليشيا لاحترام القوانين والحقوق بحق المختطفين، داعية إلى سرعة الافراج الفوري عن كافة المختطفين في سجون ومعتقلات المليشيا، ووقف الإعتداء عليهم وتعذيبهم.
بدوره وزير الإعلام معمر الارياني، أدان جريمة تعذيب المليشيا الانقلابية حتى الموت للمختطف “أحمد الوهاشي”، موضحا ان المليشيا سلمت جثة الوهاشي لأسرته بعد أسبوع من وفاته وتصاعد رائحتها في محاولة منها لأخفاء أثار عمليات التعذيب التي تعرض لها، مستهجنا صمت المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الانسان على الجرائم التي ترتكبها المليشيا الانقلابية وبخاصة حيال المعتقلين في السجون.
وأوضح الارياني أن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي يرتكبها الانقلابيين تمثل وصمة عار في جبين العالم الذي يتجاهل مأساة المختطفين والمعتقلين الذين لفظ العشرات منهم انفاسهم في سجون الانقلابيين بينهم صحفيين وناشطين سياسيين ومدونين في شبكات التواصل لمجرد أن بعضهم غرد “لا للمليشيات الحوثية”.
وأكد الارياني أن عين الانسانية مفقودة وأن العالم يتعامى عن مأساة اليمنيين التي تتضاعف كل يوم في المناطق التي لازالت خاضعة لسيطرة الانقلاب، متسائلا عن مصير وعود المنظمات الدولية التي تكررت اكثر من مره بزيارة المعتقلين في السجون والاطلاع على اوضاعهم والوقوف على اسباب اختطافهم وسجنهم.
وناشد الارياني العالم والمبعوث الاممي لليمن ومجلس حقوق الانسان والمنظمات الدولية وكل المهتمين بحقوق الانسان إلى مراجعة ضمائرهم والنظر بعين الرحمة لاسرة المعتقلين والمختطفين وزوجاتهم وامهاتهم، محذرا من امكانية ان يلاقي العشرات من المعتقلين مصير الوهاشي إذا لم يتم النظر لقضيتهم بعين الاهتمام وانهاء مأساتهم ومعاناة اسرهم.
وفي مقال للكاتب حسين الصوفي، قال “لست أدري كم لبث أحمد، في السجن حتى فاضت روحه بعد ارهاق طويل وامنيات متتالية بالمصير نفسه كحل سريع يظل أمنية لمن هم تحت سياط الوحوش القذرة في سجون #الحوثي و #المخلوع!”.
وذكر “ظل الوهاشي قتيلا ازيد من اسبوع، كانت #رابطة_أمهات_المختطفين قد نشرت بلاغا يحمل رائحة الموت لضحية لم يعرف من هو؛ اتضح فيما بعد أنه ابن البيضاء أحمد الوهاشي، الشاب الذي قتل تحت التعذيب”، ذاكرا ان الوهاشي، الضحية رقم111، ضمن سلسلة أرقام قتلوا في سجون المليشيا تحت التعذيب.