** *قذف الفيسبوك في وجهي بهذه الخاطرة الدمعة التي كتبتها قبل خمس سنوات مضت..في يوم باريسي بارد*
*غصة الوجع ما تزال كما هي لهذا اعيدها ثانية*
——————————–
*((عن وطن سيبقى أكتب !!))*
—————– عزالدين سعيد الاصبحي
———– باريس نوفمبر 2012
**
يالله هذه فلسطين التي يراد لها ان تسقط من الذاكرة وتأبى إلأ ان تعود !
تعود ليس في قلب المدن العربية المحاصرة بالخوف والفاقدة للتوازن الآن بل في قلب باريس !
** شابات وشبان عرب من كل مكان جاءوا يلتحفون الكوفية الفلسطينية لتظهرهم بفتنة الوطن الذي اشتقنا اليه !
اشتقنا ان نراه ولو من خلال حنجرة مغني يذكرنا بأنبل قضايانا وبمفتاح تحررنا !
لا ازال على يقيني الذي لا يتزعزع ان مفتاح التحرر في هذه المنطقة لابد ان يمر من فلسطين
وان كل العواصم محتلة وناقصة السيادة ما دامت اول عواصمنا محتلة وهي القدس !
** كنت اقول ولا ازال ان سقوط العواصم بعد القدس من بيروت الثمانينات الى كل العوصم هو مجرد فرط لحبات المسبحة لأن البداية هناك في القدس وفي فلسطين !
** مناسبة الحديث ان معهد العالم العربي بباريس يقيم حفلا للفنان سميح شقير
جاء صوت الشابة الفلسطينية بلكنة اهل غزه :
– حابب تروح ؟؟
ضحكت وقلت بل انا منتظر هناك !
** جموع الشباب العربي من فلسطين ولبنان وسوريا وتونس والمغرب والجزائر والاردن واليمن ادهشني !
احسست بي اعود سنوات وانا ارى ايقونة فلسطين ورسم حنظلة لناجي العلي على صدور الفتيان والفتيات اعود الى بيروت القابضة على جمر الثورة دوما بحب !
سميح شقير سيغني وسأراه ثانية واحدثه عن بيروت والجبهة والرفاق والخنادق !
عن الحلم الذي لم يفارقنا !
** دخل المغني الى المسرح الباذخ والمكتض بوجوه من مختلف الالوان والبلدان دخل وقد صار اكبر سنا ..نال الزمن منا يار فيق !
لكنه بنفس الشموخ بقميصه وكوفيته وعوده
وحسنا فعل عندما افتتح امسيته بقصيدة التسامح لمحمود درويش
*وانت تعد فطورك*
*وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ
لا تَنْسَ قوتَ الحمام
وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
لا تنس مَنْ يطلبون السلام
وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ
مَنْ يرضَعُون الغمامٍ
وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ
لا تنس شعب الخيامْ
وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ
ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام
وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ
مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام
وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك
قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام
** التهبت القاعة بالتصفيق
غنا سميح بعدها
مش صديقي اللي ما بيحب الشبابيك مش صديقي ولا هو حقيقي
وانغرست الشابة الملفوفة بالكوفية الفلسطينية بكرسيها حزينة وادرك انا حجم الم الذاكره !
** رأيتني اعود سنوات فتى حالم بتحرير العالم ليس معه غير كراسة الوان ودفتر قصائد من اجل الثورة الفلسطينية !
(( لا زالت اغلى مقتنياتي صور مع جورج حبش وابوعلي مصطفى ورسالة رائعة من ابو عمار !))
ورسم لم يكتمل لناجي العلي
** كتبت يومها بفخر عن شهيدين يمنيين احدهما من منطقتنا ذهبا في اشهر عملية فدائية فلسطينية اي عملية دلال مغربي
زرت قلعة الشقيف في الجنوب اللبناني ورايت اثار عبقة من شباب المظلات اليمنيين الذين لم يستسلموا لشارون وما اماتهم غير الغازات والكيميائي
** رأيت اجمل احلامنا تتشتت.. طفلا يجري خلف شاحنة معبأة بالاسر الفلسطينية التي يجب ان تهجّّر من بيروت الى ابعد نقطتين في الجغرافيا عن فلسطين اي الى اليمن وتونس
وعرفات يخرج على سفينة من خط التماس
والشاحنة مكتضة بالشباب ولم يتسن حتى ان يكون مع الراحلين حقيبة ملابس !
كان صوت سميح شقير ومرسيل خليفة والفرق النابضة بالحياة ملاذنا !
** الان من ياذكر جرحك يا قلب ؟ من يتذكر تلك المنعطفات الهامة التي لم نعطيها حقها وذهبنا الى كواليس بعيدة !؟
** – اكمل سميح شقير اغانيه في ليلة باريسية شديدة البرودة لكن بردها تبدد تحت لهيب التصفيق والدموع وحرارة الحنين
واجبره الحاضرون على ان يعود الى المسرح ليغني
( يا حيف يا حيف يا حيف )
كيف لا يغني للشام ويالله ترجع ليالي الشام
والتهبت الاكف تصفق والشابة الفلسطينية غارقة بدمعها
ترقب من الله ان يفك اسر اسرتها !!
** اااااه لهذا الوجع الذي لا يتنهي
في نهاية الجلسة قلت للفنان سميح شقير شكرا لانك تبقي على جرحنا يقظا حتى نتذكر فاجعتنا ولا ننسى شعب الخيام
وشد على يدي مسلما
– سلم على الرفاق بعدن !
ااااه يا سميح واين الرفاق ؟؟
حديث مع سميح شقير في مسرح العالم العربي بباريس 2013
*سفير اليمن في المملكه المغربيه